بعد توقيع اتفاقية مع حزب الخضر ليل الأحد- الاثنين، توصل حزب فرنسا الأبية، بقيادة جان-لوك ميلانشون، إلى اتفاق مع الحزب الشيوعي، وسيُقدّم هذا الاتفاق للمصادقة عليه من قبل المجلس الوطني للشيوعيين، في خطوة جديدة يخطوها الحزب من أقصى اليسار على درب التحالفات التي يأمل أن يتمكن من خلالها تحقيق الأغلبية في الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في يونيو/ حزيران.وكتب إيغور زاميتشي، منسق السلطة التنفيذية الوطنية للحزب الشيوعي الفرنسي على «تويتر»: «أعطت السلطة التنفيذية الوطنية للحزب الشيوعي الفرنسي تفويضاً إيجابياً لوفدها الوطني لوضع اللمسات الأخيرة على مسودة الاتفاقية مع الاتحاد الشعبي». وقال زاميتشي في تصريحات صحفية: «لدينا مسودة اتفاق حول الأجزاء الثلاثة (الاستراتيجية والبرنامج والقواعد) التي نضع اللمسات الأخيرة عليها ظهراً. سيتم تقديم هذا المشروع في الساعة 3 مساء للمجلس الوطني بعد التشاور مع مجالس المقاطعات. وبالتالي، فإن تشكيل فابيان روسيل ينضم إلى «الاتحاد الإيكولوجي والاجتماعي الشعبي الجديد». ويهدف هذا الاتفاق، كما الاتفاق مع الخضر، إلى تشكيل تحالف انتخابي يقف في وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وحزبه الجمهورية إلى الأمام، في الانتخابات التشريعية القادمة وتحقيق الأغلبية في الجمعية الوطنية، بعد الهزيمة في الانتخابات الرئاسية. لذا تحاول جميع الأطراف تسوية الخلافات فيما بينها عبر مفاوضات صعبة. الخلافات متعددة وأحد أمثلتها مثلا قرار»عصيان«قواعد أوروبية -إذا عرقل الاتحاد الأوروبي تقدم برنامج التحالف ولكن فقط في حالات الميزانية والاقتصاد- الذي كان في قلب الاتفاق بين فرنسا الأبية والخضر المدافعين عن البيئة.
و جاء في بيان مشترك للحزبين:»إذا كانت بعض القواعد الأوروبية بمثابة نقاط ارتكاز لنا (حماية المستهلك، والمعايير البيئية وما إلى ذلك)، فإن العديد من القواعد الأخرى خارجة عن النهج أو حتى متعارضة مع ضرورات الحاجة البيئية والاجتماعية الملحة. لكي نتمكن من تطبيق برنامجنا، سيتعين علينا التغلب على هذه العوائق والاستعداد لعصيان بعض القواعد الأوروبية».
وتأتي الاتفاقيات التي أبرمها ميلانشون بعد أن ظهر حزب فرنسا الأبية كقوة يسارية مهيمنة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأخيرة بعد أن حاز رئيسه على المركز الثالث بفارق نقطة واحدة عن مرشحة اليمين المتطرف عن التجمع الوطني مارين لوبن التي حازت على 22%. (وكالات)