تجدّدت المواجهات بين متظاهرين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلّة صباح، أمس الخميس، بعيد ساعات على غارات شنّها سلاح الجو الإسرائيلي على غزة ردّاً على صواريخ أطلقت من القطاع على جنوب إسرائيل، في تصعيد غير مسبوق منذ أشهر، في حين حذرت الرئاسة الفلسطينية من خطورة القرار الإسرائيلي بفرض قيود على دخول المصلين المسيحيين إلى كنيسة القيامة.

صاروخ على سديروت

وفجر، أمس الخميس، أُطلقت أربعة صواريخ من غزة على جنوب إسرائيل إثر شنّ سلاح الجوّ الإسرائيلي غارات على القطاع الفلسطيني ردّاً على صاروخ أطلق من القطاع ليل الأربعاء وسقط في حديقة منزل في بلدة سديروت. ولم يسفر القصف من غزة ولا الغارات الإسرائيلية عن سقوط إصابات بشرية، بحسب مصادر إسرائيلية وفلسطينية. وذكر شهود عيان في القطاع ومصدر أمني فلسطيني أنّ الغارات الإسرائيلية استهدفت بعيد منتصف ليل الأربعاء الخميس مواقع عسكرية لحركة «حماس» في جنوب شرقي مدينة غزة وفي وسط القطاع. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ «اعتداءات القوات الإسرائيلية تتصاعد على المصلّين في الحرم القدسي الشريف وباحاته» إذ تحاول «إخراجهم بالقوة من بعض أجزائه، وبخاصة المسجد القبلي، باستخدام الرصاص المعدني المغلّف بالمطاط والهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع ورش غاز الفلفل في أماكن مغلقة». وأكّد البيان أنّ هذه الممارسات «أدّت إلى إصابة العشرات يومياً، حيث تعاملت الجمعية لوحدها مع 202 إصابة، بينها 6 مسعفين».

«القبة الحديدية» تعترض

من جهته، ادعى الجيش الإسرائيلي إن طائراته استهدفت موقعاً عسكرياً وأنفاقاً «تحتوي على مواد كيماوية أولية تستخدم في تصنيع محركات الصواريخ». وإثر هذه الغارات، أُطلقت أربعة صواريخ من القطاع المحاصر باتجاه إسرائيل نجحت منظومة الدفاع الجوي «القبة الحديدية» في اعتراضها كلّها، بحسب الجيش الإسرائيلي.

من جهة أخرى، حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من خطورة القرار الإسرائيلي بفرض قيود على دخول المصلين المسيحيين إلى كنيسة القيامة. وقال أبو ردينة إن «هذا القرار يأتي استكمالاً للسياسة الإسرائيلية التصعيدية ضد مدينة القدس ومقدساتها، ومتزامنة مع الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى من قبل المتطرفين اليهود بحماية القوات الإسرائيلية»، مشيراً إلى أن «هذا القرار يعتبر تحدياً سافراً وخطيراً على الأديان السماوية ومقدساتها، الأمر الذي يشكل استفزازاً واستهتاراً بكل القيم الإنسانية والدينية».

خرق للوضع التاريخي

ورأى أن «هذا التضييق على الوجود الإسلامي- المسيحي يعتبر حرباً على الشعب الفلسطيني والقدس ومقدساتها، وهو خرق آخر للوضع التاريخي القائم في المدينة المقدسة»، مجدداً التأكيد أن «كل الإجراءات الإسرائيلية سواء في المسجد الأقصى أو كنيسة القيامة أو غيرها من الأماكن الدينية المقدسة مرفوضة ومدانة وغير شرعية، وهي مخالفة للقانون الدولي الذي يعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967 وفق قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version