حتى الآن لايصدق البعض كيف تأهل ريال مدريد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب مانشستر سيتي، بعد «سيناريو» إعجازي،إلى درجة جعلت الكثير من محبي الفريق الملكي يبكون بعد إعلان صافرة المباراة الملحمية.
حقق النادي الملكي 3 عودات مذهلة في النتيجة «ريمونتادا» في النسخة الحالية لدوري الأبطال، أمام باريس سان جرمان، تشيلسي وسيتي ليجدد المواجهة مع ليفربول في النهائي المرتقب في 28 مايو على ملعب «ستاد دو فرانس» في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس بعد أربعة أعوام من موقعتهما في كييف.
وصل موسم مدريد المثير في أوروبا إلى آفاق جديدة حيث عاد من الموت في 3 مباريات،آخرها ضد مانشستر سيتي، بعد أن تأخر 1-صفر في أمسية الأربعاء و5-3 في مجموع المباراتين حتى الدقائق الاخيرة قبل ثنائية البديل البرازيلي رودريجو في الدقيقتين 90 و90+1 ليأخذ المباراة الى شوطين إضافيين.
ترجم بعدها القائد الدولي الفرنسي كريم بنزيمة ركلة جزاء تحصل عليها بنفسه بعد خمس دقائق على انطلاق الشوط الاضافي الأول ليمنح التقدم 3-1 و6-5 في مجموع المباراتين ويؤهل ريال مدريد إلى النهائي السابع عشر، بعد خمسة أيام من تحقيقه لقب الدوري الإسباني للمرة الخامسة والثلاثين.
وجاء تفوقهم على سيتي بعد أن عوّضوا تأخر 2-صفر في مجموع المباراتين ضد باريس سان جيرمان في الدور ثمن النهائي قبل أن ينتفضوا في آخر نصف ساعة في لقاء الاياب ويسجلوا ثلاثة أهداف عبر بنزيمة، قبل أن يحبطوا عودة محتملة لتشيلسي في إياب ربع النهائي بعد أن تقدم الفريق الانكليزي 3-صفر في البرنابيو بعد خسارته 3-1 ذهابًا، إلا أن ريال قاتل وفرض التمديد قبل أن يتأهل رغم خسارته 3-2.
ومنذ إدخال دور ال16 إلى المسابقة في موسم 2003-2004، أصبح ريال مدريد أول فريق يخسر مباراة في كل من ثمن، ربع ونصف النهائي وينجح في بلوغ النهائي.
وقالت صحيفة «سبورت» الكتالونية المقربة من برشلونة:«هذا غير مفهوم في معايير كرة القدم العادية. التفسير يتجاوز الفهم العقلاني»، وأضافت«الأمر لا يتعلق بالموهبة هنا. إنها ببساطة قدرة غير مفهومة للتغلب على أكثر المواقف إحباطًا».
أما التعليق الأبرو فجاء من راديو كتالونيا،حيث قال: هذه ليست كرة قدم.. إنها شعوذة.. هو أمر غير قابل للتفسير !.
حتى الدقيقة 89، بقيت جماهير البرنابيو تنشد «سي سي بويدي» (أي نعم بإمكاننا)، حين كان سيتي متقدمًا بهدفين في مجموع المباراتين.
هذه ال«ريمونتادا» ضد سيتي دخلت التاريخ، إلى جانب الفوز 5-1 على إنتر ميلان الايطالي (بعد الخسارة 3-1 ذهابًا) في نصف نهائي كأس الأندية البطلة عام 1985 (دوري الابطال الآن) عندما بدأت تُكتب سطور الليالي الأوروبية الاسطورية في البرنابيو.
كتب الرئيس الفخري لصحيفة «آس» ألفريدو ريلانيو الخميس بأسلوب شاعري «بما أننا نأتي من روما القديمة، أعزو هذا النجاح إلى الحماية من أرواح الموتى، من جميع هؤلاء الأسلاف المجيدون الذين تركوا أرواحهم تطفو على هذا الصرح المقدس والذين يظهرون عندما يفعل الفريق والجمهور الشيء الصحيح للاستفادة من دعمهم».
في 28 مايو في سان دوني، على أرض ملوك فرنسا، سيحاول ليفربول منع الملكي من المغادرة مع الكأس الرابعة عشرة والثأر من الخسارة قبل أربع سنوات.
أما بالنسبة للإيطالي كارلو أنشيلوتي وبعد أن أصبح أول مدرب يصل الى خمس مباريات نهائية في دوري الأبطال، يأمل في أن يصبح أول مدير فني يحقق اللقب في أربع مناسبات، بعد أن بات الأسبوع الفائت أول مدرب يحرز ألقاب البطولات الأوروبية الخمس الكبرى. سبق أن رفع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين مع ميلان عامي 2003 و2007 وريال مدريد عام 2014.
قال قبل أيام «لا يمكن للريال أن يكتفي بنصف النهائي. ما زلنا نرغب في الوصول إلى النهائي، لأننا نعلم أنه إذا وصلنا إليه فستكون لدينا فرص أكبر للفوز».
الأرقام تثبت ذلك، فاز ريال في 13 نهائي من أصل 16، مقابل ستة ألقاب لليفربول من أصل تسع نهائيات.
من باريس، عنونت صحيفة «ليكيب» الشهيرة الخميس أن ما فعله بطل إسبانيا «سوريالي» مع التشديد على كلمة «ريال» في الكلمة المذكورة.
لقد قالها رودريجة بطل المباراة المعجزة عندما سئل بماذا فكرت عندما طلب منه انشيلوتي الدخول للملعب«فكرت أنه يمكنني تغيير التاريخ مرة أخرى، ومساعدة فريقي. لكنهم سجلوا هدفاً وكنا أمواتاً، أستطيع أن أقول ذلك. ثم، في الدقيقة 89، ساعدنا هدفي الأول في العودة. ثم، دقيقتين وسجلت الهدف الثاني بالفعل كانت ليلة سحرية».