درة – الرياض :
في أول زيارة له إلى المملكة العربية السعودية، أعرب الأسطورة العالمية لرياضة التزلج على اللوح “توني هوك” عن إعجابه الشديد بحجم وتنظيم كأس العالم للرياضات الإلكترونية في العاصمة الرياض، مؤكداً أن ما شاهده فاق توقعاته، ويمثل نقلة نوعية على مستوى الفعاليات العالمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال هوك: “هذه هي المرة الأولى لي في المملكة العربية السعودية، والأولى في الرياض أيضاً لحضور كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025. وأكثر ما فاجأني هو حجم الحدث. كنت أظن أن البطولة تقتصر على صالة واحدة ومجموعة من الألعاب المتتالية، لكن الواقع أن هناك العديد من الصالات وآلاف المشاركين، وكأن البطولة تمتد عبر المدينة بأكملها، وهذا أمر مذهل للغاية”.
وقد حرص هوك خلال زيارته على استكشاف ثقافة التزلج في المملكة، حيث قام بالتزلج في شوارع الرياض، معبراً عن إعجابه بالزخم المتزايد تجاه الرياضة في المجتمع المحلي.
وأوضح قائلاً: “أرى أن هناك إمكانيات كبيرة في هذا البلد، لا سيما في رياضات التزلج والرياضات الحركية عموماً. هناك شغف متزايد بهذه الرياضة، وإذا تم استغلال هذه الفرصة بالشكل المناسب، يمكن خلق مشهد تزلج مزدهر بسرعة كبيرة”.
وقد لفت حضور هوك أنظار الجماهير خلال جولة خاصة في فعاليات مهرجان كأس العالم للرياضات الإلكترونية، حيث حظي بتفاعل واسع من الزوار المحليين والدوليين الذين حرصوا على الالتقاء به، باعتباره أحد أبرز الرموز العالمية في مجال التزلج.
وقال هوك عن هذا التفاعل: “أشعر بسعادة عندما يعرفني الآخرون، لا سيما في الدول التي لا تُعد مراكز رئيسية لرياضة التزلج. لم أبدأ التزلج بهدف الشهرة؛ فعند بداياتي لم يكن هناك ما يسمى بالشهرة في عالم التزلج، كان الأمر يتمحور حول المتعة والشغف فقط”.
وأردف قائلاً: “ما يضحكني فعلًا أن الناس يميزونني، لكنهم لا يصدقون أنني تقدّمت في العمر، وغالباً ما تكون تلك الصورة من لعبة فيديو، فيقولون: يُشبهه، لكنه لا يبدو بتلك السن”.
وفي حديثه عن أوجه التشابه بين رياضة التزلج والألعاب والرياضات الإلكترونية، أشار هوك على وجود قواسم مشتركة بين العالمين، موضحاً أن كليهما بدأ كنشاط ترفيهي قبل أن يتحول إلى قطاع عالمي مزدهر، يوفر فرصاً مهنية واقتصادية واعدة.
وأكد هوك: “أرى الكثير من أوجه الشبه بين التزلج والألعاب الإلكترونية. في بداياتي، كنا نمارس التزلج فقط لأننا نحبّه، لم يكن ذلك رائجاً، ولم يكن هناك مسار مهني واضح أو مستقبل مضمون. بل غالبًا ما كنا نُواجه بالرفض، خاصة من الكبار”.
وأضاف: “الأمر ذاته ينطبق على الألعاب الإلكترونية. عندما كان الأطفال يمارسونها، كان الآباء يرون ذلك مضيعة للوقت وأمراً غير مجدٍ. أما اليوم، فقد أصبحت الألعاب والرياضات الإلكترونية قطاعاً ضخماً، ويمكن للشخص أن يصبح محترفاً، تماماً كما هو الحال في التزلج”.
وأشار إلى أن الأشخاص الذين عاشوا بداياتٍ صعبة يفهمون أبعاد هذه القطاعات بشكل أكبر، لأنهم تعرضوا للانتقاد بسبب شغفهم بها، مضيفاً: “اليوم، إذا بدأ أحدهم في ممارسة التزلج أو الألعاب الإلكترونية، فإن فكرة أن يُحقق منها دخلاً أو مستقبلاً مهنياً باتت ممكنة، بل قد يحظى بدعم من عائلته، وهذا ما كان مستحيلاً في الماضي. لم يكن هناك أهل يشجعون أبناءهم على ممارسة التزلج في السابق”.
ومع النمو المتسارع لمشهد الألعاب والرياضات الإلكترونية عالمياً، وما رافقه من ازدهار في مجالات البث الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، أشار هوك إلى أن هذه التغيرات خلقت مسارات واضحة للشباب للدخول في هذا المجال وتحقيق طموحاتهم المهنية.
وتحدث هوك: “كنت محظوظاً كوني أملك أبوين رائعين، فقد كانا يدعمان شغفي بالتزلج، رغم أنهما لم يعتقدا يوماً أن ذلك قد يتحول إلى مهنة. كنت أشتري منزلي الأول وأنا في المرحلة الثانوية، ومع ذلك كانا يريدان مني الالتحاق بالجامعة”.
وأكد أن الواقع قد تغيّر اليوم، قائلاً: “الأطفال الذين يطمحون لممارسة الألعاب والرياضات الإلكترونية كمهنة لديهم فرصة حقيقية اليوم، وقد يجدون دعماً من أسرهم في هذا التوجه. هناك طرق متعددة للدخول في هذا المجال، إذ يمكن أن تكون صانع محتوى أو تبني علامة تجارية خاصة بك أو أن تكون شخصية مؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولا يقوم هذا القطاع بالضرورة على مبدأ التنافس؛ تماماً كما هو الحال في رياضة التزلج، حيث يمكنك أن تقدم محتوى مبتكراً وجذاباً لتتمكن من النجاح في هذا المجال”.
واستعرض هوك أيضاً النجاح الكبير الذي حققته سلسلة ألعاب Tony Hawk’s Pro Skater، والتي أصبحت إحدى أكثر سلاسل الألعاب الإلكترونية شهرة وتأثيراً عالمياً، وأسهمت في ترسيخ مكانة رياضة التزلج ضمن الثقافة الشبابية.
وقال هوك: “اللعبة الجديدة Tony Hawk’s Pro Skater 3+4 أُطلقت مؤخراً، وهي نسخة محدّثة من الإصدارين الثالث والرابع الذين صدروا قبل أكثر من 20 عاماً. أعتقد أن السبب في قدرتنا على إعادة إطلاق هذه الألعاب هو الحنين الكبير الذي يكنّه الناس لها”.
وأوضح: “بالنسبة لكثيرين، تُجسد هذه الألعاب مرحلة مهمة في حياتهم، حيث اكتشفوا خلالها شغفهم الموسيقي، وتعرّفوا على رياضات بديلة وغير تقليدية. البعض يقول لي إن هذه اللعبة كانت من أجمل مراحل حياتهم، وأياً كانت الإجابة، أشعر بسعادة كبيرة”.
وختم هوك حديثه بالإشارة إلى أن ما ميز اللعبة منذ بداياتها هو دقّتها في تصوير ثقافة التزلج، بما في ذلك الموسيقى والأزياء والحركات والأجواء النابضة بالحياة، وأضاف: “مع عودتنا في نسخة 2025، حرصنا على تحديث كل الجوانب، بما يعكس مدى الشمولية والعالمية التي أصبحت تميز رياضة التزلج. قمنا باختيار متزلجين جدد، وأعدنا بعض الأيقونات الأسطورية، كما أضفنا ثلاث مستويات جديدة، وأشعر فعلاً أننا دخلنا في عصر جديد”.
لمزيد من المعلومات عن كأس العالم للرياضات الإلكترونية، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي. كما يمكن متابعة حساب مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية على لينكدإن للاطلاع على آخر الأخبار.





