حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن الحرب الروسية على بلاده مجرد بداية وأن موسكو لديها خطط للاستيلاء على دول أخرى، وذلك بعدما قال جنرال روسي إن بلاده تريد السيطرة على جنوب أوكرانيا بالكامل.
وقال زيلينسكي في كلمة مصورة في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة “يتعين على جميع الأمم التي تؤمن مثلنا بانتصار الحياة على الموت أن تقاتل معنا. يجب أن تساعدنا، لأننا أول من يقف في الصف. ومن سيأتي بعد ذلك؟”.
نقلت وكالات أنباء رسمية روسية عن نائب قائد قوات المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش الروسي روستام مينيكايف قوله إن السيطرة الكاملة على جنوب أوكرانيا من شأنها أن تتيح لبلاده الوصول إلى ترانسدنيستريا، وهي منطقة انفصالية تحتلها روسيا في مولدوفا في الغرب.
وسيؤدي ذلك إلى فصل الساحل الأوكراني بالكامل وتقدم القوات الروسية أبعد بمئات الأميال نحو الغرب، متجاوزة مدينتي ميكولايف وأوديسا الأوكرانيتين الساحليتين الرئيسيتين.
كان تصريح مينيكايف من التصريحات الأكثر تفصيلا حول طموحات روسيا في أوكرانيا ويشير إلى أن موسكو لا تخطط لإنهاء هجومها هناك في أي وقت قريب.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن تصريحات مينيكايف تظهر أن روسيا لم تعد تخفي نواياها.
وقالت على تويتر إن موسكو “اعترفت الآن بأن هدف ’المرحلة الثانية’ من الحرب ليس الانتصار على النازيين الخرافيين ولكن ببساطة احتلال شرق وجنوب أوكرانيا. الإمبريالية على حقيقتها”.
وأفادت المخابرات العسكرية البريطانية اليوم السبت بأنه على الرغم من أهداف روسيا الطموحة وادعاءاتها بأنها استولت على ماريوبول، لم تحقق قواتها مكاسب كبيرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأشارت وزارة الدفاع في نشرة دورية عبر تويتر إلى أن الهجمات الأوكرانية المضادة لا تزال تعيق جهود موسكو كما أن القتال العنيف يحبط المحاولات الروسية للاستيلاء على المدينة الساحلية الرئيسية، الأمر الذي يعيق تقدمها في منطقة دونباس.
قلق بالغ
وقالت وزارة الخارجية في مولدوفا إنها استدعت سفير موسكو أمس الجمعة للتعبير عن “القلق البالغ” إزاء تصريحات الجنرال الروسي. وأضافت أن مولدوفا بلد محايد.
وتقدمت مولدوفا الشهر الماضي بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ، واضعة نهجا مؤيدا للغرب سرعه الغزو الروسي.
ورفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف التعليق على ما إذا كانت روسيا حددت أهدافا إضافية كما رفض التعليق على الطريقة التي ترى بها موسكو المستقبل السياسي لجنوب أوكرانيا.
وبينما استقبل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رئيس وزراء أوكرانيا دينيس شميهال في واشنطن، قال زيلينسكي إن الحلفاء يقدمون أخيرا الأسلحة التي طلبتها كييف.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس إنه وافق على مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا قيمتها 800 مليون دولار وتشمل مدفعية ثقيلة.
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إن من المرجح أن يكون الأسبوعان المقبلان حاسمين في حرب أوكرانيا. وقال للصحفيين “من المرجح أن نرى زيادة كبيرة للغاية في حدة هجمات الجيش الروسي في الشرق (الأوكراني وعلى) الساحل”.
جرائم حرب
وقال الجيش الأوكراني إن روسيا تواصل عملياتها الهجومية في الشرق وتحاول الوصول إلى السيطرة الكاملة على منطقتي دونيتسك ولوجانسك وإقامة اتصال بري مع شبه جزيرة القرم.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تحديث صباح اليوم السبت إن القوات الروسية تفرض حصارا جزئيا على مدينة خاركيف.
وقال أولكسندر سينكيفتش رئيس بلدية ميكولايف في وقت متأخر أمس الجمعة في صفحته على فيسبوك إن 87 مدنيا، من بينهم طفل واحد، لقوا حتفهم بالمدينة منذ بداية الغزو. وأصيب قرابة 400. وليس بإمكان رويترز التحقق على نحو مستقل من تقارير الجانبين.
وفي حسابه الرسمي على تيليجرام في وقت متأخر أمس الجمعة، قال رمضان قديروف زعيم منطقة الشيشان الروسية الذي يصف نفسه بأنه من جنود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن جمهورية الشيشان نشرت مئات المتطوعين الإضافيين للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا.
وفي جنيف، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن هناك أدلة متزايدة على جرائم حرب روسية من بينها القصف العشوائي والإعدام خارج إطار القانون. وقال إنه يبدو أن أوكرانيا أيضا استخدمت أسلحة آثارها عشوائية.
وتنفي روسيا استهداف المدنيين وتقول، دون أدلة، إن هناك تزييفا لآثار الأعمال الوحشية المنسوب لجنودها ارتكابها. وفي السابق قالت أوكرانيا إنها ستعاقب أي جنود يثبُت ارتكابهم جرائم حرب.
وقالت روسيا إنها “حاصرت بإحكام” آلاف الجنود الأوكرانيين المتحصنين في مصنع ضخم للصلب في ماريوبول، الميناء الرئيسي لمنطقة دونباس، وذلك بعد يوم من قول الرئيس فلاديمير بوتين إن الجيش الروسي لن يكلف نفسه عناء اجتثاثهم.
وأعلن بوتين النصر في المدينة بعد حصار استمر قرابة شهرين.
وفي جزء من ماريوبول تسيطر عليه القوات الروسية خرج السكان الذين يضربهم الذهول منذ أيام وسط المباني السكنية االمتفحمة والسيارات المحطمة.
وتجول متطوعون يرتدون ملابس واقية من المواد الخطرة بين الأنقاض لرفع الجثث من الشقق ونقلها في شاحنات كتب عليها الحرف “زد” رمز الغزو الروسي.
وتقدر أوكرانيا عدد من سقطوا قتلى خلال الحصار الروسي للمدينة بعشرات الآلاف، وتقول إن مئة ألف مدني ما زالوا هناك ويحتاجون إلى إجلائهم عن آخرهم.
وسيزور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش موسكو يوم الثلاثاء للاجتماع مع بوتين ومناقشة إحلال السلام على وجه الاستعجال في أوكرانيا، بحسب متحدث أضاف أن جوتيريش سيتوجه بعد ذلك إلى كييف لإجراء محادثات مع زيلينسكي. 
 


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version