الشارقة: ضمياء فالحلم يكن طريق النيجيري فكتور أوسيمهن، مهاجم نادي نابولي الإيطالي، مفروشاً بالورود قبل الشهرة الأوروبية. وعانى أوسيمهن (23 عاماً)، الذي سجل 16 هدفاً في 28 مباراة مع فريقه هذا الموسم في جميع المسابقات، من موت والدته عندما كان صغيراً وبعد فقدان والده لوظيفته اضطر هو وأشقاؤه الخمسة للمساعدة في كسب لقمة العيش ببيع عبوات مياه الشرب في شوارع لاجوس. ولم تمنع صعوبة العيش، الفتى الصغير من متابعة أيقونته دروجبا وكان يحرص على ارتداء قميص تشيلسي وهو يقف عند الإشارات المرورية لبيع الماء.يقول أوسيمهن عن والدته: «لا أتذكر السنة التي فقدتها بها لكن أتذكر الشهر، كان أكتوبر. كنت صغير السن وبعد 3 أشهر من وفاتها فقد والدي وظيفته، نزلنا للشارع وباع شقيقي صحف الرياضة وباعت شقيقتي البرتقال وأنا كنت أبيع عبوات المياه. كان علينا البقاء على قيد الحياة والصمود وكنا نتجمع في المساء ونعد ما حصلنا عليه من المال على الطاولة ونعطي جميع المبلغ لشقيقتنا الكبرى كي تشتري الطعام وتنظم احتياجات المنزل. جزء من حياتي كان محاولة البقاء على قيد الحياة وفي نهاية المطاف هذا هو ما أفعله يومياً الآن. من الصعب تصنيف كل التجارب لكن كل واحدة منها رسمت شخصيتي».ويشارك أوسيمهن في معاناته جميع اللاعبين النيجيريين، وقد جمع المال كي يستطيع دفع تكاليف دراسته ومن أجل توفير نفقات الملابس كان يذهب لأكبر مكب نفايات في إفريقيا كي يحصل على حذاء نايك ويقول: «نشأت في حي يقابله أكبر مكب نفايات وكنا نذهب أنا وأصدقائي كل جمعة أو أحد للبحث عن أحذية، كنا نبحث لساعات طويلة ونضحك لكن عندما أتذكرها الآن أشعر بأنها كانت كفاحاً مستمراً. أحياناً أعثر على الزوج الأيمن وأواصل البحث لساعات عن الزوج الأيسر للحذاء وأجد أنه من ماركة أخرى لكن شقيقتي كانت شاطرة في الخياطة».كان أوسيمهن يذهب لمقهى يعرض مباريات الكرة على شاشة تلفاز صغيرة لمشاهدة تشيلسي وحصل على فرصة في أكاديمية «ألتمايت سترايكرز» في لاجوس وهي أكبر منتج للمواهب المحلية. في 2015 وبعمر 15 عاماً فقط، تلقى أوسيمهن دعوة من لاعب برشلونة السابق إيمانويل أمونيكي للتدرب مع منتخب نيجيريا دون الـ17 عاماً وبعد مساعدة المنتخب للتأهل لمونديال دون الـ17 عاماً قاد هجوم نيجيريا في البطولة بتشيلي وفازت نيجيريا باللقب وهو بلقب الهداف (10 أهداف) كما فاز بجائزة الكرة الفضية التي تقدم لأفضل لاعب بالبطولة.اختار أوسيمهن الدوري الألماني رغم اهتمام الأندية الأوروبية بموهبته لأن نادي فولفسبورج لديه شراكة مع أكاديمية ألتمايت سترايكرز وعرضه كان الأفضل من الناحية المالية فقد كان متلهفاً لمساعدة عائلته ويقول: «عندما انتقلت لفولفسبورج لم أشتر أي شيء لنفسي من المكافأة، اشتريت فوراً منزلاً لوالدي في لاجوس وأعطيت المال لأشقائي وشقيقاتي وأصبحوا اليوم ناجحين في تجارتهم. أشعر بسعادة لأن لديهم ما يكفي من الطعام، ساعدوني دائماً ومن الطبيعي أن أغير حياتهم عندما سنحت لي الفرصة». عانى أوسيمهن في ألمانيا بسبب الإصابات وفيروس الملاريا وأعير لنادي شاريلوري البلجيكي بخيار تحويل الإعارة لصفقة دائمة في 2018. تألق وسجل 20 هدفاً في 36 مباراة واشتراه النادي البلجيكي مقابل 3 ملايين استرليني لكنه باعه بعد شهر واحد لنادي ليل الفرنسي مقابل 20 مليون استرليني بديلاً لنيكولاس بيبي المنضم لأرسنال. ضرب أوسيمهن بقوة في فرنسا وأصبح هدافاً لنادي ليل بـ18 هدفاً في جميع المسابقات، وبعد موسم واحد اقتنع نابولي أن هذا هو المهاجم الذي يبحث عنه فاشتراه مقابل 70 مليون استرليني ليكون أغلى لاعب كرة إفريقي في التاريخ عام 2020 وفقد أوسيمهن والده قبل بضعة أشهر من انتقاله لنابولي، لكنه شارك متابعيه بتغريدة بعد الصفقة وكتب:«أمي وأبي فخوران بي قطعاً، يمكنكم أن تراهنوا على أنهما معجبان جداً بالنموذج الذي أصبح عليه أوسيمهن».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version