تونس: «الخليج»

اتهمت نقابة الأمن التونسي حركة «النهضة الإخوانية» بمحاولة إشعال نار الفتنة والمس من هياكل الدولة، رداً على اتهامها الضمني بالتقصير في التدخل الأمني لإطفاء الحريق الهائل الذي شهدته محافظة قابس جنوبي البلاد يوم العيد، فيما ناقش الرئيس قيس سعيّد، أمس، خلال لقاء جمعه استاذ القانون الدستوري صادق بلعيد، جملة من المسائل القانونية والدستورية على وجه الخصوص، إضافة إلى موضوع تشكيل لجنة وطنية لتأسيس جمهورية جديدة، في حين أعلن مسؤول قضائي لوكالة «رويترز»، أمس الأربعاء، أن خفر السواحل التونسي انتشل 24 جثة لمهاجرين كانوا ضمن نحو 120 على متن قوارب غرقت قبالة الساحل التونسي في نهاية إبريل الماضي.

مناورة سياسية

واعتبر الأمين العام المساعد للأمانة العامة لقوات الأمن الداخلي معز الدبابي، أمس الأربعاء، أن بيان حركة «النهضة» الذي تتهم فيه أعوان الحماية المدنية بالتقصير خلال تدخلهم لإطفاء حريق «سوق جارة» بقابس يوم العيد، يمثل «مناورة سياسية».

وأوضح الدبابي، في تصريح لإذاعة (شمس) المحلية، أن بيان حركة «النهضة» يهدف إلى إشعال نار الفتنة، والمس من هياكل الدولة، وتأليب الرأي العام، ووضع أعوان الحماية المدنية في مواجهة مع المواطن.

ودعا الدبابي، كافة الأطراف السياسية إلى النأي بهياكل الدولة عن مخططاتها، مؤكداً أن الحماية المدنية ملك للشعب ولخدمته وليست تابعة لأي طرف سياسي، وفق تعبيره.

وذهب المسؤول النقابي إلى اعتبار أن بيان الحركة تحريضي يضع أعوان الحماية المدنية في استهداف ومواجهة مباشرة مع المواطن.

وكانت حركة «النهضة» قد أصدرت في وقت سابق بياناً حول الحريق الذي نشب في سوق جارة بقابس، جنوب شرقي البلاد، واعتبرت أن حجم التدخل كان بسيطاً جداً بالقياس إلى ضخامة الحريق، كما كان للفراغ في السلطة الجهوية أثر كبير، وذلك بعدم وجود محافظ للجهة؛ حيث آل الأمر إلى المعتمد الأول وهو متغيب، ولولا التدخل الفاعل الذي قامت به البلدية لكان الخطب أشد، بحسب نص البيان.

من جهة أخرى، ناقش الرئيس قيس سعيّد، أمس، خلال لقاء جمعه بأستاذ القانون الدستوري صادق بلعيد، جملة من المسائل القانونية والدستورية على وجه الخصوص، إضافة إلى موضوع تشكيل لجنة وطنية لتأسيس جمهورية جديدة.

وأكد سعيد، بهذه المناسبة، أن المشاركة مفتوحة لكل من ساند مسار التصحيح يوم 25 يوليو 2021.

وجاء في بلاغ لرئاسة الجمهورية، مساء أمس، أن هذه اللجنة العليا ستنقسم إلى لجنتين فرعيتين، إحداهما للإصلاحات الدستورية والسياسية، أما الثانية فستتولى اقتراح جملة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

جبهة إنقاذ ضد «حكم المرشد»

في السياق، طالب حزب مقرب من الرئيس قيس سعيد بإطلاق جبهة صمود وإنقاذ من أجل قطع الطريق للعودة إلى فترة ما قبل يوم 25 يوليو وإلى حكم الإسلاميين بقيادة زعيم حزب حركة «النهضة» ورئيس البرلمان راشد الغنوشي.

وجاءت الدعوة عبر القيادي البارز في حزب حركة الشعب والممثل في البرلمان المنحل، هيكل المكي الذي طالب بحماية مسار 25 يوليو الذي وضعه الرئيس سعيد وأنهى معه منظومة حكم استمرت أكثر من 10 سنوات.

وتعتبر دعوة المكي رداً على «جبهة الخلاص الوطني» التي دعا إلى تكوينها السياسي المخضرم أحمد نجيب الشابي للضغط على الرئيس سعيد.

انتشال 24 جثة لمهاجرين

إلى ذلك، أعلن مسؤول قضائي ل«رويترز»، أمس الأربعاء، أن خفر السواحل التونسي انتشل 24 جثة لمهاجرين كانوا ضمن نحو 120 على متن قوارب غرقت قبالة الساحل التونسي في نهاية إبريل.

بهذا ترتفع الحصيلة الإجمالية المؤكدة للوفيات حتى الآن إلى 67 بعد غرق أربعة قوارب الشهر الماضي أثناء محاولة عبور البحر المتوسط إلى إيطاليا. ولا يزال أكثر من 50 في عداد المفقودين.

والأسبوع الماضي، قالت وزارة الداخلية التونسية، إنها أوقفت أكثر من 20 ألف مهاجر قبالة ساحلها العام الماضي، كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا في مراكب.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version