في تقريرها من مستشفى المجتهد بدمشق، أبرزت الحلوي مشاهد مأساوية تعكس تدهور الخدمات الصحية، موضحة أن قسم الإنعاش بالكاد يمكن وصفه بمكان قادر على تقديم “إنعاش الحياة”، إذ أن الأوضاع هناك أشبه بمستشفى ميداني في منطقة منكوبة أو بلد اجتاحته الحرب.

ووصفت الحلوي كيف يواجه المرضى صعوبة كبيرة في الحصول على الرعاية اللازمة، في ظل نقص حاد في المعدات الطبية الأساسية.

الاعتماد على جهود فردية

وفقًا لشهادات الأطباء الذين تحدثت معهم سكاي نيوز عربية، فإن المستشفيات الحكومية في دمشق تعتمد بشكل شبه كامل على جهود الأطباء المقيمين، الذين يعملون وسط ظروف قاسية ورواتب متدنية لا تتجاوز 20 دولارا شهريا.

وأشاروا إلى أن هذه الرواتب لا تكفي حتى لتغطية الحد الأدنى من احتياجات الأطباء، مما يدفعهم للعمل على “اللحم الحي”، كما وصفها أحد الأطباء.

وقالت إحدى الطبيبات: “إن الإهمال المتراكم والنقص المزمن في التجهيزات يعكس تجاهلا واضحا لأرواح المواطنين”. وأوضحت أن المباني متهالكة، وحالة النظافة متردية لدرجة لا تحتاج إلى شرح.

“جناح الأصدقاء”.. تمييز فج

وتطرق أحد شهود العيان الذين تحدثوا لسكاي نيوز عربية، إلى ما يُعرف بجناح “الأصدقاء” داخل مستشفى المجتهد، وهو قسم مخصص لكبار الشخصيات وأصدقاء النظام.

وأوضح أن هذا الجناح يتمتع بمستوى خدمات مختلف تماما عن بقية الأقسام التي توصف بأنها أقرب إلى “مشرحة”، مما يعكس حالة التمييز الصارخة التي يعاني منها المرضى السوريون.

الاستشفاء بات رفاهية

نقل التقرير أيضا شكاوى أهالي المرضى الذين يعانون من غياب المستلزمات الطبية الأساسية والنظافة في المستشفيات. وقالت موفدتنا إن الخدمات الصحية لم تعد متاحة للجميع، بل أصبحت “رفاهية” لا يقدر عليها الكثيرون، حيث تتطلب معظم الخدمات الصحية دفع مبالغ مالية تفوق قدرة المواطن العادي.

إن انهيار المؤسسات الصحية في سوريا يعكس حال الدولة بأكملها، التي باتت متهالكة ومهددة بالسقوط، ما يجعل حتى أبسط حقوق الإنسان، كالرعاية الصحية، بعيدة المنال عن غالبية المواطنين.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version