عمّان: «الخليج» – وكالات:

دانت اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات الإسرائيلية غير القانونية في القدس خلال اجتماع طارئ، أمس الخميس، في عمّان، تصعيد إسرائيل الاعتداءات في المسجد الأقصى المبارك، وحذرت من إشعال ذلك «دوامة عنف» في المنطقة، فيما أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط التحرك فوراً لترجمة نتائج الاجتماع، بينما أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال لقائه أعضاء اللجنة الوزارية العربية أهمية توحيد الجهود العربية وتنسيقها وتكثيفها لوقف التصعيد في القدس.

وقف دوامة العنف

وأصدرت اللجنة الوزارية التي تضم في عضويتها الإمارات وتونس والجزائر والسعودية وفلسطين وقطر ومصر والمغرب، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، بياناً ختامياً تضمن 16 بنداً، في مقدمتها إدانة الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق المصلين في المسجد الأقصى المبارك (الحرم القدسي الشريف) وتصاعدها على نحو خطر خلال الأيام الماضية في شهر رمضان وتسببها في وقوع مئات الإصابات والاعتقالات في صفوف المصلين وإلحاق أضرار بالغة بمرافق الحرم القدسي الشريف. وحذرت اللجنة من أن هذه الاعتداءات والانتهاكات تمثل استفزازاً صارخاً لمشاعر المسلمين في كل مكان وتقويضاً لحرية العبادة في المسجد الأقصى المبارك وحرية وصول المصلين إليه، وأنها تنذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. ورفضت اللجنة جميع الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية المستهدفة تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى وأي محاولة لفرض تقسيمه زمانياً ومكانياً وإدانة هذه الممارسات باعتبارها خرقاً سافراً للقانون الدولي ولمسؤوليات إسرائيل القانونية بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.

احترام الوضع التاريخي والقانوني

وشددت على ضرورة احترام إسرائيل الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف والعودة إلى ما كان عليه قبل عام 2000، وبما يضمن احترام حقيقة أن المسجد الأقصى بمساحته البالغة مئة وأربعة وأربعين دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين وتكون الزيارة لغير المسلمين له بتنظيم من إدارة الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردنية بصفتها الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة جميع شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه. ودعت المجتمع الدولي وخصوصاً مجلس الأمن إلى التحرك الفوري والفاعل لوقف الممارسات الإسرائيلية حماية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وللحيلولة دون تفاقم موجة العنف وحفاظاً على الأمن والسلم وتحمّل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين وتطبيق قراراته ذات الصلة بمدينة القدس الشرقية.

استعادة التهدئة الشاملة

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط «مطالبنا واضحة بوقف الاعتداءات على المسجد الأقصى». وأضاف «أمام الدول العربية فترة حرجة حتى نهاية شهر رمضان وتكثيف الجهود للعمل على وقف العنف واستعادة التهدئة الشاملة وهذا ما نريده». وتابع «عكس الاجتماع حقيقة أن القدس المحتلة ومقدساتها بالنسبة لنا في العالم العربي والإسلامي وفي جامعة الدول العربية هي ثابت جامع فوق السياسية لا يمكن أن نقبل بأي اعتداء عليها وبأي محاولة لتغيير هويتها». وأكد المالكي من جهته استمرار التنسيق الأردني الفلسطيني بهذا الخصوص ومع الدول العربية كذلك. وقال «إن إسرائيل تنتهك التزاماتها الدولية وتنتهك حقوق ممارسة الفلسطينيين العبادة وتنتهك حقوق الإنسان». وقال أبوالغيط «تعالج بنود بيان الاجتماع الموقف العربي والإسلامي بالنسبة للقدس والقضية الفلسطينية وهي رسالة لإحاطة المجتمع الدولي بالاحتجاج العربي على ما يحدث في القدس المحتلة». وأضاف: «ستقوم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بتوزيع البيان وإعطاء هذا الاجتماع أكبر قدر من الزخم الدولي أمام الأمم المتحدة وفي الإطار الدولي بصفة عامة وسوف نحيط العضوية الكاملة للجامعة العربية».

من جهة أخرى، شدد العاهل الأردني على ضرورة احترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف والحفاظ على حقوق المصلين في ممارسة شعائرهم الدينية. وجدد عبدالله الثاني التأكيد على مواصلة المملكة بذل كل الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version