«الخليج» – وكالات

أثار اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في هجوم ألقي باللوم فيه على إسرائيل مخاوف من اندلاع نزاع إقليمي أوسع نطاقاً، وأدى إلى تهميش المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة عشرة أشهر في غزة.

وإلى جانب الولايات المتحدة ومصر، قادت قطر لأشهر محادثات خلف الكواليس بهدف تأمين الوصول لهدنة ثانية، بعد توقف للقتال لمدة أسبوع في نوفمبر/تشرين الثاني عندما تم إطلاق سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين في مقابل سجناء فلسطينيين.

لكن في الساعات التي أعقبت مقتل هنية في طهران، شكّك رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأربعاء في نجاح المحادثات المستقبلية.

وتساءل على منصة «إكس» «كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟».

  • أين تقف المحادثات؟

قبل مقتل هنية، اتهمت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتأخير وقف إطلاق نار ممكن في غزة.

وفي وقت التقى وسطاء مصريون وقطريون وأمريكيون مفاوضين إسرائيليين قبل أسبوع في روما، قالت حماس إن إسرائيل قدمت شروطاً جديدة للتوصل إلى اتفاق في خطوة تشكل تراجعاً عن موقفها السابق.

حدّد الرئيس الأمريكي جو بايدن في أواخر مايو/أيار ما سماه مبادرة إسرائيلية لهدنة وإطلاق سراح الرهائن، وأصبحت هذه المبادرة أساساً للمحادثات اللاحقة.

وأيد مجلس الأمن الدولي هذا الإطار التفاوضي، لكن إسرائيل قالت إن قيادة حماس هي التي عقّدت الاتفاق ونفت أن تكون قد أدخلت تغييرات على مسودة الخطوط العريضة.

أفاد موقع «أكسيوس» الأمريكي السبت، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أن محادثات السبت، في القاهرة بين الوفدين الإسرائيلي والمصري توقفت، مشيراً إلى أنها انتهت بدون تحقيق تقدم.

وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط أندرياس كريج، للوكالة الفرنسية للأنباء، وهو محلل عسكري ومحاضر أول في الدراسات الأمنية في كينغز كوليدج لندن «حتى قبل مقتل هنية، لم تمنح الحكومة الإسرائيلية، وخصوصاً بنيامين نتنياهو، أي ثقة للوسطاء خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية».

وأضاف أنّ «قتل هنية، والتصعيد في بيروت أيضاً، لا يشيران إلى أن إسرائيل مهتمة بصدق بوقف إطلاق النار»، في إشارة إلى اغتيال إسرائيل للقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية الثلاثاء.

في الوقت نفسه، أوضح كريغ أن مقتل القياديين الكبيرين في حركتي حماس وحزب الله وغيرهما في مراحل سابقة، يمثل فرصة لنتنياهو «لبناء رواية النصر واستخدام ذلك كفرصة لخوض محادثات وقف إطلاق النار» من منطلق مختلف.

  • دور هنية في المحادثات

انتخب هنية زعيماً سياسياً لحماس في عام 2017 وكان الوجه الرئيسي للحركة الفلسطينية على الساحة الدولية.

في أعقاب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، لعب دورًا حاسمًا في المحادثات مع الوسطاء في قطر، حيث المكتب السياسي لحماس منذ عام 2012.

وقال جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية «كان هنية بالطبع المفاوض الرئيسي لكنه لم يكن قادرًا على اتخاذ أي قرارات بدون موافقة الجميع من حوله». وأضاف «كان هنية، بشكل ما، شخصية بمثابة جسر، وكان عمليًا، وأراد إنجاز صفقة، وبدا أنه يتصرف بحسن نية».

ورأى كريغ أنّ زعيم حماس السابق كان «قادرًا على معالجة بعض الصعوبات أثناء عملية الوساطة وقد يكون ذلك عنصراً إيجابياً فقد بمقتله».

  • هل يؤثر الرد الإيراني على المحادثات؟

تعهدت إيران وفصائل مسلحة أخرى في الشرق الأوسط، الرد على عمليتي الاغتيال.

وقد انخرطت بالفعل الجماعات في لبنان واليمن والعراق وسوريا في الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر بين إسرائيل وحماس في غزة.

وقال هيلترمان إنه في أسوأ السيناريوهات الممكنة ومع وقوع خسائر بشرية كبيرة في الجانب الإسرائيلي فإن «كل الرهانات ستصبح معطلة» بشأن استئناف محادثات الهدنة.

وأضاف «ثم ندخل في حلقة خطيرة من التصعيد وفي خضمها لن تكون هناك أي محادثات لإطلاق سراح الرهائن أو لوقف إطلاق النار».

وفي رأيه أنه حتى في حال وقوع هجوم أقل خطورة، «فإذا كانت إسرائيل قادرة على تحمل ذلك وأقنعتها الولايات المتحدة بتحمله… فإنه سيعطي نتنياهو سببًا إضافيًا للمماطلة».

من جهته، رأى كريغ أن إحدى النتائج المحتملة للتصعيد في لبنان هي الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات، وخصوصاً أنها «غير مستعدة لهذه الحرب» وستحتاج إلى «تحرير الموارد التي أصبحت الآن محصورة في غزة».

لكنه أضاف «على المدى القريب جداً، خلال أغسطس/آب على الأقل، أعتقد أن الوساطة والمفاوضات انتهتا على الأرجح».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version