درة _ فهد الرشيد :  

في إنجاز تاريخي يُمثل نقطة تحوّل في مسيرة واحدة من أقدم وأعرق الألعاب في العالم، تشهد بطولة كأس العالم للرياضات ‏الإلكترونية 2025 انطلاقة أول بطولة شطرنج من نوعها ضمن منافسات الحدث الأكبر في عالم الألعاب والرياضات ‏الإلكترونية، بمشاركة 16 من نخبة اللاعبين، يتنافسون على مجموع جوائز قدره 1.5 مليون دولار.‏
وتأتي هذه البطولة ثمرة شراكة متعددة السنوات مع منصة ‏Chess.com، الأكبر في العالم بعدد أعضاء يفوق 200 مليون، ‏وقاعدة لاعبين تتجاوز 600 مليون لاعب حول العالم. وتُقام البطولة بنظام اللعب السريع (‏Rapid‏ 10+0)، أي عشر ‏دقائق لكل لاعب دون إضافة زمن، ذلك خلال الفترة من 31 يوليو إلى 3 أغسطس.‏
ويُشارك في البطولة 12 لاعباً تأهلوا من خلال منافسات جولة أبطال الشطرنج 2025، إلى جانب 4 لاعبين آخرين ‏صعدوا من التصفيات المؤهلة التي أقيمت في الرياض وشارك فيها 256 متنافساً.‏
وفي هذا السياق، أعرب المصنّف الأول عالمياً وسفير كأس العالم للرياضات الإلكترونية، ماغنوس كارلسن، عن حماسه ‏لهذه النقلة النوعية، قائلاً: “أردت أن أُدخل الشطرنج إلى هذا المجال الرقمي، خصوصاً الشطرنج السريع، لأنني أؤمن بأن ‏هذه اللعبة صُممت لمثل هذه المنافسات النخبوية.”‏
وأضاف كارلسن أن الشطرنج يشهد تحوّلاً رقمياً واسعاً، حيث أصبح جزءاً من منظومة الألعاب التنافسية عبر الإنترنت، ‏قائلاً: “الرياضات الإلكترونية حديثة نسبياً مقارنة بالشطرنج، إلا أن الشطرنج شهد تحولاً واسعاً نحو الفضاء الرقمي، ووجود ‏الصالات المميزة هو أمر رائع”.‏
وأشاد كارلسن، بأجواء كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض، وبالحماسة الجماهيرية التي رافقت المنافسات، إلى ‏جانب الاهتمام العالمي الواسع بصناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية، وبالصالات المجهزة بأحدث التقنيات، مؤكداً أن ‏الشطرنج يملك مقومات النجاح في هذا الفضاء الجديد.‏
وقال: “لقد رأيت التفاعل الكبير من الجماهير، سواء من أبناء المملكة أو من أولئك الذين قدموا من مختلف أنحاء العالم، ‏وقلت في نفسي: أريد أن أرى الشطرنج يحظى بنفس هذه الحماسة، وهذا أحد أسباب مشاركتي هنا. إنها فرصة لنقل اللعبة ‏إلى مستوى جديد وتقديمها بطرقٍ مبتكرة، وآمل أن يكون ذلك مجرد بداية لعصر جديد من الشطرنج.”‏
وحول خصائص البطولة، أوضح كارلسن أن النظام المعتمد يضيف تحديات جديدة: “نلعب دون زمن إضافي، وعلى أجهزة ‏الكمبيوتر، ما يجعل من سرعة استخدام الفأرة عاملاً مؤثراً، وهذا تحدٍ إضافي بالنسبة لي.”‏
وأكد أن جوهر اللعبة يبقى في المزج بين الخبرة والحدس والتفكير الاستراتيجي، مضيفاً: “اتخاذ قرارات فورية بناءً على ‏معلومات جزئية هو جزء من اللعبة، سواء كانت قرارات مدروسة أو عفوية.”‏
وشبّه كارلسن التوتر الذي يعيشه لاعبو الشطرنج السريع بما يعيشه لاعبو ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول، ‏مشيراً إلى وجود أوجه شبه كثيرة بين مهارات لاعبي الشطرنج والرياضات الإلكترونية.‏
وفي ختام حديثه، شدد كارلسن على أهمية تقديم تجربة جماهيرية متكاملة، قائلاً: “من دون جمهور، تفقد اللعبة جزءاً كبيراً ‏من متعتها. الجمع بين التفاعل الجماهيري والحفاظ على نزاهة المنافسة هو التحدي الحقيقي، ونحن نسعى لتحقيق ذلك من ‏خلال هذه الصيغ الجديدة.”‏
وأضاف: “الشطرنج لعبة يسهل تعلمها، ويصعب إتقانها، وهذا ما يجعلها مميزة. وكلما لعبت أكثر، اكتشفت أسراراً جديدة.”‏
للمزيد من المعلومات وشراء التذاكر، يُرجى زيارة: ‏esportsworldcup.com

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version