الخليج: متابعات

رغم اعتبار بعض المراقبين أن اختيار الرئيس الروسي لحارسه الشخصي الشهير، أليكسي ديومين، لقيادة الجهود العسكرية الساعية لطرد القوات الأوكرانية المتوغلة في مقاطعة كورسك، بمثابة المفاجأة، فقد تكشفت معلومات جديدة عنه تشير إلى أسباب تكليفه بهذه المهمة الملحة.
وذكرت صحيفة التليغراف البريطانية، أن بوتين عيّن حارسه السابق ليكون بمثابة «قائد الانتقام» لتحرير بلدات في كورسك، وهي ذات المقاطعة التي نشأ فيها ديومين، ويعرف تضاريسها وطبيعتها، عن ظهر قلب.
وشغل ديومين البالغ 51 عاماً في السابق، منصب نائب رئيس جهاز المخابرات العسكرية GRU عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، في عام 2014، وتم الترحيب به باعتباره «بطل الاتحاد الروسي»، في ذلك الوقت.
ويأمل بوتين أن يصبح حارسه الشخصي السابق «بطلاً» مرة أخرى من خلال إرساله لتحرير نحو 70 بلدة يُزعم أن أوكرانيا استولت عليها.

واقعة الدب
وُلد ديومين في كورسك، غربي روسيا عام 1972، وهو متزوج ولديه ابن، وعلى الرغم من ظهوره في التلفزيون الرسمي على مر السنين، فإنه ليس اسماً مألوفاً بين الروس خارج المنطقة التي كان يحكمها، ولكنه معروف جيداً في الدوائر السياسية، والجيش، وأجهزة المخابرات.
وتعود شهرة ديومين إلى العقد الأول من الألفية، عندما تمكن بمفرده من التصدي لدبّ ضخم اقترب من مقر بوتين.
وشرح ديومين لصحيفة كوميرسانت في عام 2016 كيف أنه، بصفته أحد حراس بوتين الشخصيين، استخدم مسدسه ذات مرة لإخافة دب اقترب من أحد المساكن الجبلية للرئيس بوتين أثناء استجمامه.
وحصل ديومين على أعلى جائزة دولة لبطل في روسيا، والتحق بخدمة الحرس الفيدرالي الروسي، التي تضمن أمن نخبة الكرملين، في عام 1995، وقام بحراسة بوتين خلال ولايتيه، الأولى والثانية.
ويقول ديومين: «كنت جزءاً من مجموعة من الضباط الذين ضمنوا أمن الرئيس في كل مكان – في روسيا وخارجها». ويوضح: «يبدأ كل صباح بتقرير إلى الرئيس حول الأمور العملياتية. يجب أن يكون لديك معلومات عن المناطق، وعن حالات الطوارئ. وفي بعض الأحيان كان علي أن أعطي تعليمات لوزير، وأحدّد مهمة لرئيس المنطقة».
وكان ديومين، الذي لعب هوكي الجليد مع بوتين، نائباً لرئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، ثم شغل، فيما بعد، منصب نائب وزير الدفاع، ثم حاكماً لمنطقة تولا، وهي المنطقة التي تلعب دوراً كبيراً في المجمع الصناعي العسكري الروسي.
الأمين الرئاسي
ويأتي تعيين ديومين كقائد لـ «عملية الانتقام» لتحرير الأراضي الواقعة في غرب روسيا، بعد أشهر فقط، من تعيينه أميناً لمجلس الدولة الاستشاري.
وقال سيرجي ماركوف، مستشار الكرملين السابق على تيليغرام، آنذاك إن «النخبة الروسية منشغلة بتعيين ديومين أميناً لمجلس الدولة.. يُنظر إلى هذا باعتبار أن ديومين هو الرئيس المستقبلي لروسيا، وهو اختيار بوتين»، مضيفًا أن هذا أمر يتردد منذ فترة.
وردّاً على سؤال حول تعيين ديومين، قال الكرملين إن ذلك جزء من التناوب، حيث يتولى المنصب من إيجور ليفيتين، 72 عاماً، وقال إنه سينظر في كيفية عمل مجلس الدولة. ويرأس بوتين المجلس، وكانت هناك تكهنات منذ فترة طويلة بأنه قد يكتسب أهمية أكبر.
وبموجب التغييرات التي أيّدها بوتين في عام 2020، تم تكريس دور مجلس الدولة، الذي يضم رؤساء المناطق الروسية، في الدستور لأول مرة. ورأى المحللون السياسيون أن هذا يمهد الطريق ليصبح أكثر قوة في نهاية المطاف.
عقوبات أمريكية
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على ديومين في عام 2018، قائلة إنه كان يرأس قوات العمليات الخاصة التي «لعبت دوراً رئيسياً في ضم روسيا المزعوم لشبه جزيرة القرم».
ويظهر أيضاً على قائمة العقوبات البريطانية التي تقول إنه أطلق مدرسة للتدريب على الطائرات من دون طيار في عام 2022 للعملاء الذين يقومون بمهام في أوكرانيا.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version