أكد مسؤولون أردنيون ودبلوماسيون غربيون، أمس الخميس، أن الأردن كثف جهوده لدفع إسرائيل إلى احترام الوضع التاريخي القائم بالمسجد الأقصى في القدس وتجنب المواجهات العنيفة التي قد تهدد بنشوب صراع أوسع، وبينما أكدت مصادر فلسطينية أن نحو 250 ألف مصل أحيوا ليلة القدر في رحاب المسجد الأقصى والحرم القدسي، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن رونين بار، رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، التقى الأسبوع الماضي في رام الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقال المسؤولون إن الأردن أبلغ واشنطن استعداده لمناقشة الأمر مع إسرائيل بعد نهاية شهر رمضان الأسبوع المقبل. والهدف من ذلك هو تحديد الخطوات التي يمكن أن تتخذها إسرائيل لإعادة الأوضاع في المسجد إلى ما كانت عليه قبل 22 عاماً. وقال مسؤول أردني طلب عدم نشر اسمه إن الجهد الدبلوماسي الجديد يهدف للتعامل مع جذور التوتر وضمان عدم تفجر الأمور مرة أخرى، مضيفاً أن واشنطن تلقت مؤخراً ورقة تبين بوضوح موقف المملكة. وقال دبلوماسي غربي إن اقتراح الأردن لم يشتمل على عقد لجنة مشتركة مع إسرائيل بشأن الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في البلدة القديمة بالقدس، بينما قالت عدة وسائل إعلام إسرائيلية إنه يشمل ذلك. ويقول الأردن، إن إسرائيل تقوض منذ عام 2000 تقليداً يعود لقرون مضت، لا يُسمح فيه لغير المسلمين بالصلاة في مجمع المسجد. وقالت المصادر إن عمان أبلغت واشنطن بأن على إسرائيل رفع القيود المفروضة على تعيين موظفين بدائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن والسماح لها بإدارة جميع زيارات غير المسلمين ومنع ممارستهم للعبادة. ويقول الأردن إن إسرائيل تقيد دخول المصلين المسلمين ولا تقيد دخول المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين الذين تنتهك طقوسهم الوضع الراهن السابق وتنتهك حرمة المكان المقدس. وقال مسؤول أردني آخر إن الأردن يواصل اتصالاته المباشرة مع الإسرائيليين وواشنطن وأطراف دولية أخرى لمطالبة إسرائيل باحترام الوضع التاريخي الذي كان قائماً قبل عام 2000.

من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن رونين بار التقى محمود عباس الأسبوع الماضي في رام الله، وهذا اللقاء الثاني من نوعه منذ تولي رئيس الشاباك منصبه. وأوضحت أن الاجتماع جاء وسط جهود لإعادة الهدوء وسط أيام من الاحتجاجات العنيفة والاشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في المسجد الأقصى. وأضافت: «تناول اللقاء بشكل خاص الأوضاع في المسجد الأقصى وفي شمال الضفة الغربية، حيث تم الحديث عن تعزيز التنسيق الأمني بشكل أكبر وعمل السلطة على تخفيض التوتر في مناطق الضفة الغربية». وكان بار قد التقى عباس في رام الله في نوفمبر 2021، بعد وقت قصير من توليه منصب رئيس جهاز الشاباك. كما التقى عباس مرتين مع وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، وكذلك مع وزير الخارجية يائير لابيد.

إلى ذلك، أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ليل الأربعاء، أن نحو 250 ألف مصل يحيون ليلة القدر في رحاب المسجد الأقصى المبارك، وذلك على الرغم من قيام السلطات الإسرائيلية بمنع أعداد كبيرة من الفلسطينيين من دخول القدس. وتسمح إسرائيل بدخول الرجال الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاماً، والنساء من جميع الأعمار، لكنها تمنع دخول الرجال دون سن 40 عاماً، وتفرض تصاريح دخول خاصة على من هم بين 40 و50 عاماً.

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version