بيروت -«الخليج»- وكالات:
بالتوازي مع تفاؤل أمريكي حذر إزاء التوصل لإبرام صفقة يتم بموجبها وقف إطلاق النار في غزة تشيع التهدئة في الإقليم، تتواصل الأجواء المشحونة في المنطقة بسبب التصعيد بين إيران وإسرائيل، مع بقاء القنوات الدبلوماسية الدولية مفتوحة على مدار الساعة لتجنب السيناريو الأسوأ، فيما دعت منظمة التعاون الإسلامي، مجلس الأمن إلى إرغام إسرائيل على احترام القوانين الدولية ووقف اعتداءاتها في المنطقة، بينما طالبت إيران الدول الغربية بأن تتوقف عن بيع الأسلحة إلى إسرائيل.
سد الفجوات
وبدا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن متحمساً لاحتمال التوصل إلى اتفاق في غزة، وقال: إنه يتعين على الرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة «حماس» يحيى السنوار، أن يقرر بشأن وقف إطلاق النار مع إسرائيل. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: إن التوصل إلى الاتفاق «بات أقرب من أي وقت مضى»، مشيراً إلى قطع شوط طويل في سد الفجوات بين الجانبين، وهناك اقتراح جيد معروض على الطرفين لقبوله. وأضاف كيربي، في تصريحات أمس، أن الولايات المتحدة لا ترغب في رؤية حرب شاملة في المنطقة، وكذلك الحال بالنسبة للدول الأخرى. كما أكد أن الولايات المتحدة تستعد للدفاع عن إسرائيل في حال تعرضها لهجوم.
وتتوقع إسرائيل رداً من إيران و«حزب الله» في أي لحظة، وتعد لصدّه برفع حالة الجاهزية العسكرية والصحية، وذلك بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران والقائد العسكري البارز فؤاد شكر في لبنان.
تقديرات أمنية
ونشرت صحيفة «إسرائيل هيوم» تقريراً حول تقديرات أمنية في إسرائيل بشأن الرد المرتقب. وعلى الجبهة اللبنانية، تشير التقديرات إلى أن حزب الله «ينتظر فرصة عملياتية» للرد، وذلك من أجل انتزاع ثمن من إسرائيل. وأوضحت أن الحزب كان بإمكانه أن يضرب منذ مدة طويلة مواقع عسكرية إسرائيلية، مثل مرابض الطائرات أو الأرصفة البحرية، لكنه ينتظر لحظة ملائمة للتنفيذ.
أما الرد الإيراني، فقالت الصحيفة: إن طهران تحسب خطواتها بعناية وقد تسعى لتحدّي منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وربما تحاول الهجوم من أماكن مختلفة في الوقت نفسه كاليمن والعراق. وكان وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت قال: إن الجيش يطور قدراته باستمرار في ما يتعلق بالدفاع والهجوم. وقال لدى حضوره أمس مساءً مناورة عسكرية تحاكي سيناريو الحرب في المنطقة الشمالية: «إن حالة التصعيد على الحدود مع جنوب لبنان قد تتدهور إلى حالة حرب». قال موقع «بوليتيكو» الأمريكي: إن تل أبيب تعاني نقص الذخائر التي تحتاجها لصدّ هجوم كبير متوقع من «حزب الله» وإيران. وتسود التقديرات في إسرائيل، أن الهجوم الإيراني سيكون أقوى من الهجوم الذي نفذته طهران سابقاً، وقال الجيش الإسرائيلي: إنه «صده بشكل كبير».
رد قاسي
وفيما تتزايد المخاوف في الداخل الإسرائيلي بسبب التهديدات الإيرانية ب«الرد بقسوة» على مقتل هنية وشكر، شنّت صحيفة «هآرتس» العبرية هجوماً على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحملته مسؤولية التصعيد المحتمل الحالي والتهديدات التي تواجهها إسرائيل على المستوى الإقليمي، مشيرة إلى أنه وبعد نحو عشرة شهور من الحرب في غزة، «لم يتمكن نتنياهو من تحقيق النصر الكامل الذي وعد به»، بل بدلاً من ذلك، «قد يجر فشل الحكومة الإسرائيلية البلاد إلى حرب ضد إيران».
منطق الانتقام
من جهة أخرى، حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، نظيره الإيراني مسعود بزشكيان على «الخروج من منطق الانتقام» و«بذل كل ما في وسعه لتجنّب تصعيد عسكري جديد» في المنطقة. وجاء في تقرير عن المحادثة الهاتفية، صدر عن الإليزيه، أن «أي تصعيد عسكري جديد لن يصب في مصلحة أحد بما في ذلك إيران وسيضرّ بشكل دائم بالاستقرار الإقليمي».
ونوّهت الرئاسة الإيرانية بأن بزشكيان شدد لماكرون على ضرورة أن «تتوقف» الدول الغربية «فوراً» عن بيع الأسلحة لإسرائيل وتقديم الدعم لها.
وفي سياق متصل، ندد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، في اجتماع طارئ بجدة، باغتيال هنية في طهران، واعتبره انتهاكاً للسيادة الإيرانية. ودعا طه مجلس الأمن الدولي، لتحمل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات اللازمة لإرغام تل أبيب على احترام القوانين الدولية، ووقف اعتداءاتها وكذلك إقرار وقف إطلاق النار في غزة.
مواجهات متواصلة
على صعيد آخر، تواصلت المواجهات والقصف المتبادل في الجنوب اللبناني، وتكثفت الغارات الإسرائيلية ضد القرى والبلدات الحدودية.
وخرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت على دفعتين فوق بيروت وجبل لبنان وبشامون وعرمون وخلدة والشويفات. كذلك خرق جدار الصوت على دفعتين فوق جزين على علو متوسط، بينما أعلن «حزب الله»، أن مقاتليه استهدفوا موقعي «الراهب» و«جل العلام» بالقذائف المدفعية وإصابتهما مباشرة. (وكالات)