إعداد: معن خليلسيكون النجم النرويجي إيرلينج هالاند (21 عاماً) مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني هو نجم «الميركاتو» الصيفي القادم لعام 2022، بعدما كشفت وسائل إعلام عن قرب انتقاله إلى مانشستر سيتي مقابل نحو نصف مليون يورو في الأسبوع.ولم يكن لهالاند أن يصل للنجومية التي وصل إليها لولا العامل الوراثي الذي انتقل من والده إليه، هذا عدا عن اعتناء العائلة به ليصبح نجم كرة قدم، فوالده ألف كان لاعباً مشهوراً أيضاً ولعب في صفوف مانشستر سيتي 3 سنوات من عام 2000 حتى 2003 بعد مغادرته ليدز يونايتد.ويملك ألف والد اللاعب الموهوب سيرة ذاتية في الدوري الإنجليزي، وهو بدأ مسيرته في إنجلترا مع نوتنجهام فوريست عام 1993، ثم ليدز يونايتد في 1997، قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي.والد النجم النرويجي كان يلعب كمدافع على عكس ابنه المهاجم، وسبق له أن لعب مع النرويج في كأس العالم، ولعب خلال مسيرته مع المنتخب والأندية 259 مباراة سجل خلالها 36 هدفاً.وهناك العديد من المشاهير الذين عرفوا طريق النجومية إما بوراثة عائلية أو بفضل اعتناء آبائهم بهم، ولم تخرج صحيفة «أوليه» الأرجنتينية عن الواقع عندما عنونت في 2015 «رحيل والد كرة القدم»، للإشارة إلى وفاة «دون دييجو» أب أسطورة كرة القدم الراحل دييجو أرماندو مارادونا، ذلك أن الأب لعب دوراً محورياً في تألق ابنه الذي يعد أحد أبرز من أنجبتهم اللعبة المستديرة على مر تاريخها.لم يكن «دون دييجو» وهو الاسم الذي اشتهر به في الأرجنتين تقديراً من شعب «بلاد الفضة» لمن أنجب أشهر لاعب كرة قدم فيها، الوحيد من الآباء الذين لعبوا دوراً مهماً في تألق كبار نجوم اللعبة، حيث كان لوالد بيليه والفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي نيمار والإيطالي باولو مالديني والهولندي دينيس بيركامب والإسباني راؤول جونزاليس حضور مميز في مسيرة الأبناء ليصلوا إلى ما وصلوا إليه، من خلال الأخذ بيدهم في بداية مشوارهم وكانت نصائحهم حاضرة دائماً وكذلك تضحياتهم، ولاسيما أن معظمهم أتى من بيئة فقيرة.بالنسبة لـ«دون دييجو» فهو وقف بجانب ابنه مارادونا في كل أزماته ولاسيما عندما عانى إدمان المخدرات والكحول، وكذلك في نجاحاته منذ أن تألق وهو في سن الثامنة من عمره مع فريق بيا فيوريتو واكتشفه فرانسيس كورنيخو مكتشف المواهب في أرجنتينوس جونيورز النادي الذي أطلق شهرته.وكان والد مارادونا فقيراً ويعمل في مصنع وانتقل من مدينة لاسكينا شمالي شرقي الأرجنتين إلى العاصمة بوينس آيرس التي ولد فيها نجله الأول دييجو عام 1960، وقد رعى موهبته وكان لا يفارقه أبداً في كل مبارياته سواء في الأندية التي لعب لها أو المنتخب، إلى درجة أنه كان يطهو للاعبين الأكلات التي يفضلونها، فاكتسب حبهم كما هي حال ابنه مارادونا الذي ظل يعتني بوالده حتى وفاته في 2015 وهو الذي قال عنه في كتابه «أنا دييجو»: كان أبي رجلاً عظيماً وبفضله لم أعرف طعم الجوع، إذا أردت تقييمه فأقول إنه فعلاً أفضل شخص قابلته في حياتي.دموع ومعجزةوبالنسبة للبرازيلي بيليه فقد كان الوضع مختلفاً له، ذلك أن والده دوندينهو كان لاعباً معروفاً، وسبق له أن سجل خمسة أهداف برأسه في مباراة واحدة، وهو الأمر الذي لم يستطع الابن فعله رغم تصنيفه أنه ملك كرة القدم على مر عصورها.وقد كانت دموع والد بيليه بعد خسارة البرازيل نهائي مونديال 1950 هي المحفزة للابن لكي يثأر لها عام 1958 في طريقه إهداء منتخب «السامبا» أول كأس عالم في تاريخه، لذلك فإن بلدية ولاية ميناس جيرايس حيث عاش «الملك» لم تخطئ عندما كشفت عام 2012 عن تمثال للنحات ألفونسو بارا يجمع الوالد مع ابنه، وكأنه يعلمه كرة القدم.اللافت أن الوالد دوندينهو الذي كان لاعباً مميزاً في فريق أتلتيكو آمن دائماً أن ابنه سيصبح نجماً وهو قال عندما أبصر بيليه النور «سوف يصبح لاعب كرة قدم»، لذلك كان هو أول من علمه أصولها رغم رفض الوالدة التي لم تكن ترغب أبداً بأن يصبح لاعب كرة قدم مثل والده الذي وصفه بيليه بأنه كان لاعب كرة جيداً وهدافاً وبارعاً بضربات الرأس».وأكد بيليه في كتاب سيرته الذاتية أنه يرى في كون والده لاعب كرة قدم نقطة الانطلاقة الحقيقية في مسيرته إذ كان مثل الكثير من الأطفال يريد تقليد والده الذي كان يسجل الكثير من الأهداف وينتزع إعجاب الجميع.ويكشف بيليه أيضاً «لم أكن أحلم بأن ألعب ذات يوم باسم البرازيل أو أن أفوز بكأس العالم، لاشيء من هذا كله وإنما كنت أكرر دائماً لأصدقائي: ذات يوم سأكون جيداً في اللعب مثل أبي».لكن كل شيء تغير بعد مونديال 1950 الذي خسرته البرازيل أمام الأوروجواي، حيث كان بيليه في سن العاشرة من عمره عندما رأى والده المرتبط به كثيراً يبكي ليقول له «لا تبكي يا والدي ولا تقلق، سوف أفوز لك بهذه الكأس في أحد الأيام».واللافت أن بيليه أوفى بوعده لوالده ولم تمض سوى ثمانية أعوام حتى كان يقود البرازيل لنيل لقب مونديال 1958 الذي أقيم في السويد ثم كرر ذلك عامي 1962 و1970، كما حقق نجاحات مذهلة مع ناديه سانتوس ليصبح بعد ذلك ملك كرة القدم.لاعب آخر من الأساطير يدين بالفضل فيما وصل إليه لوالده وهو الفرنسي من أصول جزائرية زين الدين زيدان الذي عد ضمن أفضل من أنجبتهم اللعبة، وأبرز من عرفهم منتخب «الديوك» بعدما قاده للقبه الوحيد في كأس العالم خلال نسخة عام 1998.ولد زين الدين عام 1972 في مدينة مرسيليا الفرنسية بعدما هاجر والده إسماعيل إليها مبكراً قادماً من بلده الأول الجزائر، وبدأ الطفل الذي لعب لاحقاً لناديين كبيرين في أوروبا هما يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني مداعبة الكرة منذ صغره وهو حافي القدمين، لكن والده أهداه بعد ذلك حذاءه الرياضي الأول.ولم يكن اقتناء حذاء رياضي بالأمر السهل بالنسبة لزيدان فهو في سن الـ 14 من عمره طلب من أبيه شراءه له، وكان والده آنذاك يمر بضائقة مالية، ولكنه كان لا يرد طلباً لأبنه المدلل لذلك عمل بجد طيلة الشهر حتى يحقق طموح ابنه.ويروي زيدان أنه عندما انتعل الحذاء أصبح أسعد من في الأرض، قبل أن يتذكر كلام والده الذي جعله بعد ذلك أفضل لاعب في العالم وذلك حين طلب منه أن يكون مثل الفرنسي الأسطورة ميشيل بلاتيني.كان بلاتيني في ذلك الوقت أفضل لاعب فرنسي، لكن زيدان لم يكن يعتبره مثله الأول، حيث كان معجباً جداً بالنجم الأوروجوياني انزو فرانشسيسكولي الذي كان محترفاً في فرنسا، ودارت الأيام وانتقل زيدان للعب مع فريق كان وخاض أول مباراة له في مواجهة نادي مرسيليا القوي آنذاك وقد تألق فيها بشكل لافت وهو ما جعل الوالد إسماعيل يذهب مسرعاً إلى البيت ليخبر زوجته مليكة بما حصل، فبكيا معاً من شدة الفرح.ومما لا شك فيه أن إسماعيل لعب دوراً في حياة زين الدين الذي روى في فيلم وثائقي كيف أنه عندما سجل هدفين في نهائي مونديال عام 1998 أمام البرازيل فكر كثيراً في والده وقال له «كم هو جميل التاريخ»، قبل أن يغرق في دوامة من الدموع.نيمار ونيمارولأنه لاعب كرة قدم سابق فإن نيمارداسيلفا هو صاحب الفضل الأكبر في ما وصل إليه ابنه نيمار جونيور نجم منتخب البرازيل ونادي باريس سان جيرمان حالياً.والد نيمار اكتشف موهبة نجله باكراً ولهذا السبب انتقل إلى بلدة سان فيسنتي القريبة من جارديم غلوريا في ساوباولو ليساعد ابنه على الانضمام إلى فريق البلدة المحلي، والذي مهد له الطريق لاحقاً للالتحاق في سن الـ 13 من عمره بنادي سانتوس الشهير.ومازال نيمار الأب يحظى بثقة الابن ويعمل مستشاراً له في كل أموره الكروية والمالية ويعيد سبب ذلك «أبي وقف بجانبي منذ كنت صغيراً، وهو اهتم بكل أعمالي وجعلني أركز فقط على كرة القدم».أسطورة إسبانيا وريال مدريد السابق راؤول جونزاليس يدين بالفضل لوالده أيضاً الذي اعتنى به منذ صغره وكان يحاول تسجيله في أحد فرق ضاحية سان كريستوبال في مدريد ولكن في كل مرة كان يقابل طلبه بالرفض لصغر سنة، حيث لم تكن الأندية تقبل أطفالاً أقل من 13عاماً.ولجأ والد راؤول إلى الكذب بشأن عمر ابنه وجعله يرتدي ملابس فضفاضة و«نظارة» ليبدو أكبر سناً، وقد نجحت الخطة وتم قبوله في فريق محلي، ومن هناك لفتت موهبته أنظار نادي أتليتكو مدريد الذي سعى وراء التعاقد معه، وكان ذلك سهلاً بسبب علاقة مسؤولي النادي الجيدة بوالده المشجع المتعصب لـ«الأتلتي».قدم راؤول عروضاً خرافية في عامه الأول مع شباب أتليتكو وأحرز 65 هدفاً وقاد فريقه لبطولة إسبانيا دون هزيمة، وتم تصعيده إلى فئة أكبر قليلاً لكن ذلك لم يمنعه من التميز أيضاً، وحدث أن قرر رئيس النادي خيسوس جيل تسريح كل فرق الناشئين بسبب أزمة مالية حسب وصفه ليظل راؤول دون فريق حتى عام 1992 إلى أن انضم إلى نادي ريال مدريد ليبدأ مشواراً طويلاً معه، ويتحول إلى أسطورة ريال مدريد وإسبانيا، وكل ذلك بفضل رعاية الوالد.وإذا كانت هولندا تعتبر يوهان كرويف وفان باستن ورود جوليت أفضل من أنجبتهم كرتها، فإنه لايمكن إغفال دينيس بيركامب من قائمة العظماء بعد تألقه إن كان مع فريقي أياكس أمستردام وأرسنال أو المنتخب «البرتقالي».ولعب والد بيركامب دوراً في حياته الكروية منذ اللحظة الأولى لولادته في 10 مايو /أيار عام 1969 عندما سماه دينيس تيمناً بالإيرلندي دينيس لو مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي السابق، على أمل أن يصبح نجله أحد أبرز نجوم كرة القدم.وكان والد بيركامب لاعب كرة قدم أيضاً لكن الفرق التي لعب لها كانت من الهواة، وهو من أقنع ابنه لاحقاً للعب مع نادي أياكس أمستردام الشهير في سن 11 من عمره حيث قام الأسطورة يوهان كرويف بتصعيده للفريق الأول عام 1986 ليبدأ منذ ذلك التاريخ رحلة التميز التي قادته للعب مع فريق إنتر ميلان الإيطالي لفترة قصيرة ومن ثم أرسنال الذي صنع معه مجداً لا يضاهى، ويعد حتى الآن أحد أفضل من لعب لفريق «المدفعجية».ولا يمكن فصل فضل الأب تـشيزاري مالدينــي على ابنه باولو الذي أصبح أفضل ظهير أيمن عرفه نادي ميلان والكرة الإيطالية طوال تاريخه، ذلك أن والد اللاعب والمدرب السابق الشهير والذي خاض تجارب ناجحة مع عدة أندية أدخل ابنه مبكراً في مدرسة ميلان للكرة وكانت أول نصيحة وجهها له «هنـاك من سـوف يسـعـى إلـى التـشويش علـيك لأنـني قمت بمساعدتـك لدخول الفريق، وإذا أردت أن تسـكت الجمـيـع عليك فـرض نـفسك كـلاعـب ممتـاز».باولو استمع إلى النصيحة جيداً وأصبح بعد ذلك علامة فارقة في تاريخ نادي ميلان بعدما قدم له على مدى 25 عاماً الكثير منها 26 بطولة، كما حقق أرقاماً شخصية منها أنه أكثر من لعب للفريق على الإطلاق.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version