قصف الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، مناطق متفرقة في قطاع غزة وارتكب مجزرتين إضافيتين في مدرستين راح ضحيتهما عشرات الضحايا، بالتزامن مع اشتداد المعارك مع الفصائل الفلسطينية التي قصفت مستوطنات غلاف غزة، بينما كشفت مصادر إسرائيلية أن 10 آلاف جندي وقعوا بين قتيل وجريح خلال أشهر القتال الطويلة في قطاع غزة.
وفي اليوم ال303 من العدوان على غزة، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة في مدرستين تؤويان نازحين في مدينة غزة، زاعماً استهداف مسلحين. وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة الرائد محمود بصل إن الاحتلال ارتكب مجزرة بكل معنى الكلمة في مدرستي النصر وحسن سلامة، وأن 80% من الضحايا والجرحى من الأطفال، بينما قتل فلسطينيان جراء استهداف تجمع لفلسطينيين قرب دوار الكويت في مدينة غزة.
وقال بصل إن مجزرة المدرستين خلفت أكثر من 30 قتيلاً، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي يريد أن يوصل رسالة للفلسطينيين بضرورة الخروج من مدينة غزة، حيث لم يعد هناك مكان آمن بالمدينة والاحتلال لا يراعي أي حرمات.
وشنت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات متزامنة على مدرستي النصر وحسن سلامة، مما تسبب بتدمير الجناح الشمالي لمدرسة النصر النموذجية، والذي يتكون من 3 طوابق، وتدمير الطابق الأرضي في مدرسة حسن سلامة، والذي يحتوي على غرفة الإدارة وصفوف النازحين. وتقع المدرستان في منطقة سكنية مكتظة بالسكان والنازحين، وتؤوي مئات الأهالي المدمرة بيوتهم.
وأظهرت لقطات متداولة على وسائل الإعلام الفلسطينية جثثاً متناثرة داخل ساحة إحدى المدرستين المدمرتين في حين هرع سكان لنقل المصابين، ومنهم أطفال، إلى سيارات الإسعاف التي توجهت بهم إلى مستشفيين قريبين على الأقل.
وقال مسؤولو الصحة في قطاع غزة إن 44 فلسطينياً على الأقل قتلوا اليوم الأحد، بعد يوم واحد من انتهاء جولة محادثات في القاهرة دون إحراز أي تقدم.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي وفي معرض تبريره لقصف المدارس، قد زعم أنه قصف «مسلحين» داخل مراكز قيادة تابعة لحركة «حماس» في مدرستي حسن سلامة ونصر في مدينة غزة.
وجاءت هذه المجزرة في أعقاب قصف مدرسة حمامة في حي الشيخ رضوان أمس الأول السبت، وأسفرت عن مقتل أكثر من 17 فلسطينياً، معظمهم أطفال ونساء.
في غضون ذلك، أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، إطلاقها مجموعة صواريخ باتجاه أسدود، وأعلن الجيش الإسرائيلي رصده إطلاق 5 صواريخ من جنوب قطاع غزة في اتجاه منطقة أسدود شمال القطاع. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن صاروخاً سقط قرب أسدود عقب دوي صفارات الإنذار، في حين قالت «القناة ال 12» الإسرائيلية إن بلدية أسدود قررت فتح الملاجئ العامة لأول مرة منذ شهور.
على صعيد آخر، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن ما لا يقل عن 10 آلاف جندي إسرائيلي وقعوا بين قتيل وجريح، خلال أشهر القتال الطويلة في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن سجلات وزارة الجيش الإسرائيلية تظهر أن نحو ألف جندي إسرائيلي ينضمون شهرياً إلى قسم إعادة التأهيل في وزارة الحرب لإصابتهم بإعاقات عقلية وجسدية. وأوضحت أن «الكنيست» بدأ عطلة الصيف دون تشريع قانون لتمديد الخدمة العسكرية الإلزامية، ليترك الجنود الإسرائيليون الذين يقاتلون في غزة منذ 10 أشهر في حالة من الذهول والارتباك.
(وكالات)