لندن – أ ف ب

انتشرت الشرطة البريطانية لاحتواء احتجاجات لليمين المتطرف وتظاهرات مضادة لها السبت، مع خشية مزيد من الاضطرابات بعد ليلة ثالثة من أعمال الشغب على إثر مقتل ثلاث فتيات طعناً وانتشار معلومات مضللة حول المهاجم.

ويشتد قلق أئمة المساجد؛ إذ تعرّض مسجد في مدينة سندرلاند في شمال شرق البلاد، وآخر في مدينة ساوثبورت (شمال غرب) لهجمات خلال اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين.

وفي وقت مبكر من بعد ظهر السبت، شهدت العديد من المدن البريطانية تظاهرات، بينها مانشستر وليدز ونوتنغهام وبورتسموث ولندن، وكذلك بلفاست في أيرلندا الشمالية.

ولم ترد تقارير فورية عن أعمال عنف

وقعت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين أمام مسجد في مدينة سندرلاند بشمال شرق إنجلترا الجمعة، حيث رفع المحتجون الأعلام الإنجليزية، وأطلقوا هتافات معادية للإسلام في خضم أعمال عنف.

ونددت الشرطة ب«مستويات خطرة من العنف»، وأوقفت عشرة أشخاص ونقل أربعة من عناصرها إلى المستشفى لعلاجهم من جروح أصيبوا بها خلال أعمال الشغب، وشهدت التظاهرات إحراق مركز للشرطة.

ووقعت اشتباكات الأربعاء، في مدن عدة، أبرزها لندن وهارتلبول في الشمال ومانشستر.

وقال قائد شرطة نورثمبريا مارك هول للصحفيين: «لم يكن هذا احتجاجاً، بل كان عنفاً وفوضى لا تغتفر».

وأُطلقت أكثر من 30 دعوة في كل أنحاء بريطانيا للاحتجاج معظمها تحت الشعار المناهض للهجرة «إينف إز إينف» «Enough is enough» (كفى)، والذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وفقاً للجمعية المناهضة العنصرية «هوب نات هيت» (الأمل وليس الكراهية).

وأتت الدعوات بعد حادث الطعن الذي أودى بحياة ثلاث فتيات في ساوثبورت الاثنين، وانتشار شائعات ومعلومات خاطئة على نطاق واسع بشأن ديانة المتهم أكسل روداكوبانا وهويته، وهو مراهق يبلغ 17 عاماً.

وفي لندن، ينظّم الاحتجاج المناهض للهجرة، السبت، في جوار مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في وسط المدينة.

  • مناهضة العنصرية

وفي مانشستر تجمع «مئات الأشخاص» في وسط المدينة السبت، تلبية لدعوة جماعات مناهضة للعنصرية، رداً على تظاهرة نسبت إلى «ناشطين يمينيين متطرفين»، حسبما أشارت حركة «ستاند أب تو رايسيسم» (الوقوف في وجه العنصرية) على موقع «اكس».

وفي بلفاست تجمعت مجموعة صغيرة في وسط المدينة، السبت، وهتف أفرادها بعبارات معادية، وفي هال، هتفت مجموعة من المتظاهرين «أنتم لستم بريطانيين بعد الآن»، بينما هتف متظاهرون مناهضون لهم «قلها بصوت عالٍ، قلها بوضوح، اللاجئون مرحب بهم هنا»، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

وأكدت شرطة العاصمة الجمعة، في بيان أنها «لن تتسامح مع الأفراد الذين يستخدمون الحق في التظاهر كوسيلة لارتكاب أعمال عنف أو التحريض على الكراهية العنصرية والدينية تجاه السكان أو الشرطة».

وتوعّدت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر على منصة إكس مثيري الشغب بأنّهم «سيدفعون ثمن عنفهم وسلوكهم البلطجي»، واتهمت عمدة المنطقة الشمالية الشرقية كيم ماكغينيس «جماعات يمينية متطرفة» بالوقوف وراء أعمال العنف.

وقالت «أعلنوا عما أسموه باحتجاج سلمي» في سندرلاند، وأضافت في حديث لشبكة «بي بي سي» السبت، «لكن ليس ما هو سلمي في الأمر، إنه إجرام وعنف، وكان رد الشرطة قوياً».

وندّدت وزيرة التعليم والنائبة عن سندرلاند بريدجيت فيليبسون بعنف «لا يغتفر»، وأضافت أنه «سيتم التعرف إلى المجرمين المتورطين، ومحاكمتهم ومعاقبتهم».

وقالت وزيرة الداخلية السابقة المحافظة بريتي باتيل، والمرشحة لزعامة حزب المحافظين، إن العنف «غير مقبول على الإطلاق».

ودعت باتيل الحكومة إلى دعوة البرلمان للانعقاد على الرغم من أنه بدأ الثلاثاء عطلته الصيفية التقليدية.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version