اختتمت باريس أولمبيادها بكثير من البهجة التي رافقت الانتصارات، والكثير أيضاً من الجدل بعد حفل افتتاح نال انتقادات بسبب بعض الفقرات التي تعارضت مع التعاليم الدينية ونالت استنكاراً واسعاً حول العالم.
ورغم بعض العثرات التنظيمية، ولاسيما في ما يتعلق بالشكوى من مياه نهر السين وتلوثها التي أجلت بعض السباقات، إلا أن الإثارة كانت حاضرة أيضاً في المنافسات وظهر أبطال جدد في كثير من الألعاب، حيث تربعت إسبانيا على عرش كرة القدم، لأول مرة منذ نسخة 1992، وأهدى العداء نواه لايلز أمريكا عرش الأسرع في العالم بفوزه بنهائي سباق 100 متر، ليمنح بلاد «العم سام» ذهبية السباق لأول مرة من 20 عاماً، ومنذ فوز جاستن جاتلين تحديداً في 2004.
وبفضل ثلاثيات المتخصص ستيفن كوري، بينها أربع على التوالي في الوقت القاتل، واصل الأمريكيون احتكارهم لذهبية مسابقة كرة السلة للرجال بإحرازها للمرة الخامسة على التوالي والسابعة عشرة في تاريخهم، وذلك بعدما جددوا الفوز على فرنسا المضيفة بنتيجة 98-87.
في المقابل، كرست سيدات أمريكا لكرة السلة سيطرتهن على المسابقة التي لم يخسرن فيها منذ نسخة 1992 في برشلونة، بفوزهن الصعب وبفارق نقطة على فرنسا.
على صعيد الميداليات، نالت أمريكا الصدارة برصيد 126 ميدالية بينها 40 ذهبية، في حين حلت الصين وصيفة بنفس العدد من الذهب، لكنها نالت عدداً أقل في المجموع العام بواقع 91 ميدالية.
وحقق العرب أفضل رصيد ذهبي في تاريخ مشاركاتهم بواقع 7 ذهبيات من أصل 17 ميدالية، وتصدرت البحرين الترتيب برصيد 4 ميداليات، مقابل 3 ميداليات للجزائر ومصر وتونس، وميداليتين للمغرب وميدالية للأردن وقطر.
وسلمت باريس العلم الأولمبي إلى لوس أنجلوس التي ستنظم نسخة 2028، وقيل إن العاصمة الفرنسية وضعت حملاً إضافياً على المدينة الأمريكية، من ناحية تقديم ابتكارات خلاقة، بينها حفل الافتتاح خارج الاستاد وهو الأول من نوعه في التاريخ.
وحولت باريس أماكنها التاريخية إلى ملاعب، وقال الإيرلندي مايكل باين، المدير السابق للتسويق في اللجنة الأولمبية الدولية إن باريس نجحت من حيث الإرث في ضمان «عودة الأولمبياد بوضوح» بعد «فوضى ريو» ودورة طوكيو 2021 المتأثرة بكوفيد. وأضاف: تقديم باريس كمنصّة أولمبية ضخمة، مع مبانيها الرمزية الرائعة في الخلفية، كان له تأثير كبير في نسب المشاهدات التلفزيونية في جميع أنحاء العالم.
أما حفل الختام فلم يقل متعة بمشاركة الممثّل الأمريكي توم كروز وفرقتي الموسيقى الفرنسية «إير» و«فينيكس». وبدأ الحفل الختامي، بعودة الرياضيين إلى الملعب، وعرض مدته 40 وعرض موسيقي احتفالي مع فريقي إير وفينيكس.