دان مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس المجلس، الهجوم الإرهابيَّ الذي استهدف مسجداً خلال أداء صلاة الجمعة بالعاصمة الأفغانية كابول، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المصلِّين. ودعا المجلس إلى تكثيف الجهود لمواجهة الفكر المتطرف والإرهاب الأسود واجتثاثه. وأعربَ المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام عن تضامن المجلس الكامل مع الشعب الأفغاني في مصابه الجلل، وفي معاناته من الجرائم الإرهابية النكراء التي تخالف تعاليم الأديان السماوية والمواثيق والقوانين والأعراف الدولية.
من جانب آخر، ظهر القائد الأعلى لحركة «طالبان»، هبة الله أخوند زادة، أمس الأحد، الأول من مايو /أيار، علناً للمرة الثانية فقط خلال ست سنوات وسط إجراءات أمنية مشددة. وقال للمصلين الذين يحتفلون بعيد الفطر، إن «طالبان» حققت الحرية والأمن منذ استيلائها على السلطة العام الماضي. ويأتي حديث أخوند زادة بعد أيام فقط على الهجوم الدموي في مسجد كابول. وقال لآلاف المصلين في مسجد عيد كاه بمدينة قندهار الجنوبية، «تهانينا على النصر والحرية والنجاح. تهانينا على هذا الأمن».
وألقى أخوند زادة خطابه المختصر من أحد الصفوف الأمامية للمصلين في قندهار من دون أن يستدير ليقابل الحشد، بحسب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي. وذكر مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، أن مسؤولي «طالبان» منعوا الصحفيين من الاقتراب منه. وحلّقت مروحيتان فوق المسجد طوال الحدث الذي استمر ساعتين. ولم يشر الجمعة، في رسالة نشرها قبل عيد الفطر، إلى سفك الدماء الذي هز أفغانستان خلال شهر رمضان، وبدلاً من ذلك أشاد ببناء طالبان ل«جيش إسلامي ووطني قوي» و«منظمة استخباراتية قوية».
وهذا ثاني ظهور علني معروف لأخوند زادة منذ توليه قيادة «طالبان» في 2016. ففي أكتوبر الماضي، زار مسجد دار العلوم الحكيمية في قندهار، بحسب تسجيل صوتي تداولته حسابات «طالبان» على وسائل التواصل الاجتماعي. الظهور النادر لأخوند زادة عزز التكهنات حول دوره في حكومة «طالبان» الجديدة، التي تشكلت بعد أن سيطرت الحركة على كابول في 15 أغسطس، وحتى انتشرت إشاعات عن وفاته. واقتصر حضوره العام إلى حد كبير على نشر رسائل خلال الأعياد الإسلامية، ويعتقد أن أخوند زادة يقضي معظم وقته في قندهار.
وأمس الأحد، أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن تفجير استهدف حافلة تقل ركاباً قتلت فيه امرأة في العاصمة الأفغانية. وقالت شرطة كابول إن امرأة قتلت وأصيب ثلاثة آخرون في الهجوم على هذه الحافلة. وأعلن التنظيم مسؤوليته عن اعتداءات عدة في الأسابيع الأخيرة في أفغانستان، خصوصاً تلك التي استهدفت أقليات دينية.
(وكالات)