حذرت روسيا الدول الغربية من أن إرسال أسلحة ثقيلة وأسلحة أخرى إلى أوكرانيا يشكل خطورة على الأمن الأوروبي، وسط مؤشرات متوالية على اتساع النزاع، بينما دوت انفجارات قوية قرب العاصمة كييف وأوديسا على البحر الأسود، التي ترجح التقديرات أنها ستكون الهدف التالي للقوات الروسية بعد السيطرة على إقليم خيرسون.
وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في معرض رده على خطاب وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، الذي حثت فيه حلفاء كييف على «تكثيف» الإنتاج العسكري لمساعدة أوكرانيا، وتوقعت أن الحرب قد تستمر 5 سنوات، أن «ضخ أي أسلحة إلى أوكرانيا، ومن بينها الأسلحة الثقيلة، إجراءات تهدد أمن القارة، وتثير حالة من عدم الاستقرار».
وجاء رد بيسكوف بعد ساعات على موافقة مجلس النواب الألماني بغالبية ساحقة على اقتراح بشأن تسليم أوكرانيا معدات عسكرية تشمل أسلحة ثقيلة، وبعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وصول أول دفعة مدافع من نوع هاوتزر إلى أوكرانيا.
ودعت روسيا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى التحقيق في اتصالات سرية مزعومة من قبل بعض مراقبي المنظمة في منطقة دونباس والأجهزة العسكرية والاستخباراتية الأوكرانية.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أثناء موجز صحفي أمس الخميس، إلى تزايد الأدلة المتوفرة لدى الجهات المختصة في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك على ممارسة أنشطة مخالفة للقانون على أيدي بعض موظفي بعثة المراقبة في دونباس التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأعربت زاخاروفا عن قلق موسكو البالغ إزاء الاتصالات بين بعض مراقبي البعثة والقوات المسلحة وأجهزة الاستخبارات الأوكرانية، لافتة إلى ورود تقارير تؤكد تسليم مراقبي البعثة، بشكل منتظم، إلى الجانب الأوكراني وممثلين عن أجهزة الاستخبارات الأجنبية معلومات عن أماكن انتشار وحدات وتشكيلات قوات الشرطة الشعبية في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك و«معطيات أخرى من شأنها إلحاق ضرر بأمن الجمهوريتين ومواطنيهما».
وحذرت زاخاروفا أيضاً من احتمال وقوع الأسلحة الغربية الموردة لأوكرانيا في أيدي الإرهابيين على غرار ما حدث في سوريا، حين تم إمداد فصائل في المعارضة السورية بالأسلحة، لكن غالبيتها سقط بأيدي الجماعات الإرهابية.
وفيما تتوقع أوكرانيا أياماً عصيبة، تؤكد التقارير احتمال توسع الصراع في شرق أوكرانيا وجنوبها، بينما قصف الطيران الروسي67 منشأة عسكرية أوكرانية خلال 24 ساعة. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم القضاء على أكثر من 300 عنصر من القوميين الأوكرانيين، وما يصل إلى 40 مركبة ومصفحة. كما أعلنت إصابة 18 مركز قيادة، و383 موقع تركز للقوى البشرية العاملة والمعدات العسكرية الأوكرانية. وأسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية طائرة من طراز «سو-24» تابعة للقوات الجوية الأوكرانية فوق لوغانسك.
وبالتزامن، تعرّضت كييف لقصف مساء أمس، في أول ضربات من نوعها تستهدف العاصمة الأوكرانية منذ منتصف إبريل/نيسان الجاري،. وشاهد مراسلو فرانس برس نيراناً تلتهم طابقاً في أحد مباني العاصمة، ونوافذ محطّمة، في حين انتشرت في المكان أعداد كبيرة من عناصر الأمن والإسعاف. وأكّد فيتالي كليتشكو، رئيس بلدية كييف، عبر تطبيق تلغرام أنّ «ضربتين» استهدفتا أحد أحياء العاصمة، فيما أكدت السلطات المحلية في أوديسا سماع دوي انفجارات قوية في المدينة الاستراتيجية الواقعة على ساحل البحر الأسود. (وكالات)