#مجوهرات وساعات
غانيا عزام
اليوم
تحتفل «داميانـي»، الدار الإيطالية المرموقة في عالم المجوهرات الفاخرة، والمشهورة عالمياً بابتكاراتها الراقية، بذكرى مرور 100 عام على تأسيسها. وفي أواخر التسعينيات، تولى جويدو دامياني Guido Damiani إدارة الشركة، وبمرور السنين ركز – مع شقيقَيْه: جورجيو وسيلفيا – على التدويل، ما أدى إلى زيادة حجم أعمال المجموعة. وتحت قيادة الجيل الثالث، توسعت مجموعة «دامياني» عالمياً، وانتقلت من علامة تجارية للمجوهرات الراقية إلى مجموعة مزدهرة تعزز التميز الإيطالي، من خلال مزيج متآزر من العلامات التجارية والشركات التكميلية، التي تأسست أو استحوذت عليها، على مدار تاريخها. واحتفالاً بمرور 100 عام على تاريخ «دامياني»، أقامت المجموعة معرض Damiani 100 X 100 Italiani، الذي تعرض فيه 100 تحفة فنية من الذهب، تجسد التراث الإيطالي للدار، ومزيجها المميز من الإبداع والثقافة.. وبهذه المناسبة، حاورت «زهرة الخليج» جويدو دامياني.
* ما الذي تعنيه الذكرى المئوية بالنسبة لك شخصياً، ولعائلة دامياني ككل؟
– إن مرور مئة عام يمثل علامة فارقة عظيمة، فهو عام عاطفي ومثير بالنسبة لنا. وفوق كل هذا، فقد مرت مئة عام من الشغف والتقاليد والحرفية والإبداع. وقد ترجمت كل هذه القيم في مجموعة خاصة من المجوهرات الراقية، ومعرض خاص يجوب العالم منذ شهر مارس. آمل أن نتمكن من نقل نفس الشعور بالفرح والإثارة، والفخر، إلى ضيوفنا المميزين.
* أخبرنا بالمزيد عن الرؤية وراء المعرض، واختيار القطع؟
-عندما قررنا الاحتفال بهذه الذكرى، تساءلنا عن أفضل طريقة. بالتأكيد تتطلب هذه اللحظة الكبرى حفلاً، مثل الذي نظمناه بميلانو في مارس، لكنه لم يكن كافياً، فقد كنا بحاجة إلى شيء أكثر مغزى لرواية قصتنا. نحن صائغون، لذا فإن أفضل طريقة هي تصميم مجموعة فريدة من المجوهرات. يتحدث عنوان المعرض عن نفسه، دامياني 100 100X إيتالياني: 100 جوهرة، 100% إيطالية. فهذه مجموعة مكونة من مئة قطعة فريدة، مصنوعة من أحجار رائعة ونادرة، تحتوي على جوهر «Damiani» الحقيقي. ومن الصعب تصديق عدد الخطوات المتضمنة في صنع جوهرة محددة. وكما ذكرنا، يتميز المعرض بـ100 جوهرة، مع أحجار كريمة خاصة، كل منها أجمل من الأخرى. والأكثر تمثيلاً هو الياقوت، الذي يزيد وزنه عن 100 قيراط، بلون أزرق شديد الكثافة. وهناك حجر جميل آخر، وهو زمرد كولومبي عيار 64 قيراطاً بلون أخضر ساطع عميق. كما اخترنا أحجاراً جميلة أخرى، مثل العديد من الألماسات ذات الألوان الفاخرة، كالوردي، والأصفر، والبرتقالي، فلدينا تقريباً جميع الألوان الموجودة في عالم الألماس. لقد كنا محظوظين بما يكفي لوجود بعض هذه الأحجار في أرشيف عائلتنا. ومع ذلك، فإن البحث عن جميع الأحجار الأخرى كان عملية طويلة، أجراها أخي جورجيو، وفريقه من الخبراء. ولندرة هذه الأحجار الكريمة، التي تلخص خبرتنا الحرفية وإبداعنا، فقد جلبنا قطعاً فريدة لا يمكن تكرارها، وأعتقد أن هذا أيضاً عنصر رئيسي آخر للمعرض (التفرد). وتم افتتاح المعرض لأول مرة خلال مارس 2024، في «غاليري دي إيطاليا» في ميلانو، أحد أرقى المتاحف في ميلانو. وبدءاً من أبريل، سافرت هذه المجموعة الخاصة حول العالم، فاحتفلنا في طوكيو وسيؤول وهونغ كونغ، من بين مدن أخرى، وعرضناها لأول مرة في دبي، لأصدقائنا ومعجبينا المحليين الأعزاء، في تحية منا لتاريخنا الممتد على مدى مئة عام؛ ليستشعروا جمال هذه القصة المكونة من العائلة والحرفية والإبداع والعاطفة، والقيم الإيطالية الشاملة، التي حافظنا عليها، دائماً، كعائلة ودار.
* ما القطع، التي تحمل أهمية خاصة.. لك، ولتاريخ «دامياني»؟
– أشعر بأن هذه المجوهرات الخاصة مثل الأطفال بالنسبة لنا، ولا تُسأل أبداً من طفلك المفضل؟!.. بعيداً عن المزاح، هي كلها مذهلة بالنسبة لي، فهي مئة تحفة أصلية، مصنوعة من أندر الأحجار، جاءت إلى الحياة من خلال عمل إبداعي من قِبَل صائغي الذهب لدينا في «فالينزا». وتم اختيار جميع الأحجار الكريمة من قبل أخي جورجيو شخصياً، وفريقه. وبعضها يأتي من أرشيف عائلتنا، والبعض الآخر تم البحث عنه خصيصاً لهذا المشروع، وهي عملية استغرقت ما يقرب من عامين. لقد ابتكرنا شيئاً فريداً، ونحن فخورون جداً به. وترمز هذه المجموعة إلى تراث عائلتنا، وهي شهادة حية على قرن من التفاني والحرفية. وبينما لا أستطيع اختيار جوهرتي المفضلة، يمكنني أن أقدم لكم واحدة من أكثر القطع تميزاً، وتشكل محور المعرض هنا في دبي، نظراً لثمن وندرة الأحجار الكريمة التي تصنع منها، وتقنيات صناعتها، وهي قلادة «مارغريتا ديزرت غاردن»، التي تحتوي على ألماسة فاخرة مقطوعة على شكل قطرة تزن أكثر من 20 قيراطاً، ولونها بني غامق مائل إلى الأصفر. إنها مذهلة بكل بساطة. فـ«مارغريتا» تصميم نهتم به بشكل خاص، لأن جدي صممه في الأصل؛ تكريماً للملكة مارغريتا من سافوي، أول ملكة لإيطاليا.
* كيف تحافظ الدار على قيمها التقليدية، وتتكيف مع الاتجاهات الحديثة؟
– إن تحقيق التوازن بين القيم التقليدية والاتجاهات الجديدة ليس بالأمر الصعب بالنسبة لنا، لأن الابتكار شيء ورثناه، وهو جزء من أسلوبنا الفريد. ونحن نستمر في تمييز أنفسنا ليس فقط بتقاليدنا وجودتنا، ولكن أيضاً بقدرتنا على الابتكار. في الواقع، الإبداع والابتكار والتقاليد كلها جزء من تراثنا. وقد تبدو هذه القيم بعيدة، لكنها يمكن أن تتعايش. فلطالما كان لدينا احترام عميق لأصولنا، وهذا لم يمنعنا أبداً من الإبداع والتجريب. ويمكن ملاحظة مدى الإبداع والابتكار المتجذرين لدينا. وبالنظر إلى تصاميم جدي الأصلية، فإن «مارغريتا»، كمثال، من أقدم تصاميمنا، لكن خطوطها لا تزال حديثة جداً ومعاصرة. كان والدي صاحب رؤية أيضاً: فقد علمنا أن ننظر دائماً حولنا، ونلاحظ، ونكون فضوليين، لفهم ما يحبه الناس، دون المساس بنزاهتنا. ويمكن أن تجد نفس الروح أيضاً في أحدث مجموعات المجوهرات الفاخرة، مثل «Belle Epoque Reel»، وهي لمسة أكثر حداثة على مجموعة «Belle Epoque»، إحدى مجموعاتنا الأيقونية على مر العصور؛ فنحن نبني على تاريخنا، ولا نمحو الماضي.
* كيف أثر الانتقال، عبر ثلاثة أجيال، على اتجاه الدار؟
– لقد جلب كل جيل شيئاً جديداً إلى إرث «دامياني»، واتجاهها المستقبلي، لكن الأسلوب الخاص والقيم الأساسية للدار ظلت كما هي منذ البداية، ونحن حريصون للغاية على حمايتها، دون أي تنازلات. بدأت رحلتنا مع جدي إنريكو، الذي سرعان ما جعلته مهاراته كصائغ ماهر نقطة مرجعية بين العائلات النبيلة المتميزة، التي اعتمدت عليه في صنع مجوهراتها الأكثر تميزاً. وخلفه والدي داميانو، وأعطى عقله الإبداعي والرائد دفعة ابتكارية قوية للشركة. وهكذا أصبحت «دامياني» علامة تجارية، تغزو جمهوراً دولياً متزايداً، بتصميماتها المبتكرة وحملاتها الاتصالية التي تضم نجوم السينما العالميين. كما تعلمون، كان والدي من أوائل من قاموا في هذه الصناعة بحملات مع المشاهير الدوليين. وبعد وفاته المأساوية في حادث سيارة، انتقلت الشركة إليّ، وجورجيو وسيلفيا الجيل الثالث. تهتم سيلفيا بجوانب الصورة والاتصال للمجموعة؛ ويشرف جورجيو على التوجيه الإبداعي والإنتاج وسلسلة التوريد، بينما أشرف أنا، بصفتي رئيساً للشركة، على جميع الأنشطة الاستراتيجية، المتعلقة بالأعمال. وتحت قيادتنا (نحن الثلاثة)، نمت الشركة كثيراً، وتطورت كشركة عالمية، مع فروع في جميع أنحاء العالم. إن الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيسنا يجعلنا فخورين للغاية، وأعتقد أن آباءنا وأجدادنا كانوا سيشعرون بالفخر أيضاً. لكنني أرى أن الحدث الأكثر أهمية لم يأتِ بَعْدُ، لأننا نخطط بالفعل للمستقبل، وللمئة عام القادمة.
* كيف تنظر إلى مسؤولية حمل إرث عائلتك قدماً؟
– إنها مسؤولية عظيمة، تأتي مع أعظم الفرح، وأعظم الفخر. فمنذ أن كنت طفلاً، كنت أنظر إلى والديّ كقدوة، وأتخيل دائماً السير على خطاهما في هذه المهنة المثيرة. كان منزلنا يقع فوق مكاتب الشركة مباشرة، لذلك اعتدت أنا وإخوتي النزول إلى الطابق السفلي، واللعب بين الألماس والذهب والأحجار الكريمة. أود أن أقول: إننا ربما لم نولد من أجل هذا، لكننا بالتأكيد تربينا من أجله؛ لأننا كنا جزءاً منه، منذ أن كنا أطفالاً، لقد نشأنا على قيم وتقاليد معينة، لا يمكننا أن نندم عليها. ونستمر في تكريم هذه التقاليد من خلال بذل قصارى جهدنا؛ لتعزيز القيم التي علمنا إياها آباؤنا، ومن قبلهم جدنا. ولكي أكون أكثر دقة، أعتقد أنني كنت قد بلغت الخامسة والعشرين من عمري للتو؛ عندما بدأت أدرك أن هذه الوظيفة لم تكن مجرد ما وصفه والدي بأنها أفضل وظيفة في العالم، بل كانت أيضاً وظيفة تنطوي على قدر كبير من المسؤولية. فكل جوهرة محفور عليها ليس فقط اسم العلامة التجارية «Damiani»، بل وأيضاً اسمي وأسماء إخوتي ووالدي وجدي، وقبل كل شيء أسماء أطفالي، وأحفادي، في المستقبل.
* ما الدور الذي يلعبه سوق الخليج في استراتيجية «دامياني» العالمية اليوم؟
– إنه يلعب دوراً أساسياً بالفعل. لقد قررنا إحضار مثل هذا المعرض الخاص والعاطفي هنا في دبي. علاوة على ذلك، قررت العيش هنا مع عائلتي منذ بضع سنوات، فهناك العديد من فرص النمو المحتملة لـ«دامياني» في المنطقة. ويقدر الناس، هنا، الجودة والفن والثقافة والأصالة. و«دامياني» هي كل هذا وأكثر من ذلك بكثير! لدينا العديد من خطط التوسع المثيرة، فبينما افتتحنا، مؤخراً، متجراً في مدينة الكويت، وآخر في الدوحة، سنصل قريباً إلى الرياض بمتجر جميل، وسيكون هناك المزيد.. سترون!
* كيف ترى مستقبل «دامياني»؟
– إن الذكرى المئوية لحظة مهمة للاستمتاع بالإنجازات، التي تحققت حتى الآن، لكنها أفضل لحظة للتفكير في الخطوات التالية، والتخطيط لمستقبل «دامياني»؛ لأننا نريد أن تظل الدار ذات صلة بالسنوات القادمة، عندما تنتقل إلى الجيل الرابع. كذلك، لدينا العديد من المشاريع المثيرة، التي لا يمكنني الكشف عنها بَعْدُ، فنحن نحب مفاجأة معجبينا. بشكل عام، يمكنني القول بأن «دامياني» ستواصل النمو على نطاق عالمي، كعلامة تجارية وكمجموعة، مع الالتزام دائماً بقيمها الأساسية، دون أي تنازلات.