إطلالات اللون الواحد.. أجمل صيحات «الخريف»

#أخبار الموضة

تغريد محمود
اليوم

كلَّ موسم، تُطلّ علينا الموضة باتجاهات جديدة. لكن هناك، دائماً، صيحات تظل راسخة؛ لأنها – ببساطة – تتحدث بلغة الأناقة، التي تتجاوز الزمن. وفي خريف وشتاء 2025-2026، تعود الإطلالة «المونوكروماتيك» (Monochromatic)؛ لتتربّع على عرش الموضة، بجاذبيتها الصامتة، وقوّتها الرفيعة الراقية؛ فهي تقدم رسالة ناعمة ومباشرة، مفادها: «الأناقة لا تحتاج إلى صخب، بل إلى وعي بالتفاصيل، وفهم لذاتك». في ما يلي بعض أسرار هذا الأسلوب العصري، الذي يمكن وصفه ب«السهل الممتنع»، مخفياً وراءه فناً كاملاً من التنسيق، والذكاء اللوني. 

ما الإطلالة «المونوكروماتيك»؟ 

كما يوحي اسمها، تشير هذه الإطلالة إلى التنسيق الأحادي اللون، سواء بلون واحد، أو بتدرجاته المتباينة، ما يمنح المظهر تناغماً وهدوءاً بصرياً، دون صخب أو تشتت في الألوان. وجمالها يكمن في أنها تُبرز طول القامة من خلال خط بصري ممتد، لا يقطعه لون أو نقش. وسر عودتها القوية يكمن في ما تعكسه من نضج واعٍ، وذوق رفيع، بالإضافة إلى الحضور الواثق الذي تمنحه للمرأة، خاصة عند تنسيقها مع ألوان شتوية بامتياز كدرجات العنابي، والرمادي الداكن، والبني، والجملي، والأخضر. وقد برزت تصاميم كثيرة هذا الموسم بأسلوب «مونوكروماتيك» واضح، مع التركيز على الخطوط المجسّمة، وتنوّع الخامات، ما يضفى على الإطلالات بعداً عصرياً وأنيقاً.

كيفية تنسيقها

ابدئي باختيار لون يلائم بشرتك، ويفضّل استخدام الألوان الحيادية كدرجات النيود؛ لما تمنحه من أناقة هادئة. ولا تكتفي بدرجة واحدة فقط، بل امزجي التدرجات المختلفة من اللون نفسه، كأن تجمعي بين الفاتح والداكن، أو بين الأقمشة اللامعة والمطفأة. ولتعزيز عمق الإطلالة، احرصي على تنويع الخامات بالجمع بين الجلد، والحرير، والصوف، أو الدنيم؛ فاختلاف الملمس يضفي ثراءً بصرياً راقياً. كما تؤدي التفاصيل دوراً أساسياً؛ فالمعاطف، والسترات، والأوشحة من العائلة اللونية نفسها تضيف بُعداً جمالياً إلى الإطلالة. وبما أن غياب التباين اللوني يجعل القَصّة محور الاهتمام، فاحرصي على اختيار تصاميم مميزة بقصّات واضحة، وتفاصيل أنيقة. ولا تنسَي الإكسسوارات، فرغم حيادها اللوني، تضيف لمسة نهائية لافتة، خاصة عند تنسيقها بذكاء، ضمن العائلة اللونية نفسها، أو بدرجات قريبة منها.

أخطاء شائعة

تخلط كثيرات بين الإطلالة «المونوكروماتيك»، وتنسيقات أخرى قد تبدو مشابهة. فارتداء فستان بلون موحد مع حذاء بلون مختلف لا يُعد «مونوكروماتيك»، وكذلك النقشات التي تجمع بين لونين متباينين كالأبيض والأسود، رغم حياديتهما. ويمكن أن تكون القطع المنقوشة جزءاً من هذا الأسلوب فقط؛ إذا كانت النقوش ضمن تدرجات اللون نفسه. كما أن الجمع بين لونين متقاربين من عائلتين مختلفتين، كالكحلي والرمادي، لا يحقق مبدأ الأحادية اللونية. وينطبق الأمر نفسه على الأقمشة المُقلمة ذات الألوان المتباينة، مثل: الأحمر، والأخضر، التي تخرج عن إطار «المونوكروماتيك»، على عكس الخطوط التي تجمع بين درجات من اللون نفسه، كالأزرق الفاتح والغامق، والتي تُعد مقبولة ضمن هذا الاتجاه.