قبلت كامالا هاريس رسمياً، أمس الخميس، تسمية الحزب الديمقراطي لها مرشحة للانتخابات الرئاسية، غداة قبول مرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم والز تسمية الحزب له، فيما شن المرشح الجمهوري دونالد ترامب هجوماً على هاريس، بينما دعا جمهوريون أعضاء الحزب إلى التصويت للمرشحة الديمقراطية وحذروا من عودة الرئيس السابق إلى سدة الحكم.
وقال مسؤولو حملة هاريس إنها بعد اعتمادها مرشحة رسمية للحزب، تريد أن تخرج إلى مخاطبة الأمريكيين عموماً بعدما ضخّت الحياة في معسكرها.
وأشار خبير سياسي في حملتها أن هاريس حريصة على ترك انطباع أول جيد، مضيفاً «لقد رأى الناخبون أسلوب كاملا. وهم بحاجة إلى برنامج كامالا».
واستغلت المرشحة الديمقراطية اليوم الأخير لمؤتمر الحزب لتقدّم نفسها إلى بلد لا يعرفها بالضرورة جيداً، بعدما أمضت نحو أربع سنوات في منصب نائب الرئيس. وتطرّقت هاريس المولودة لأب جامايكي وأم هندية، إلى طفولتها في أسرة من الطبقة المتوسطة، والتزاماتها كمدّع عام سابق في كاليفورنيا. وطرحت هاريس رؤية متفائلة للغاية لوضع البلاد.
وفي السياق، منح موقع «فايف ثيرتي ايت» الذي يجمع نتائج استطلاعات الرأي، تقدّما لهاريس بنحو ثلاث نقاط على ترامب، في نوايا التصويت على المستوى الوطني.
وتعتزم هاريس تحدّي الحزب الجمهوري عبر قيمة مركزية في خطابه، ألا وهي الحرية وهي أيضاً عنوان لأغنية بيونسيه التي أصبحت نشيد حملة نائبة الرئيس. وفيما يتعهّد الجمهوريون الدفاع عن الحرية الفردية في مواجهة حكومة متطفّلة تُراكِم الضرائب والأنظمة والقيود. تستخدم نائبة الرئيس كلمة «حرية» للتعبير عن الحقوق والحماية التي تكفلها السلطات العامّة، بما في ذلك الحق في الإجهاض.
وفي هذا الإطار، قال المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس والز الأربعاء: «عندما يتحدث الجمهوريون عن الحرية، فهم يتحدثون عن حرية الحكومة في غزو عيادة طبيبك وحرية الشركات في تلويث هوائك ومياهك». وأضاف «ولكن عندما نتحدث نحن الديمقراطيين عن الحرية، نتحدث عن الحرية في الحصول على حياة أفضل… وحرية أطفالنا في الذهاب إلى المدرسة من دون خوف من التعرّض للضرب في الرواق».
وتوجه ترامب، أمس الخميس، إلى ولاية أريزونا المحاذية للمكسيك، والتي ستشكّل أرضية مناسبة للتطرّق إلى قضية يعتبرها مؤاتية له تتمثّل في الهجرة غير النظامية. وكان ترامب انتقد «الرفيقة كمالا» التي اعتبر أنّها «أطلقت العنان في أمريكا لآفة الجرائم والاغتصاب التي يرتكبها المهاجرون»، في اتهام لم تثبته إحصاءات الشرطة.
وشنّ ترامب، هجوماً على هاريس خلال تجمّع انتخابي أقيم الأربعاء في متحف الطيران في آشبورو بولاية كارولينا الشمالية، وسط إجراءات أمنية مشدّدة. ومن خلف الزجاج المقاوم للرصاص اتّهم الملياردير الجمهوري هاريس بأنها «أكثر شخص يساري متطرف» يدخل السباق الرئاسي، محذّراً من أنّ ملايين الوظائف سوف «تختفي فجأة» إذا ما فازت بالانتخابات. وأضاف مخاطباً الحشد «مدخّرات حياتكم ستختفي تماماً». وحذّر قطب العقارات من أنّه «إذا فازت الرفيقة كمالا فمن شبه المؤكد أننا سنشهد حرباً عالمية ثالثة».
والأربعاء، قال جيف دانكن النائب السابق لحاكم ولاية جورجيا التي سعى فيها ترامب إلى قلب نتائج الانتخابات الرئاسية في 2020، «سأكون واضحاً أمام أصدقائي الجمهوريين الذين يشاهدونني في منزلهم… التصويت لهاريس لن يجعل منكم ديمقراطيين، بل وطنيين». وأضاف أنّه يخاطب ملايين الجمهوريين والناخبين المستقلّين «الذين سئموا من اضطرارهم لإيجاد أعذار» على تصريحات ترامب وتصرفاته.
عارض الكثير من الجمهوريين نهج الرئيس السابق منذ دخوله الساحة السياسية، غير أن المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي قدّم لهم منصّة غير اعتيادية للتعبير عن آرائهم.
ورأى جيف دانكن، أنّ الملياردير البالغ من العمر 78 عاماً والذي أُدين جنائياً كما خضع مرّتين لإجراءات «عزل»، يشكّل «تهديداً مباشراً للديمقراطية». وقال «في الآونة الأخيرة، بات حزبنا أشبه بطائفة، طائفة تبجل مجرماً».
وصفت المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض أثناء عهد ترامب (2019-2020) ستيفاني غريشام، رئيسها السابق بأنّه كاذب «بلا تعاطف ولا أخلاق ولا إخلاص للحقيقة». وقالت «رأيته عندما لا يكون أمام الكاميرات. في الكواليس، ترامب يسخر من مناصريه الذين يصفهم برجال الكهف».
كذلك، ألقى جون جايلز رئيس بلدية مدينة ميسا في ولاية أريزونا والذي يصف نفسه «جمهورياً منذ فترة طويلة» خطاباً لم يوفر فيه ترامب.
وقال إنّ الحزب الجمهوري «خُطف من قبل متطرّفين وتمّ تحويله إلى طائفة»، مضيفاً أن «حزب البطل جون ماكين»، السيناتور السابق «لم يعد موجوداً».
وبثّ منظمو المؤتمر مقطع فيديو لناخبين سابقين لترامب يشرحون السبب وراء اختيارهم التصويت لهاريس في الانتخابات الحالية. ويعتبر الرئيس السابق، أنّ هؤلاء الجمهوريين «خونة للقضية».(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version