#أخبار الموضة

في حياة مليئة بالتحديات والفرص، تأتينا لحظات نعيد فيها اكتشاف شغفنا؛ ليقلب موازين حياتنا، ويأخذنا في مسارات غير متوقعة، مطلقاً العنان لإبداعنا.. هكذا يمكن اختصار قصة اللبنانية نجوى شهاب، مهندسة الكمبيوتر، والأم المخلصة التي رغم انشغالها بتربية أبنائها الخمسة، لم تتخلَّ عن حبها للفن والإبداع؛ فعندما كبر أبناؤها؛ وجدت في وقت الفراغ فرصة لإحياء شغف دفين، أعلن مولد مشروع «غزل باي نجوى» (Ghazal By Najwa)؛ ليكون بداية رحلة ملهمة في عالم تصميم حقائب اليد، التي تجمع بين الفن والحرفة والابتكار. فمن حبها للفنون، إلى رحلاتها في شوارع الإسكندرية وتركيا، تمكنت نجوى من تحويل أفكارها إلى قطع فنية تنبض بالحياة، وتعكس شغفها بالتطريز والخط العربي.. في حوارنا معها، نغوص في تفاصيل رحلتها المليئة بالتحديات، ونجاحها في إطلاق علامة استثنائية، تضاهي بجودتها أهم العلامات التجارية، وكيف ساعدها دعم عائلتها في تحقيق حلمها، وتحويله إلى واقع:

  • نجوى شهاب

كيف بدأت فكرة مشروع «غزل باي نجوى»؟

عندما كبر أبنائي، وسافر أربعة منهم إلى الخارج، أصبح لديَّ وقت فراغ؛ فشعرت بحاجة إلى استغلال هذا الوقت بشكل مفيد. وصودف أنني، في نوفمبر 2021، كنت أحضر حفل زفاف في الإسكندرية بمصر، وأنا – بطبيعتي – أحب الأعمال الفنية والحرف اليدوية، مثل: الرسم على البورسلين والأكريليك، والحياكة، والكروشيه. وخلال وجودي في مصر، ذهبت إلى شارع «زنقة الستات»، وهناك وقعت في حب الخيوط المستخدمة في صنع الحقائب اليدوية، المعروفة باسم «المكرمية». جذبني هذا الفن؛ فقررت تعلم كيفية صنع الحقائب باستخدام هذه الخيوط. وعند عودتي إلى لبنان، بدأت أشاهد فيديوهات تعليمية على «يوتيوب»، وشرعت في تجربة صنع الحقائب. وخلال فترة قصيرة، تمكنت من صناعة خمس حقائب، حصدت إعجاب كل من شاهدها، وشجعني الجميع على بدء مشروع تجاري لبيع هذه الحقائب. 

جدية.. واهتمام

كيف تطورت حقائبك.. من الكروشيه إلى الأقمشة؟

بعد النجاح الأولي الذي حققته، قررت السفر إلى تركيا؛ لشراء المواد الأولية؛ لصنع المزيد من الحقائب، ولم أكن أمتلك سوى 200 دولار، فملأت حقيبة واحدة بالخيوط والمقابض. بدأت، حينها، العمل بجدية واهتمام كبيرين، وحرصت على تطوير تقنياتي. انطلقت من الكروشيه، ثم بدأت أدمج الكروشيه بالأقمشة التي حصلت عليها هديةً من والد زوجة أخي، الذي يمتلك متجراً للأقمشة. من هذا المبلغ الصغير، أنتجت 35 حقيبة كروشيه، أحبتها زبوناتي، وطلبت بعضهن إضافة الخرز والشك إليها، لكنني شعرت بأن ذلك لا يعكس ذائقتي الفنية. عندها، قررت الانتقال إلى تصميم الحقائب باستخدام الأقمشة الفاخرة. ومع حبي للإتقان والتميز، شعرت – في مرحلة ما – بضرورة إنتاج مقابض نحاسية خاصة بعلامتي التجارية، فبحثت حتى وجدت شخصاً محترفاً، ساعدني في تحقيق ذلك. وفي مارس 2022، أطلقت صفحتي الخاصة على «إنستغرام»، وبدأت أعرض منتجاتي وأبيعها.. تلك كانت البداية!

  • نجوى شهاب: أصمم حقائب تفخر بها المرأة
    نجوى شهاب: أصمم حقائب تفخر بها المرأة

ما الذي يجعل المرأة ترغب في امتلاك حقيبة من علامتك؟

حقائبي ليست مجرد إكسسوار عادي، فهي قطع فنية تعكس شخصية المرأة، وتضفي لمسة من التميز على إطلالاتها. ودائماً تعبر حقيبة اليد عن هوية من تحملها؛ لهذا حرصت على تصميم حقائب تفخر بها المرأة؛ فهي تجمع بين الجمال والوظيفية، وتتميز بكونها «ستايتمنت بيس» تضفي قوة وثقة على أي إطلالة. وأكثر ما يميز حقائب «غزل باي نجوى» هو إمكانية تخصيصها بعبارات، ورسائل شخصية تختارها المرأة، ما يجعل كل حقيبة فريدة، وتحمل بُعداً عاطفياً. الحقيبة، هنا، جزء من هوية المرأة وحكايتها، وتعكس ذوقها ورؤيتها، وترافقها في لحظاتها المختلفة.

ما أبرز التحديات التي واجهتكِ، وكيف تغلبتِ عليها؛ فتميزتِ وتركتِ بصمتكِ الخاصة؟

واجهت العديد من التحديات، أولها كان خوفي من الفشل؛ فقد كنت ربة منزل لوقت طويل، وبدء شيء جديد تماماً كان يبدو مرعباً. ثم كان تحدي العثور على المواد المناسبة، وتعلم التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبناء قاعدة عميلات وفيات. كان الأمر مرهقاً في البداية، لكنني كنت أذكر نفسي، دائماً، بأنني أفعل شيئاً أحبه. ومع الوقت والصبر والعمل الجاد، تحسنت الأمور. 

سحر خاص

كيف تمكنت من كسب ثقة زبوناتك، لاسيما أنهن يشترين الحقائب «أونلاين»؟

أتفهم تماماً شعور من تتردد في الشراء عبر الإنترنت؛ فقد مررت بالتجربة نفسها، واشتريت منتجات عدة لا تتطابق مع الصور المعروضة أو الوصف المرفق. لذلك، عندما أتحدث مع عميلاتي، أؤكد لهن أنني أضع نفسي مكانهن، فأنا من أشد المقتنعات بأن تكون تجربة التسوق ممتعة ومريحة؛ فأقول لكل من تشتري: «إذا لم تعجبكِ الحقيبة، فيمكنكِ إعادتها بكل سهولة، واستعادة أموالك». فثقتي بمنتجاتي تدفعني إلى تقديم هذا الضمان؛ ما يُرضي عميلاتي، والحمد لله لم أواجه أي مشكلات حتى اليوم. ومع ذلك، أعتقد أن المتجر الفعلي له سحره الخاص؛ لذلك أستعد، حالياً لافتتاح متجري الخاص، حيث يمكن للعميلات تجربة الحقائب بأنفسهن قبل الشراء.

  • نجوى شهاب: أصمم حقائب تفخر بها المرأة
    نجوى شهاب: أصمم حقائب تفخر بها المرأة

كيف تساهم عائلتك وزوجك في دعمك؛ لتحقيق أحلامك وأهدافك؟

عائلتي دائماً السند، وزوجي يدفعني في كل خطوة، مادياً ومعنوياً، بالاستماع لي عندما تكون الأمور صعبة. أما أخي وأبنائي، فأيضاً هم رائعون، ويقدمون أفكاراً رائعة، ويساعدونني في الأمور الرقمية، التي لم أكن معتادة عليها في البداية. إن دعم زوجي وعائلتي أحد أكبر أسباب نجاحي.

ما أكثر ما يسعدك اليوم؟

كل حقيبة أبتكرها هي أكثر من مجرد إكسسوار، إنها قطعة فنية تحمل جزءاً من روحي. عندما أرى امرأة تحمل أحد تصاميمي؛ أشعر بسعادة غامرة؛ لأنها أدركت قيمة الحرفية والتفاصيل الدقيقة، التي أضفيتها عليها. كما أن الخط العربي، الذي أعتبره توقيعي المميز، يضيف لمسة من الأناقة والتراث إلى كل تصميم. وأكثر ما يسعدني هو رؤية امرأة تعرف تصاميمي، وتثني عليها؛ فهذا يعني أنني نجحت في توصيل رسالتي الفنية.

  •  
  • نجوى شهاب: أصمم حقائب تفخر بها المرأة
    نجوى شهاب: أصمم حقائب تفخر بها المرأة

ماذا بعد تصميم وبيع الحقائب؟

دائماً أفكر في طرق للتوسع، فلديَّ مشروع تصميم عبايات تتماشى مع الحقائب، وأسعى إلى تعزيز حضوري الإلكتروني؛ للوصول إلى عميلات من جميع أنحاء العالم. إنها مرحلة مثيرة، وأنا ممتنة لكل خطوة فيها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version