أداء استثنائي لنجوم سيتي على استاد الاتحاد
متابعة: ضمياء فالحفي واحدة من أبرز مباريات قبل نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم وأجملها، فاز مانشستر سيتي 4-3 ذهاباً على ضيفه ريال مدريد في قمة ممتعة ومثيرة في استاد الاتحاد.وشهدت المباراة العديد من الفرص، وسط إيقاع سريع من الجانبين، والكثير من لحظات الإبداع الفردية، لينال سيتي أفضلية قبل خوض مباراة الإياب في ملعب سانتياجو برنابيو في مدريد الأسبوع المقبل.وتقدم سيتي بهدف بعد مرور 94 ثانية، وهو أسرع هدف في قبل نهائي دوري الأبطال، والأسرع في تاريخ سيتي، عن طريق ضربة رأس من صانع اللعب كيفن دي بروين، بعد كرة عرضية متقنة من رياض محرز.وأضاف سيتي الهدف الثاني في الدقيقة 11 بواسطة البرازيلي جابرييل جيسوس، الذي سجل أربعة أهداف في الجولة الماضية للدوري الإنجليزي؛ حيث استحوذ على تمريرة عرضية من دي بروين قبل المدافع ديفيد ألابا وأطلق تسديدة قوية داخل الشباك.وهذه أول مرة يستقبل فيها ريال بطل أوروبا 13 مرة هدفين متتاليين بهذه السرعة في دوري الأبطال، وبدا أنه قد يستقبل المزيد.وواصل سيتي الضغط وفرض سيطرته التامة على ريال، لكنه أهدر فرصتين سهلتين بواسطة محرز وفيل فودن.واستشاط جوارديولا غضباً بعد إهدار فرصة محرز، وكأنه يدرك أن سيتي سيدفع الثمن لاحقاً بعدما حاول ريال العودة إلى أجواء اللقاء.وقلص ريال الفارق عن طريق سلاحه التقليدي وهو كريم بنزيمة؛ حيث قابل المهاجم الفرنسي المتألق تمريرة عرضية من فيرلان مندي وحولها بلمسة ماهرة داخل الشباك في الدقيقة 33.وأعاد سيتي فارق الهدفين بعد الاستراحة بثماني دقائق بعدما انطلق البديل المخضرم فرناندينيو، الذي شارك بدلاً من المصاب جون ستونز في مركز الظهير الأيمن، وأرسل كرة عرضية حولها فيل فودن بسهولة إلى داخل الشباك من مدى قريب.لكن بعد دقيقتين فقط، انطلق فينيسيوس جونيور من الجانب الأيسر، وراوغ فرناندينيو بلمسة ساحرة، وتوغل بسرعة داخل منطقة الجزاء وقلص الفارق من جديد لتصبح النتيجة 3-2.وتردد دفاع ريال مدريد بعدما سقط أولكسندر زينتشنكو أرضاً على حافة المنطقة، لكن زميله برناردو سيلفا استحوذ على الكرة وأطلق تسديدة قوية في الزاوية العليا لتيبو كورتوا حارس ريال مدريد ليعزز تقدم سيتي في الدقيقة 74.وبقيت الإثارة حاضرة؛ حيث لمس المدافع إيمريك لابورت الكرة بيده داخل المنطقة، ليسجل بنزيمة هدفه الشخصي الثاني من ركلة جزاء ساقطة على طريقة بانينكا قبل ثماني دقائق من نهاية الوقت الأصلي.وتغنت الصحافة العالمية بالمباراة المثيرة، وتحدثت عن أن «لا شيء يضاهي مباراة جميلة»، فالمتعة بأهداف سيتي المبكرة والرد من ريال مدريد جعلها وفق الصحف «أكثر المباريات تشويقاً في نصف نهائي البطولة في السنوات الأخيرة».وعلق النجم الإنجليزي السابق جاري لينيكر: «يا له من إياب مجنون ! 7 أهداف كان سيتي ليفعلها ويطيح بالريال، لكن الأخير تمسك بأمل وخسر بفارق هدف. متلهف جداً للإياب وربما تكون الإثارة أكبر في البرنابيو الأسبوع المقبل».ووصف المشجعون المباراة مع وجود أخطاء دفاعية من الجانبين ومهارات هجومية رفيعة المستوى من الفريقين بـ«كل ما يمكن أن تحلم به في مباراة تنافسية».ولم تكن المباراة حصراً على مشجعي سيتي الذين حضروا بقوة وحملوا أعلام الفريق ولافتة كبيرة للمدرب الإسباني بيب جوارديولا ولا على مشجعي الريال الذين أتوا لمدينة مانشستر؛ بل لجميع عشاق اللعب الجميل وعلق أحد المشاهدين: «بطولة دوري أبطال أوروبا هي أفضل بطولة تستمتع بمشاهدتها وأنت على الحياد، جنون مطبق»، ووصفها آخر بـ«مباراة كهذه بين سيتي وريال مدريد، قمة كرة القدم».

تحسر جوارديولا
وعلى الرغم من تحسر جوارديولا وردة فعله الدراماتيكية على إهدار نجمه الجزائري رياض محرز فرصة ذهبية لتوسيع الفارق بعد تفضيله التسديد على الشباك من زاوية ضيقة بدلاً من التمرير لزميله فودن الحر من المراقبة، فإن الصحافة البريطانية شددت على أن أمسيات كهذه وقرب قدوم النرويجي ايرلينج هالاند تمنح المدرب أسباباً كثيرة للبقاء في سيتي لسنوات طوال قادمة وكتب مراسل الديلي ميل: «ريال مدريد، أكثر الأندية نجاحاً في أوروبا ومتصدر الليجا بفارق 15 نقطة عن أقرب منافسيه يتعرض لهزيمة بشكل جميل ومثير من سيتي ولولا الإخفاق في إنهاء بعض الهجمات لكان فارق خسارة الريال أكبر لأن سيتي كان الطرف الأفضل في جميع دقائق المباراة. هذا فريق بناه جوارديولا وسيتطور أكثر وسيكون أكثر حكمة ومهارة عندما ينضم إليه هالاند الموسم المقبل. الـ20 دقيقة الأولى من المباراة قدمت لجوارديولا دليلاً كافياً لإقناع جوارديولا بتمديد بقائه».

عبقرية دي بروين
وأثنت الصحافة على عبقرية البلجيكي كيفن دي بروين بعد تسجيله أسرع هدف في نصف نهائي البطولة وعلى البرازيلي جيزوس صاحب الهدف الثاني وعلى شجاعة فيل فودن والبرتغالي بيرناردو سيلفا اللذين سجلا هدفي سيتي الآخرين فيما كانت المباراة للنسيان للحارس إيدرسون وبدرجة أقل رياض محرز الذي تلاعب بدفاع ريال مدريد، لكنه فشل في التسجيل.وعلق فودن نجم سيتي: «كانت مباراة كبيرة بالنسبة للمشجعين، واجهنا فريقاً فاز بلقب أوروبا مرات عديدة ويعاقبنا كلما خسرنا الكرة وعلينا الحرص في هذا الجانب في مباراة الإياب. كانت مباراة كبيرة وبدأناها بشكل رائع وكان يمكننا القضاء عليهم تماماً».وأيد بيرناردو سيلفا ما ذهب إليه زميله وقال: «بصراحة، كنا الأفضل في الـ20 دقيقة الأولى. ضغطنا بشكل رائع وسيطرنا وخلقنا فرص تسجيل. كان يمكن أن نفوز بفارق كبير، لكن للأسف لم نتمكن من استغلال أفضلية تقدمنا بهدفين مبكرين. إنها بطولة دوري أبطال أوروبا وواجهنا واحداً من أفضل الفرق في العالم، النتيجة جيدة ويجب أن يشعر مشجعونا بالفخر لأدائنا».

في المقابل، قال النجم الفرنسي كريم بنزيمة، الذي أنعش آمال الريال بعد تقدم سيتي بهدفين، بتسجيله هدفاً قبل نهاية الشوط الأول: «الهزيمة ليست شيئاً جيداً على الدوام، لكن الأهم أننا لم نستسلم وكافحنا حتى النهاية. الآن علينا أن نلعب في البرنابيو وسنحتاج مشجعينا أكثر مرة على الإطلاق وسوف نقدم شيئاً ساحراً كي نفوز».وقلب الريال خسارته في ذهاب دور الـ16 من البطولة بهدف أمام باريس سان جيرمان إلى فوز 3-1 بهاتريك بنزيمة على البرنابيو، وسجل هدفاً في الوقت الإضافي ليقصي تشيلسي في إياب ربع النهائي أيضاً في البرنابيو أيضاً، وسيحتاج إلى تكرار الإنجاز الأسبوع المقبل.ورجح الألماني مسعود أوزيل ختام موسم بنزيمة الرائع ( 14 هدفاً حتى الآن في أوروبا ) بجائزة الكرة الذهبية فيما قال عنه زميله فينيسيوس: «ماذا يمكن أن نقول عن كريم بنزيمة؟ إنه لاعب كبير وأخي وآمل أن ينهي موسمه بكرة ذهبية بعد حصد لقب الليجا ولقب أوروبا». وسجل بنزيمة بهدوء ركلة الجزاء أمام سيتي على طريقة بانينكا بعد هدره ركلتي جزاء أمام أوساسونا في 20 إبريل وعلق بنزيمة: «إذا لم تنفذ أبداً ركلة جزاء فلن تهدر واحدة مطلقاً، لدي ثقة عالية بنفسي».وأكد أنشيلوتي مدرب الفريق عدم تغييره منفذ ركلات الجزاء وقال: «لم نفكر مطلقاً في تغيير منفذ ركلات الجزاء. لدينا ثقة كاملة بكريم. فوجئت بعض الشيء بطريقة تنفيذه الركلة، لكن شخصيته هي هكذا وينفذ الركلات بشكل استعراضي. توقع الحارس أن يسدد إلى اليمين، لكن كريم سددها لوسط الشباك. لدينا ثقة كبيرة به وأتطلع للفوز بسحر البرنابيو في الإياب».وعلق مشجع لبرشلونة على ركلة جزاء بنزيمة: «أكثر ركلات الجزاء بروداً في أكبر لحظة»، وعلق مشجع آخر: «بارد كالثلج» و«ركلة جزاء قذرة».وكشف رودريجو نجم الريال البرازيلي عن تدرب كريم على ركلة الجزاء طوال الأسبوع الماضي في ملعب التدريبات وأضاف: «معظم من كان في دكة الريال كانوا يعرفون كيف سيسدد وكيف سينقذ الفريق».ومازح أنشيلوتي الصحافة الإنجليزية عندما سئل عن الألماني أنتونيو روديجر مدافع تشيلسي الذي وافق مبدئياً على الانتقال لريال مدريد وقال: «أنتونيو روديجر، من هذا؟ هو لاعب في تشيلسي، لا يزال لاعب تشيلسي ولا أستطيع قول شيء عنه».وعلقت الصحافة «فينيسيوس ينهي مسيرة فيرناندينيو» وذلك بعد تلاعب نجم الريال بمواطنه قبل تسجيله هدفاً رائعاً بمجهود شخصي. وشارك فيرناندينيو بعد تعرض جون ستونز لإصابة وبعد دقائق من تمريرته الحاسمة لفودن تعرض لخدعة من مواطنه فينيسيوس الذي مرر الكرة بين قدميه وهرب بها نحو الشباك.

أنشيلوتي: سان جيرمان هدد بطردي
من جهته، كشف الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد عن تجربته في نادي باريس سان جيرمان والذي تولى تدريبه 18 شهراً وغادره في صيف 2013 وقال: «حصلت على الوظيفة بفضل المدير الرياضي ليوناردو، لاعبي السابق، وكان النادي للتو بملكية قطرية. أعجبني المشروع وبدأت أغير نظام التمرينات لأن اللاعبين في فرنسا يأتون قبل نصف ساعة من الموعد ويغادرون بعد نصف ساعة، كنت سعيداً بالمشروع، لكن في العام الثاني لم تكن الإدارة سعيدة بعملي. تأهلنا للتو في بطولة دوري أبطال أوروبا ثم خسرنا 1-2 أمام نيس قبل أن نفوز على ايفيان 4- صفر، لكن قال لي المسؤولون، إذا خسرت أمام بورتو سنطردك،. قلت لهم: كيف تقولون لي هذا؟ ما تقولونه يكسر الثقة بيننا لذلك قررت الرحيل في فبراير على الرغم من رغبتهم في بقائي وتمديد عقدي».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version