خاص

ما “النقاط المالية العمياء” التي عليكم تجنبها؟

في عالم يتسم بالتقلبات الاقتصادية والتغيرات السريعة، تعتبر القدرة على إدارة المال بفعالية، مفتاحاً لتحقيق الرفاهية المالية والعيش براحة بال، فإدارة الشؤون المالية الشخصية التي تتضمن تخطيط وتنظيم موارد الفرد المالية بطرق فعالة، هي عنصر أساسي لتحقيق الاستقرار المالي والنجاح على المدى الطويل.

ومن خلال ممارسة إدارة مالية حكيمة، يمكن للأفراد تحسين قدرتهم على التعامل مع النفقات اليومية، والادخار والاستثمار لزيادة ثرواتهم، كما تساعد الإدارة الجيدة للشؤون المالية، في تجنب الديون غير الضرورية وضمان الاستعداد للحالات الطارئة غير المتوقعة.

وبحسب تقرير أعدته “CNBC” واطلع عليه موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، قد تبدو إدارة الشؤون المالية الشخصية أمراً سهلاً، ولكنها ليست كذلك بالفعل، فإدارة المال بفعالية يتطلب استثماراً بالوقت وبذل الكثير من الجهد، حيث هناك بعض الجوانب الأساسية، في إدارة الشؤون المالية غالباً ما يتجاهلها الأفراد، ويعتبرها المستشارون الماليون “نقاطاً مالية عمياء” بالنسبة للناس وهي على الشكل الآتي:

كتابة وصية

إن كتابة وصية يحدد من خلالها الفرد من يحصل على أمواله بعد وفاته، هي خطوة أساسية في إدارة الشؤون المالية الشخصية، فرغم أن التخطيط لمثل هذا الحدث القاتم ليس أمراً ممتعاً ولكنه ضروري بالفعل.

ويؤكد الخبراء الماليون أن غياب مثل هذه الوثيقة القانونية، قد يؤدي إلى توزيع الميراث من أموال وعقارات بشكل لا يتوافق مع الرغبات الشخصية للفرد.

فهم درجة الائتمان

إن فهم الافراد لدرجتهم الائتمانية وإدارتها بشكل جيد، هو جزء أساسي من الاستراتيجية المالية الشخصية الناجحة، ولكن الأفراد غالباً لا يدركون أهمية هذا الأمر ويتجاهلون القيام به.

ومعرفة الأفراد لدرجتهم الائتمانية يتطلب بعض الخطوات البسيطة، حيث يمكن القيام بهذا الأمر من خلال طلب “تقرير الائتمان” من وكالات التصنيف التي تقدم تقارير ائتمانية للأفراد في العديد من الدول مثل أميركا والمملكة المتحدة، أو في دول أخرى، من خلال استخدام خدمات الحصول على درجة الائتمان عبر الإنترنت، أو عبر التواصل مع البنوك والمؤسسات المالية التي تقدم لعملائها القدرة على مراقبة درجاتهم الائتمانية كجزء من خدمات الحساب المصرفي.

مدخرات الطوارئ والتقاعد

الإدخار للطوارئ والإدخار للتقاعد هما عنصران أساسيان في التخطيط المالي الشخصي، ويساعدان في توفير الاستقرار المالي والراحة النفسية، على المدى القصير والطويل.

ولكن الناس يقللون من تقدير حجم الأموال التي سيحتاجون إليها عند التقاعد أو في حالات الطوارئ، فالأسر لا تأخذ في حساباتها في كثير من الأحيان، الحاجة المحتملة للرعاية طويلة الأجل بعد التقاعد، والتي قد تكون مكلفة، وهذا ينطبق أيضاً على موضوع تخصيص أموال للحالات الطارئة بما يساعد في توجيه أهداف الادخار الإجمالية.

ولذلك فإن تخصيص صندوقين لمدخرات الطوارئ والتقاعد، يساعد في التمتع بحياة خالية من الضغوطات المالية، علماً أن اختيار مقدار المال الذي يجب ادخاره لحالات الطوارئ، لا يتم وفقاً لقاعدة واحدة تناسب الجميع، فالموظف يجب أن يحاول عموماً توفير ما يعادل ستة أشهر على الأقل من نفقات الطوارئ، في حين أن أصحاب الأعمال يجب أن يقوموا بتوفير نفقات عام واحد على الأقل. وفي حال وجود عدة أشخاص يعملون ضمن المنزل الواحد، فهؤلاء يجب أن يحاول كل منهم، توفير ما يعادل ثلاثة أشهر على الأقل من نفقات الطوارئ.

أكثر النقاط المالية العمياء انتشاراً

ويقول الخبير في الإدارة المالية حسان حاطوم، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن النقاط المالية العمياء هي الجوانب المالية التي قد لا يلاحظها الأفراد، رغم أنها تحمل أهمية كبيرة، حيث أن إهمال هذه النقاط، يؤدي إلى معاناة الأشخاص من مشاكل مالية، مشيراً إلى أن عدم “كتابة وصية” هي من أكثر النقاط المالية العمياء انتشاراً بين أوساط الأفراد في العالم، فعدم كتابة وصية يعني أن ممتلكات الأفراد سيتم توزيعها بعد وفاتهم وفقاً لقوانين الإرث المحلية، وهو الإجراء الذي قد لا يعكس الرغبات الشخصية للمتوفين.

وبحسب حاطوم، فإن عدم كتابة وصية يعتبر خطأً مالياً كبيراً لأنه يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشكلات المالية والقانونية التي قد تكون مكلفة ومعقدة، فكتابة وصية توفر للأشخاص السيطرة على كيفية توزيع ممتلكاتهم بعد الوفاة، وتحمي عائلاتهم من النزاعات، وتقلل من التعقيدات القانونية والمالية التي قد تنشأ، والتي قد تتسبب في تأخير وصول الأموال والممتلكات إلى الورثة، داعياً من يريد القيام بهذه الخطوة إلى ضرورة استشارة متخصص للحصول على مشورة قانونية تضمن أن تتماشى الوصية مع القوانين المحلية.

ويرى حاطوم أن عدم فهم الأفراد لدرجتهم الائتمانية، هي أيضاً من أكثر النقاط المالية العمياء انتشاراً في المجتمع، رغم أن هذه الخطوة يمكن أن توفر للفرد نظرة واضحة عن وضعه المالي، ما يساعده في اتخاذ قرارات مالية أكثر ذكاءً لناحية تحسين السمعة المالية وإدارة الديون بشكل أفضل ودفع الفواتير في الوقت المحدد.

أسباب تراكم النقاط المالية العمياء

من جهته يقول خبير المحاسبة حسني الخطيب، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إنه في كثير من الأحيان، يتجاهل الأفراد بعض النقاط المالية الأساسية في مسار حياتهم، في حين يركزون على الجوانب السطحية منها، وهذا ما يؤدي  إلى تراكم النقاط العمياء التي تنعكس مشكلات مالية تؤثر سلباً على الاستقرار المالي للفرد.

ويشرح الخطيب أن النقاط المالية العمياء عديدة، ولكن أخطرها يتجسد في الاستخدام المفرط لبطاقات الائتمان والقروض، ما يؤدي إلى تراكم الديون تحت ضغط الفوائد المرتفعة، وينعكس صعوبات في تلبية النفقات الأساسية وتغطية الفواتير، ليقع الفرد نتيجة لذلك أسير الضغوط النفسية الناتجة عن ارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبحسب الخطيب فإن عدم تتبع النفقات يعتبر أيضاً من النقاط العمياء، حيث أن العديد من الأشخاص يهملون مراقبة نفقاتهم بانتظام، وعندما يتجاهل الأفراد هذه الخطوة، تصبح من الصعب إدارة المال بفعالية والسيطرة على عملية الإنفاق، مما يؤدي إلى تجاوز الميزانية وبالتالي تظهر عواقب سلبية، تؤثر بشكل كبير على الاستقرار المالي للأفراد، معتبراً أيضاً أن امتلاك تأمين مناسب هو عنصر حاسم في التخطيط المالي الشخصي الجيد، ويهدف إلى توفير الأمان والحماية في وجه المخاطر غير المتوقعة، فغياب التأمين المناسب يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على الأفراد وعائلاتهم، لناحية تعرضهم لأعباء مالية ضخمة نتيجة لأحداث غير متوقعة، مثل الأمراض الخطيرة، الحوادث، أو فقدان الممتلكات والأرواح، ولذلك فإن إهمال التأمين يعد من النقاط المالية العمياء الأكثر انتشاراً في العالم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version