بين التراجيديا والكوميديا، تتنوع الشخصيات التي تقدمها خلال الموسم الرمضاني، فللمرة الأولى يكون لها عملان بشخصيات مختلفة، الأول مصري والثاني كويتي. وفي الأول تدافع عن المرأة وتقدم قضايا تخدمها، وفي العمل الثاني اكتشفت لأول مرة أنها كوميديانة. إنها النجمة روجينا، التي جلست مع أطباء نفسيين بسبب مسلسلها الجديد “انحراف”، خاصة أن الشخصية التي تقدمها أرهقتها نفسيا وعصبيا، كما أنها تقدم أول عمل كوميدي كويتي من خلال مسلسل “كيد الحريم” الذي تنافس من خلاله بالدراما الخليجية، وذلك بناء على طلب جمهور الخليج، وتكشف خلال حوارها مع “العربية.نت” أسباب قلقها وفكرة البطولة المطلقة.*لأول مرة تشاركين في دراما تلفزيونية كويتية.. حدثينا عن التجربة**بالفعل، فأنا أخوض التجربة الأولى لي في الدراما الكويتية خلال الموسم الرمضاني من خلال مسلسل “كيد الحريم”، وهي تجربة جديدة ومختلفة، وسعدت بأن العمل سيسجل عودتي للكوميديا بعد غياب، حيث تعاقدت عليه منذ فترة طويلة وأقنعني المنتج عادل اليحيى بالعمل، بعدما أرسل لي النص الذي استفزني، ولذلك قررت خوض التجربة، والحقيقة سعدت أيضا بردود الأفعال الطيبة على العمل ككل وعلى دوري أيضا.
الفنانة روجينا
*حدثينا عن الشخصية التي تقدمينها في “كيد الحريم”؟**أجسد شخصية “سمية” وهي تجمع بين العديد من المتناقضات، طيبة وهادئة، وفي بعض الأوقات مجنونة، تعرف كيف تحصل على حقها بسهولة، كلما يحاول أحد المقربين منها الإيقاع بها تنجو وتخرج من أي مكيدة بأفضل مكسب، لدرجة أنها تصبح مليونيرة خلال فترة وجيزة. وقد كنت متخوفة بعض الشيء من العمل، ولكن ما إن قرأت النص حتى تحمست، خصوصاً أن “سمية” لديها حياة كاملة في الكويت، زوج وأسرة وابنة، لذلك فإن الشخصية جزء من تكوين المجتمع الكويتي وليست مقحمة عليه، وعندما يتوفى زوجها بعد فترة من الزواج، يظهر حبيبها، ويتقدم للزواج منها، بعدما انتظرها سنوات عدة لكي يحقق حلم الارتباط بها. ومن هنا تنفجر الأحداث والمواقف الكوميدية، حيث يحاول الكثيرون إيقاع “سمية” في مشكلات وأزمات عدة، إلا أنها تنجح في قلب الطاولة على كل مَن يكرهونها وتخرج في النهاية هي الفائزة.
*هل تلك كانت الزيارة الأولي للكويت وقت تصوير العمل؟**هذه ليست زيارتي الأولى للكويت، كُرمت من قبل هنا، لذلك أكن للكويت كل المحبة والتقدير، ولكن وجه الاختلاف في زيارتي هذا العام أنني أعمل وأصور، لذلك أنتهز أي فرصة لأخرج وأرتاد الأماكن العامة وألتقي الجمهور الكويتي.
من أفيش مسلسل “كيد الحريم”
*فكرة تقديمك عملين في موسم واحد.. ما الذي حمسك لتلك الفكرة؟**الاختلاف الشديد بين العملين وتنوع الدورين، فمسلسل “كيد الحريم”مختلف تماماً عن مسلسل “انحراف”، فهو تجربة ممتعة ولذيذة وأعود من خلالها لتقديم الشخصية الكوميدية التي لم أقدمها منذ عشرات السنين. فتجاربي الكوميدية شحيحة للغاية، ربما أتذكر منها مسلسل “يوميات زوج معاصر” مع الفنان أشرف عبدالباقي. فقد أحببت تجربة “كيد الحريم”، واكتشفت نفسي كوميديانة جيدة.أما شخصية “حور” في مسلسل “انحراف” من أصعب الشخصيات التي لعبتها، فهي تقول كلمات تحمل الكثير من المعاني في ثقافتها وما مرت به، وهذا ما يصل للجمهور لأن للشخصية أبعادا مازال الجمهور يكتشفها مع الحلقات، وقد ذاكرت تفاصيل الشخصية الداخلية والخارجية ولكن أبعادها النفسية كانت صعبة، لأنها تظهر عليها ولا تفصح عنها في كلامها، وهو ما جعلني ألجأ إلى استشاريين فى مجال الصحة النفسية للوقوف على جوانب الشخصية وفهمها وتحليل شخصيتها، خاصة أنها طبيبة نفسية، لكنها تفشل في معالجة نفسها وتدخل عالم الجريمة بمحض إرادتها.
الفنانة روجينا
*في الوقت الذي يضحك فيه جمهور الكويت علي دورك في “كيد الحريم”.. في القاهرة هناك مطالبات بوقف مسلسل “انحراف”؟**تعجبت من رد الفعل السريع والمطالبة بإيقاف العمل من أحد النواب بل وتقديمه استجوابا بوقف المسلسل، وما أغضبني هو الحكم مبكراً، فالمسلسل يتناول قضايا حقيقية، وقبل أن نذكر مثل هذه الكلمة، هل نعلم ما هو معنى كلمة وقف عرض مسلسل؟ هذا يعني أن مجهود أشخاص يعملون منذ فترة طويلة يُرمى على الأرض، فأنا والمؤلف مصطفى شهيب والمخرج رؤوف عبدالعزيز ندرس هذا السيناريو منذ شهر يوليو الماضي، وأنا كروجينا طوال عمري أرى أن الفن مراية المجتمع، وأننا القوى المؤثرة، ولذلك شعرت بظلم كبير جدا للمسلسل ولعمل فني مهم.*ولكن المسلسل تصدر التريند وحقق مشاهدات وردود أفعال قوية؟**وهو ما أسعدني، فردود الفعل كانت طيبة، والحقيقة كنت أشعر بالخوف في بداية المسلسل من عدم النجاح، ولكن الحمدلله المسلسل حظي باحترام المتابعين، والسبب يرجع لأن العمل يناقش انحراف السلوك، وإلى ماذا سيقوده هذا الانحراف في بقية الأحداث، كما أنه مستمد من قصص ووقائع حقيقية عاشتها المرأة في المحاكم، ورسالته هي دعم المرأة، وحثّها على مقاومة كل مشكلات وظروف الحياة.
روجينا
*وما سبب تقديمك مسلسلاً يثير كل تلك الأزمات؟**العمل كما قلت يتناول قضايا حقيقية من ملفات القضايا المصرية، ويتلامس مع المرأة المصرية وما تواجهه من أزمات، وأنا دائمًا مهمومة بفكرة البنت المصرية وحياتها وقضاياها في كل مناحي الحياة وصمودها وشخصيتها ومعاناتها في بعض الأحيان، وذلك من خلال دراما تشويقية مليئة بالغموض حول انحراف عدد من الشخصيات عن الطبيعة البشرية يصطدمون بطبيبة نفسية أقدم شخصيتها، وتقرر تعديل المسار بطريقتها الخاصة.
*تخوضين البطولة المطلقة للمرة الثانية في الدراما المصرية.. هل زاد ذلك من مسؤوليتك؟**أكره كلمة “البطولة المطلقة”، لأنني عانيت بسببها من ناس كثر كانوا ضدي، وبالتالي لا أحبها، أنا كنت ممثلة تم اختياري للأدوار سواء أقبلها أو أرفضها لأنني في النهاية لابد من أن أعمل وأقبل أفضل شيء يُعرض عليّ. أما أنا الآن فأختار قضية وأريد مناقشتها وهذه متعة كبيرة، لكنني لا أرى ميزات في البطولة غير ذلك، كما اكتشفت من خلالها الحب الذي كنت أجنيه طوال مشواري الفني، بدعمي من نجوم كبار مثل سميحة أيوب وعبدالعزيز مخيون، فهم مثقفون ومؤمنون بموهبتي. وفي هذا المسلسل وقف بجانبي كل فريق العمل ولم يشعروا بالتعب من دخول التصوير متأخرا، وهذا حصادي الذي أفتخر به بعيدا عن ماذا يسمى.