وبعد فترة من اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، نقل البشير من مدينة أم درمان حيث كان يتعالج بمستشفى عسكري نقل إليه قبل الحرب من سجن كوبر الذي احتجز فيه عقب الإطاحة به في ثورة شعبية في أبريل 2019. ولم تكشف السلطات السودانية حتى الآن عن المكان الذي نقل إليه البشير، لكن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أكد في تصريحات سابقه أنه “في مكان آمن”.

وفي مارس الماضي بررت السلطات السودانية عدم تسليم البشير للمحكمة الجنائية، بصعوبات ناجمة عن الحرب، لكن في الجانب الآخر يرى مراقبين أن هنالك العديد من المؤشرات التي تؤكد تحرك البشير ومساعده أحمد هارون وعدد من المطلوبين الآخرين، بحرية في مناطق سيطرة الجيش.

 ضغط مستمر
قال فادي العبد الله، الناطق باسم المحكمة الجنائية الدولية إن رفض السودان التعامل مع المحكمة يعتبر خرق واضح لقرارات ‎مجلس الأمن الدولي التي تم بموجبها إصدار مذكرة القبض على البشير والمطلوبين الآخرين في القضايا المتعلقة بارتكاب جرائم حرب في دارفور.

وأكد العبد الله في تصريحات صحفية على هامش جلسات محاكمة كوشيب، أن المحكمة عازمة على السعي نحو تحقيق العدالة لضحايا انتهاكات دارفور.

 ويواجه البشير وهارون، تهما أمام المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال حرب دارفور التي اندلعت في العام 2003 واستمرت نحو 17 عاما، وشهدت أعمال قتل واغتصاب وحرق ونزوح ولجوء طالت أكثر من مليوني شخص.

حجج واهية
أكدت المحكمة الجنائية الدولية مرارا أنها تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على معلومات حقيقية عن مكان تواجد البشير والمطلوبين الآخرين. وفي مارس الماضي، اتهم وفد زار بورتسودان – المقر المؤقت للحكومة – السلطات السودانية بالتستر على المطلوبين وتقديم حجج واهية لتبرير عدم القبض عليهم.

لكن البيان الأخير، الصادر يوم الثلاثاء، عن أحد الأجنحة المتصارعة على رئاسة حزب “المؤتمر الوطني” المحلول الذي ظل يتزعمه البشير لأكثر من 30 عاما، كشف عن تواصل علني مع البشير ومساعده أحمد هارون المطلوب للمحكمة أيضا.

 وأكد البيان أن البشير أبلغ قيادات في مجلس شورى الحزب أنه سيخرج قريبا من المعتقل ويتخذ قرارات مهمة. كما كشف البيان عن أن هارون ظل منذ إخراجه من السجن عقب اندلاع الحرب، يشرف على عمليات تنسيق الاستنفار لصالح الجيش.

 وفي حين بررت وزيرة العدل المكلفة هويدا عوض الكريم، عدم القبض على البشير وهارون المطلوبين الآخرين، بالقول بإن “قوات الدعم السريع عطلت الأجهزة المكلفة”، بحسب ما نقلته عنها وكالة الأنباء السودانية، يؤكد المعز حضرة عضو هيئة الاتهام في قضية انقلاب 1989 التي كان يحاكم فيها البشير وأعوانه قبل اندلاع الحرب، عدم منطقية تلك المبررات، مشيرا إلى أن تواصل البشير مع عناصر حزبه، وتحرك أحمد هارون العلني في مناطق الاستنفار وتواجدهما في مناطق سيطرة الجيش يعني أن هنالك تستر فعلي عليهم.

وأوضح حضرة في حديث لموقع سكاي نيوز عربية “هم يتمتعون بحماية الجيش ويتحركون بحرية وأكبر دليل على ذلك مخاطبة البشير لمجلس شورى حزبه الشهر الماضي”.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version