بغداد:«الخليج»، وكالات

حذر قادة عراقيون، أمس الثلاثاء، من أن الانقسام السائد في البلاد منذ انتهاء الانتخابات النيابية التي جرت في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2021، يهدد البلاد ب «انزلاق سياسي» نحو متاهات خطِرة قد يصعب تكهن نتائجها، فيما استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد احتجاجاً على العملية العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، والتي وصفها الرئيس العراقي بأنها «انتهاك للسيادة العراقية»، في حين ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بالعملية التركية، داعياً إلى احترام سيادة العراق.

وحذر الرئيس العراقي برهم صالح من الانسداد السياسي في البلاد، واصفاً إياه بأنه «أمر مقلق». واعتبر، أمس الثلاثاء، أن تعطّل الاستحقاقات الدستورية في أوقاتها المحددة يمثل ظاهرة خطِرة، مشيراً إلى أن هناك من يريد أن يشغل العراقيين بصراعات داخلية تستنزف قوتهم وتضعف كيانهم. كما دعا الجميع إلى رص الصف الوطني والتكاتف لحماية البلاد.

ومن جانبه، شدد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، على أن هناك قلقاً كبيراً في صفوف العراقيين من نتائج هذا الانسداد. وأكد ضرورة استعادة الثقة لحماية البلاد من «الانزلاق السياسي». وأضاف أن بلاده تعيش اليوم أزمة سياسية، مشيراً إلى أن الحكومة تفعل ما بوسعها لإيجاد الحلول، وناشد القوى السياسية الكف عن التخوين فيما بينها.

وبدوره، اعتبر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي أنه يجب السعي إلى تقوية أركان الدولة، مؤكداً ضرورة العمل على إكمال الاستحقاقات الدستورية.

من جهة أخرى، ذكرت الخارجية العراقية في بيان صحفي: «استدعينا سفير الجمهورية التركية لدى العراق علي رضا كوناي، على خلفيّة الخروقات والانتهاكات المستمرة للجيش التركي، ومنها العملية العسكرية الأخيرة واسعة النطاق؛ إذ طالت مناطق متينا، الزاب، أفاشين، وباسيان في شمال العراق». وأضافت: «سلمنا السفير التركي مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، ودعيناه إلى الكف عن مثل هذه الأفعال الاستفزازية، والخروقات المرفوضة». وتابعت: «تجدد الحكومة العراقية مطالبتها بانسحاب كامل القوات التركية من الأراضي العراقية، بنحو يعكس احتراماً ملزماً للسيادة الوطنية». وأشارت إلى أن «العراق يمتلك الحق القانوني لاتخاذ الإجراءات الضرورية والمناسبة وفقاً لأحكام ميثاق الأمم المتحدة، وقواعد القانون الدولي إزاء أعمال عدائية وأحادية الجانب كهذه؛ إذ تجري دون التنسيق مع الحكومة العراقية».

وعلى الصعيد ذاته، أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أن العراق دولة ذات سيادة كاملة. وقال في تغريدة له على «تويتر»، إن «الجارة تركيا قصفت الأراضي العراقية بغير حق وبلا حجة.. وإن كان هناك خطر يدهمها من الأراضي العراقية فعليها التنسيق مع الحكومة العراقية لإنهاء الخطر، فالقوات الأمنية العراقية قادرة على ذلك». وتابع قائلاً، إذا «تكرر ذلك منها فلن نسكت، فالعراق دولة ذات سيادة كاملة».

إلى ذلك، أكد أبو الغيط، بحسب مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة، أن «الهجمات تمثل اعتداءات مرفوضة ومستنكرة على سيادة العراق، وخرقاً للقانون الدولي». وأوضح أن «هذه العمليات العسكرية على الأراضي العراقية تزيد من توتر العلاقات بين تركيا والعراق»، داعياً أنقرة إلى «الكف عن مثل هذه التصرفات، واحترام السيادة العراقية مع الالتزام بمبادئ حسن الجوار».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version