وفي إطار تغطيتها لهذه التطورات، استعرض “التاسعة” على سكاي نيوز عربية أبعاد الأزمة الراهنة بمشاركة الكاتب والباحث السياسي توفيق شومان، الذي سلط الضوء على الخروقات الإسرائيلية وانعكاساتها على الساحة اللبنانية والدولية.

تصعيد على الأرض.. خروقات بالجملة

في تفاصيل المشهد الميداني، شهد اليوم الثالث للتهدئة تصاعدا في الانتهاكات الإسرائيلية، حيث توغلت القوات الإسرائيلية في عيتارون واعتدت على سكان الخيام.

وترافق ذلك مع قصف مدفعي استهدف بلدات حولا وعديسة، بالإضافة إلى إطلاق النار على مواطنين في صف الهوى بمنطقة بنت جبيل، ما أدى إلى إصابة مدني لبناني.

الجيش الإسرائيلي فرض إجراءات مشددة، بما في ذلك حظر التجوال في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، ومنع العودة إلى نحو 260 قرية جنوبية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها استفزازية وتهدف إلى فرض أمر واقع جديد.

الموقف الدولي.. فرنسا تدعو لتحرك لبناني

على الصعيد الدولي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي مع مسؤولين لبنانيين، إلى الإسراع في إرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب تنفيذًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار.

ماكرون أشار إلى أن التأخير لا يمكن تبريره بأي عوائق لوجستية، واقترح استخدام وسائل بديلة مثل الحافلات لنقل الجنود.

تأتي هذه الدعوة في إطار جهود دولية تهدف إلى تهدئة الأوضاع ومنع تفاقم التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

الدور اللبناني بين الالتزام والسيادة

في حديثه، أكد الباحث السياسي توفيق شومان أن لبنان، بموجب قرارات الأمم المتحدة، يتحمل مسؤولية مباشرة عن تنفيذ وقف إطلاق النار.

وأشار إلى أن القرار 1701 يضع الجيش اللبناني في الواجهة لإدارة الملف الأمني، بينما يبقى دور حزب الله مقتصرًا على تسهيل انتشار القوات اللبنانية.

شومان شدد على أن تشكيل لجنة دولية لمراقبة وقف إطلاق النار قد يساهم في تعزيز الاستقرار، لكنه لفت إلى أن إسرائيل قد تستخدم الخروقات كوسيلة لفرض شروط جديدة على الأرض.

حزب الله.. بين ضبط النفس واستراتيجية الردع

وحول موقف حزب الله، وعن مدى التزام الحزب بالتهدئة، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي، أوضح شومان أن حزب الله يوازن بين احترامه لالتزامات لبنان الدولية وسعيه للحفاظ على قوة الردع ضد إسرائيل.

وأضاف أن الحزب يدرك أن أي تصعيد غير محسوب قد يجر لبنان إلى مواجهة أوسع، وهو ما يسعى لتجنبه في هذه المرحلة.

نتنياهو والمناورة الإسرائيلية

في السياق ذاته، تناول النقاش الدور الإسرائيلي، حيث تساءلت ميشيلا حداد عن نوايا الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، وقال شومان أن إسرائيل تسعى لاستغلال التهدئة لتغيير معادلات القوة على الأرض.

وأشار إلى أن نتنياهو يحاول فرض سيطرته في الجنوب اللبناني كجزء من استراتيجيته لتعزيز موقفه الداخلي ومواجهة الضغوط الدولية.

سيناريوهات المستقبل.. تهدئة أم تصعيد؟

اختتم البرنامج بتسليط الضوء على السيناريوهات المحتملة للأيام المقبلة، حيث أكد شومان أن نجاح التهدئة يعتمد على التزام جميع الأطراف ببنود الاتفاق. إلا أن استمرار الخروقات الإسرائيلية قد يدفع لبنان والمجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات أكثر حزمًا.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version