متابعة: ضمياء فالح
يعد الفرنسي كريم بنزيمة (34 عاماً) نجم ريال مدريد أكثر المهاجمين إعجاباً من قبل متابعي كرة القدم في الفترة الأخيرة لما يقدمه من مستوى، هو الأقوى له في مسيرته.
عادت صحيفة «الصن» البريطانية للمنزل الذي نشأ فيه بنزيمة وحش ريال مدريد، في ضواحي مدينة ليون التي تنتشر فيها الجرائم، حيث عاش مع 4 شقيقات و3 أشقاء ورغم كل شيء لا يزال مهاجم الريال يطلق على ذلك المكان «بيتي».
كان كريم حسب الصحيفة فتى «خجولاً ونحيلاً» جذبه خارج عائلته صوت محركات الدراجات النارية في سباق شباب الحي وصافرات سيارات الشرطة في شوارعه. كان بنزيمة يقيم مع العائلة في سكن بلدية على بعد 50 متراً من نادي الكرة، أس سي برون تيرايون، وكما هي حال جميع ضواحي مدن فرنسا بنيت ضاحية برون في الستينات ويقيم فيها غالباً العمال المهاجرين من شمال إفريقيا مع أسرهم.
مقومات مهاجم الريال تكونت في تلك الضاحية الخطيرة ويقول فرديريك ريجوليه، أول مدرب لبنزيمة عام 1995 ويدرب الآن ابن شقيقه: «كان كريم صغيراً ونحيلاً وشقيقه أطول وبعضلات أكبر. لم يتكلم وكان خجولاً جداً، كان قليل الكلام ولا يزال نفس الشيء. كان فقط يهتم باللعب والكرة لا تفارق يده. كان يلعب مع الجدار ويمرر لنفسه فقط وحتى عندما وقع مع ليون بسن الـ14 أو الـ15 تقريباً كان يعود للتمرن في نادينا وحيداً أمام الجدار. هو مخلص جداً لأصدقائه ولا يزال يحتفظ بنفس أصدقائه في النادي».
لم يعد آل بنزيمة يقيمون في الحي لكن لا يزال الحي عريناً للكثير من أفراد العائلة، شقيقاته على سبيل المثال مثل أي أمهات يتابعن أولادهن في الملعب ومن السهل جداً التعرف إلى أولاد شقيقات وأشقاء بنزيمة لأن جميعهم يرتدون قميص الريال بالرقم 9، هدية النجم، كي يسيروا على خطاه ويضيف ريجوليه: «آل بنزيمة عائلة محافظة عادية ويأتون هنا لأنهم يعرفون أن لا أحد سيزعجهم، نعرفهم قبل أن يكون بنزيمة نجم كرة عالمي ولا يهمنا ضجيج الشهرة. هو فقط فتى الحي وبصراحة لم نكن نتخيل أنه سيصبح نجماً عالمياً. كنت أحب تدريبه لكنني لم أكن أعلم أنه سيكون نجماً».
مسيرة العائلة
وحيدة، والدة بنزيمة، من مواليد ليون لكن والده حفيظ هاجر لفرنسا من الجزائر كما هي حال زين الدين زيدان مدربه السابق واستقر الزوجان في مساكن خلف خطوط المترو في ليون ورغم كون الحي مهمشاً اقتصادياً ويعج بالجريمة إلا أنهما نجحا في إبقاء أولادهم على الصراط المستقيم. وعندما وقع بنزيمة لنادي ليون في 1997 حرص الوالدان على أن يوفر له النادي غرفة كي يبقى بعيداً عن الشوارع ويعلق ريجوليه: «يطلق على الحي» المنطقة ذات الأولوية «من الناحية الأمنية وهو فعلاً خطر لكننا عشنا فيه دوماً ولم يكن خطراً علينا أبداً، اعتنى به والداه وطلبت والدته من ليون إبقاءه بشكل دائم مقيماً فيه لذا عاش في غرفة بملعب التدريبات ولم يعد للحي. ما كانوا ليتركوه في الحي، فعل والده ذلك لحمايته وليون بالعادة لا يوفر سكناً للاعبيه القادمين من نفس المدينة بل للاعبين من مكان بعيد لكن النادي خرق القاعدة من أجل كريم».
أوصاف بنزيمة
وصف كاسياس حارس الريال السابق زميله بنزيمة بـ«الرجل العنكبوت» و«الذئب» وقال فيرديناند، مدافع اليونايتد السابق، إن اسمه سيحفر على الكرة الذهبية قريباً وهو في قمة أدائه قبل خوض المباراة رقم 600 في مسيرته أمام مانشستر سيتي الثلاثاء.
وقال ريجوليه: «جميع سكان برون سيشجعون الريال وفي حال رحل بنزيمة صوب فريق ثان سنشجع فريقه الجديد، زوج شقيقة كريم لديه محل وجبات خفيفة وسنشاهد جميعنا المباراة هناك أو نشاهدها في النادي هنا أو معاً عبر شاشات التلفاز. عندما كان بنزيمة لا يلعب في منتخب فرنسا قاطع الحي مباريات المنتخب ولم تهمهم نتائجه وقاطعت عائلته وسائل الإعلام لكنه كان سعيداً عندما عاد للعب مع المنتخب».
يتطلع بنزيمة لرفع لقب الدوري الإنجليزي نهاية الموسم وبعدها يتوجه بطائرته الخاصة لحي برون ويعلق ريجوليه: «يعود إلى هنا بشكل سري وأحياناً يعطينا أحذية للمحتاجين ويوقع بعض القمصان، كلما سنحت له الفرصة يعود للحي لرؤية والدته وعائلته وتمضية الوقت معنا، جميع الصبية في الحي يريدون أن يكونوا مثله. إنه بطلهم».