لا شيء في الكون يُمكنه إفساد جلسةٍ جميلةٍ في مطعم راقٍ أو مقهى هادئ أكثر من وجود طفل مشاكس تصدر عنه تصرفات تُثير حفيظة كل من يراه في هذا المكان.
إنَّ معظم الآباء والأمهات هذه الأيام لا يجدون الوقت الكافي لتعليم أبنائهم الآداب وقواعد الإتيكيت، بسبب صخب الحياة ومسؤولياتها الثقيلة، لكن هذا لا يُعفيهم من مسؤولية تربية أبنائهم تربية يُحسنوا من خلالها التصرف أمام الآخرين.
جملة من قواعد الإتيكيت التي ينبغي على الآباء غرسها في أبنائهم منذ صغرهم، تسردها مؤلفة كتاب “نعم، لو سمحت. شكرًا” بيني بالمانو ومنها:
إن طريقة تناول الطعام المثلى للأطفال هي جزء مهم من كل وجبة؛ فتعليمهم سلوكيات المائدة الجيدة، تمنحهم أدوات مهمة للتفاعل الاجتماعي، يستخدمونها طوال حياتهم، مثل: غسل اليدين قبل وبعد الأكل، واستخدام الفوطة، ومضغ الطعام والفم مغلق، وعدم التحدث عندما يكون الفم ممتلئًا بالطعام، وهذا ينطبق على كل الأماكن التي يتناولون فيها الطعام سواءً في المنزل أو المطعم.
التزامُ الهدوء أينما وُجدوا
يجب تعليم الأطفال التزام الهدوء التام عند اصطحابهم إلى بعض الأماكن مثل الغرفة الصفية ودور العبادة والمسرح والسينما وغرف الانتظار حتى لا يُشكّل وجودهم مصدر إزعاج للأشخاص المتواجدين هناك.
سلوكياتُ النظافة
مجموعةٌ من الأمور التي تتعلّق بالنظافة يتوجّب على الآباء تدريب الطفل عليها، كغسل اليدين بالماء والصابون بعد استعمال المرحاض، واستخدام المناديل الورقية على الفم عند العطس والسعال، ورمي أغلفة الحلويات أو علب العصير الفارغة في سلة المهملات، والمحافظة على نظافة الهندام والمنزل والمدرسة.
وهناك مجموعة أخرى من قواعد الإتيكيت لخصتها بالمانو، قادرة على تمييز الطفل الذي يتبعها عن غيره، وقد ينال ممن يرى تصرفاته الصائبة بحسب الموقف والمكان المتواجد فيه لقب “الطفل المهذب” أو “الطفل الإتيكيت”، هي بحسب المؤلفة:
عدم الوقوف على كراسي الحافلة أو تسلُّق التماثيل في الشارع، وتدريبه على كيفية انتظار الدور “الطابور” دون الإخلال بالنظام، إلى جانب تعليمه مهارات الاستماع وعدم مقاطعة الآخرين إلا بموافقتهم، وأثناء التحدث معهم فليكن صوته معتدلاً.
وركّزت بالمانو على تغيير السلوكيات المقزّزة التي يقوم بها أحيانًا أمام الناس مثل: اللعب بالأنف أو قضم الأظافر أو مص أصابعه.
إضافةً إلى تعليمه طلب الشيء بطريقة مهذبة مثلاً، كأن يقول لأبيه: “أرجوك أبي اشترِ لي تلك الكرة”، بالمقابل، تدريبه على أن كلمة “لا” تعني “لا”، وأنه لا يستطيع الحصول على كل ما يرغب وقتما يشاء، وإن حصل على طلبه يُفترض أن يشكر كل من قدّم له خدمةً.
ولم تغفل بالمانو تذكير الآباء تعليم طفلهم الاعتذار عند ارتكابه فعلًا يستحق الاعتذار، أي عندما يأخذ لعبة صديقه أو عند ضربه لأخيه، عليه الاعتذار، مع الإصرار على تكرار الاعتذار إذا نطقَه بشكل غير صحيح.
وباعتقاد المؤلفة بالمانو، يجب أن يتعلّم الطفل احترام جميع الناس دون تفرقة، أي أن احترامه لعامل النظافة في المدرسة مثلًا لا يجب أن يقلّ عن احترامه لمديرها.
وتساءلت في ختام حديثها: إن لم يكن باستطاعة الآباء تعليم وتدريب أبنائهم الآداب وغرس الأخلاق الحميدة فيهم في المنزل، فكيف يستطيعون اصطحابهم معهم إلى الخارج
قد يهمك أيضا:
تعرفي على اتيكيت التعامل مع الرجال الغاضبين في مواقف عدة
قواعد وأصول الـ”اتيكيت” داخل المنتجع الصحي وأماكن الاستجمام