أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الأحد، عن أمله في رحيل المجالس العسكريّة في بوركينا فاسو وغينيا ومالي عن السلطة في أسرع وقت، داعياً من جهة ثانية الدول الغنية إلى الوفاء بوعودها بمساعدة البلدان النامية بلا تأخير في مواجهة «حال الطوارئ المناخية». وقال غوتيريس في دكار بعد لقائه الرئيس السنغالي ماكي سال الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي «اتفقنا على أهمية مواصلة الحوار مع سلطات الأمر الواقع (في واغادوغو وكوناكري وباماكو) من أجل إرساء عودة النظام الدستوري في أقرب وقت».
وشهدت منطقة غرب إفريقيا انقلابات عسكرية متتالية في كل من مالي (آب/ أغسطس 2020 وأيار/ مايو 2021) وغينيا (أيلول/ سبتمبر 2021) وبوركينا فاسو (كانون الثاني/ يناير 2022). ورأى غوتيريس في الاتّحاد الإفريقي «نموذجاً لناحية التعاون الإقليمي»، مشيراً إلى أنّه ناقش مع سال «الجهود المشتركة ضدّ الإرهاب والتطرّف العنيف» في غرب إفريقيا. وبعد السنغال، يتوجّه غوتيريس إلى النيجر ونيجيريا. وقد تحدّث عن تمسّكه «بعمليّات إفريقيّة للسلام ولمكافحة الإرهاب يُنفّذها الاتّحاد الإفريقي بدعم من الأمم المتحدة» على غرار عمليّات جارية حالياً في إفريقيا، تحديداً في مالي.
وبات هذا البلد بؤرة لعدم الاستقرار في منطقة الساحل منذ 2012. وامتدّ عنف الجماعات الإرهابية من أراضيه إلى جارتيه، بوركينا فاسو جنوباً والنيجر شرقاً. وقال الأمين العام إنّ «حال الطوارئ المناخيّة تزيد المخاطر الأمنيّة». وأضاف «الدول الإفريقية وعلى الرغم من أنّها ليست مسؤولة (عن التغيّر المناخي) فإنّها في الأغلب تكون أولى ضحاياه»، مشدداً على أنّ «التمويل المرصود للقضايا المناخية يجب أن يُخصّص نصفه لبرامج التكيّف والصمود من أجل مساعدة المجتمعات الأكثر ضعفا».
وتابع غوتيريس «حان الوقت للتحرّك. حان الوقت للوفاء بالوعد (بتقديم) مئة مليار دولار في السنة الذي أُطلق في باريس»، في إشارة إلى وعد لم ينفّذ بعد، تعهّدت فيه الدول المتقدّمة بتوفير المبلغ لدول الجنوب اعتباراً من عام 2020 لمساعدتها في تمويل عملية التحوّل البيئي والتكيّف مع تداعيات الاحترار المناخي. في دكار، زار غوتيريس موقع المقرّ المستقبلي للعمليّات الإقليميّة للأمم المتحدة فضلاً عن موقع وحدة تصنيع يُفترض أن تبدأ قريباً إنتاج عدد من اللقاحات، بينها تلك المضادّة لكوفيد-19.
واعتبر غوتيريس أنّه «من غير المقبول اليوم أن يكون نحو 80 في المئة من السكّان الأفارقة لا يزالون غير ملقّحين» ضدّ كوفيد-19، داعياً الدول الغنيّة وشركات الأدوية الكبرى إلى وضع حدّ لهذا «الإفلاس الأخلاقي الخطر» من خلال توفير مزيد من الجرعات والاستثمار «في الإنتاج المحلّي للّقاحات».
وتطرّق غوتيريس أيضاً إلى مسألة آثار الحرب في أوكرانيا في إفريقيا، قائلاً: إنّ النزاع في هذا البلد يؤدّي إلى «تفاقم أزمة ثلاثيّة» في مجالات الغذاء والطاقة والمال.
( أ ف ب)