وفي خضم هذه التطورات، يبقى التساؤل قائما: إلى أين تتجه حرب أوكرانيا؟
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة ألقاها أمام كبار المسؤولين في وزارة الدفاع، أن القوات الروسية باتت تتحكم بكامل خطوط المواجهة في أوكرانيا.
وصرح بوتين أن “عام 2024 كان محوريا في تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة”، مشيرا إلى سيطرة روسيا على 189 بلدة أوكرانية خلال العام الجاري.
كما كشف وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوصوف، أن القوات الروسية سيطرت على 4500 كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية وتتقدم بوتيرة 30 كيلومترا مربعا يوميا.
في المقابل، يظل الوضع معقدا مع استمرار تواجد القوات الأوكرانية في بعض المناطق الروسية، خصوصا في مقاطعة كورسك، وهو ما يطرح تساؤلات حول “النجاحات” الروسية المعلنة.
ترامب وتحذيراته
في سياق متصل، وصف ترامب الحرب الروسية الأوكرانية بأنها “أصعب من أزمة الشرق الأوسط”، داعيا زيلينسكي لإبرام اتفاق سلام مع موسكو.
تصريحات ترامب فتحت المجال للتكهنات حول مستقبل الدعم الأميركي لكييف، خاصة مع قرب عودة ترامب إلى البيت الأبيض وتأثير ذلك على مسار الحرب.
واعتبر الدبلوماسي الأوكراني السابق فولوديمير شوماكوف، أن “روسيا لا تزال غارقة في الحرب رغم تصريحاتها”.
وأوضح قائلا: “في بداية الحرب، كانت أهداف روسيا واضحة بتغيير النظام في أوكرانيا، لكنها اليوم غير قادرة على تحقيق تلك الأهداف”، مشيرا إلى أن الاستفتاءات التي أجرتها موسكو في المناطق المحتلة تعد “غير شرعية” وتجرى تحت التهديد العسكري.
وتابع شوماكوف: “اليوم نشهد استنزافا للقوات الأوكرانية، خاصة في ظل نقص الذخائر والدعم الغربي المطلوب”.
وأضاف: “روسيا تريد إجبار أوكرانيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بشروطها، التي تتضمن نزع السلاح الأوكراني، وهو أمر مرفوض من قبل كييف”.
وبشأن تصريحات ترامب، قال شوماكوف: “لا شك أن عودة ترامب قد تحمل تغييرات في الموقف الأميركي. لكن الحل ليس بسيطا كما يتخيله البعض، فالحرب في أوكرانيا معقدة ومتشابكة”.
سيناريوهات محتملة
يرى شوماكوف أن الوضع الراهن قد يقود إلى تجميد الصراع، لكن وفق الشروط الروسية، مما يعني وضعا غير مستقر قد يعيد إشعال الحرب مستقبلا.
وأشار إلى أن أوكرانيا، رغم الدعم الغربي، لم تتمكن من تحقيق مكاسب ميدانية كبيرة، في حين تواصل روسيا تقدمها الاستراتيجي في منطقة دونباس.
وبينما تواصل روسيا تحقيق مكاسب ميدانية وتصعد من هجماتها على البنية التحتية الأوكرانية، تواجه أوكرانيا خيارات محدودة في ظل تراجع الدعم الغربي وعدم وجود مؤشرات لحل سياسي قريب.
ويبقى مستقبل الحرب رهينا بالتطورات السياسية المقبلة، خاصة مع التغيير في الإدارة الأميركية وتصاعد الضغوط لإبرام اتفاق تسوية.