نجمات العالم يحيين روح الفراعنة في المتحف المصري الكبير

نجمات العالم يحيين روح الفراعنة في المتحف المصري الكبير

#إطلالات

سارة سمير
اليوم

حدث ضخم خطف أنظار العالم في ليلة استثنائية تحت سماء مصر، بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يؤكد مكانة مصر وتاريخها العظيم، لكن لم تتلألأ الآثار المصرية والقطع الفرعونية القديمة فقط، بل لمعت النجمات والفنانات المشاركات في هذا الحدث، وتصدرن المشهد وعناوين الصحف العربية والعالمية بأزياء مستوحاة من الحضارة الفرعونية القديمة، عندما كانت الأزياء أداة تعبر عن التاريخ والحضارة المختلفة.

في هذا الحدث الاستثنائي، برزت النجمات بإطلالات فرعونية قديمة، للتعبير عن عمق التاريخ المصري في جميع المجالات، وفي ضوء ذلك نرصد تاريخ الأزياء في الحضارة الفرعونية وكيف انعكست إطلالات النجمات في هذا الحدث؟

تاريخ الأزياء في الحضارة الفرعونية القديمة:

تاريخ الأزياء في الحضارة الفرعونية القديمة من أكثر الجوانب التي تكشف عن رقي المصريين القدماء واهتمامهم بالتفاصيل والجمال. آنذاك لم تكن الملابس مجرد قطع يومية للستر، بل كانت تعبر عن المكانة الاجتماعية والطقوس الدينية، ما يجعل الأزياء تمر بمراحل عدة في تلك الحضارة.

ففي بداية العصور الأولى، كانت الأزياء المصرية بسيطة وتعتمد على الكتان الأبيض المصنوع من نبات الكتان المزروع على ضفاف النيل، وكان الرجال يرتدون «الإزار»؛ وهو ثوب قصير يُلفُّ حول الخصر، بينما كانت النساء يرتدين فستاناً طويلاً وضيقاً يعرف باسم «الكالاسيريس».

وحينها كان الكهنة والنبلاء يستخدمون أجود أنواع الكتان والأقمشة بشكل عام، ليتم تمييزهم عن عامة الشعب.

ومع التطور، بلغ فن الأزياء الفرعونية ذروته، حيث أصبح الاهتمام بالأناقة والزينة أكثر وضوحاً وتقديراً من قبل المصريين، وتحديداً النساء، فلا تزال أزياء «نفرتيتي، وحتشبسوت» شاهدة على هذه المرحلة، إذ تم استخدام «الأبيض» للتعبير عن الطهارة، والذهبي والأزرق والأحمر للتعبير عن القوة والجرأة، وبرزت أكثر في أزياء الملوك والكهنة.

وهناك دراسة أشارت إلى أن المصريين القدماء اتخذوا أرديتهم من النسيج الخفيف الشفاف، ليتناسب مع الطقس في مصر، لذلك غلب اللون الأبيض على أزيائهم، وزُين بـ«كنار» ملون في ملابس النساء، والمترفين من الرجال.

الزينة والإكسسوارات في التاريخ الفرعوني:

المصريون القدماء فهموا، مبكراً، أن الجمال جزء من النظام الكوني، وأن الزينة تحمل طاقة روحية تحمي وتمنح القوة، فكانت المجوهرات والإكسسوارات عندهم فناً وعقيدة وهوية، ما جعلها لغة مقدسة عبرت عن المكانة الاجتماعية في هذا الوقت، وعن الجمال الذي يرمز للحياة والخلود.

وقد اختار الرجال، والنساء، التعبير عن أنفسهم من خلال الإكسسوارات، التي أصبح رمزاً للحضارة الفرعونية اليوم، فقد استخدموا الكحل والقلائد الطويلة والأساور الكبيرة، وجميعها زُينت بنقشات خاصة تعبر عن معتقدات ورموز فرعونية، بالإضافة إلى الاعتماد على زهرة اللوتس في تزيين الشعر لدى النساء، وغطاء رأس من القماش المزركش الذي استخدمته النساء وكذلك الرجال، بهدف الزينة والزخرفة. وتشير الدراسة إلى أن ارتداء غطاء الرأس المزركش كان لأغراض عقائدية، حيث اعتقد المصري القديم أن بعض أنواع الحلي والمجوهرات لها قوى سحرية تُبْعد عنه الشرور وتحفظه.

ومما يدل على مدى تعلق المصريين القدماء بالحلي والإكسسوارات؛ للتعبير عن حضارتهم واختلافهم، الطريقة التي بدأت بها صناعة الحلى، حيث انطلقوا في البداية بمواد بسيطة موجودة في الطبيعة، مثل: النباتات والأصداف والأحجار، حتى تطورت وأصبحت الإكسسوارات تصنع من المعادن والخامات الطبيعية.

ومع مرور الوقت، أصبحت هناك حلي لكل مناسبة ومرحلة في حياة الإنسان المصري القديم، فقد استخدم الحلي في حياته اليومية للتعبير أو الظهور بشكل مختلف، وكذلك الزينة للحياة الآخرة، التي عرفت باسم «الحلي الجنائزية»، وأيضاً الحلي المستخدمة في أغراض سحرية مثل «التمائم»، وفقاً لمعتقداته آنذاك.

إطلالات النجمات في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير:

من وحي عالم الأزياء الفريد والمختلف في الحضارة الفرعونية القديمة، اعتمد مصممو أزياء حفل افتتاح المتحف المصري الكبير اللمسات واللقطات الخاصة بالفراعنة في أزيائهم، وألبسوا النجمات أزياء لا تقل إبهاراً عن عظمة المصريين القدماء.. في ما يلي أجمل إطلالات حفل افتتاح المتحف المصري الكبير:

1. انتصار السيسي:

لفتت قرينة الرئيس عبد الفتاح السيسي، سيدة مصر الأولى انتصار السيسي، الأنظار بإطلالتها الأنيقة؛ إذ اختارت فستاناً أسود كلاسيكياً مُزيناً بالتطريزات الذهبية، المستوحاة من رموز التراث المصري القديم، وحمل توقيع مصممة الأزياء مرمر حليم.

2. شريهان:

ظهور خاص وخاطف للنجمة شريهان، التي أبهرت المصريين بإطلالتها المختلفة في حفل افتتاح المتحف المصري، حيث أطلت بفستان مرصع فاخر من تصميم اللبناني العالمي إيلي صعب، أبرز قوامها المنحوت، وعبّر عن الحضارة الفرعونية أيضاً من خلال الياقة المربعة، والذيل الملكي الطويل، بالإضافة إلى التطريزات المصنوعة من الخرز اللامع، وأكملت النجمة مظهرها الأنيق بأقراط طويلة وإكسسوارات مميزة.

3. سلمى أبو ضيف:

ملكة فرعونية تعتلى العرش.. هكذا ظهرت النجمة الشابة سلمى أبو ضيف في حفل افتتاح المتحف المصري، حيث تألقت بإطلالة ملكية فرعونية، إذ لمعت بفستان ميتاليك مجسم بقماش لامع باللون الأصفر المشرق، مع تطريزات ذهبية مُزينة بأحجار فيروزية، من تصميم اللبناني فؤاد سركيس. وزينت إطلالتها بالتاج الذهبي اللامع مع أساور ملتوية حول الذراعين، وتسريحة الشعر المُزين بالضفائر، بالإضافة إلى لمسات المكياج القوي الفرعوني بأنامل خبير التجميل شريف طانيوس، حيث ركز على إبراز جمال العينين، وتحديدهما مثل مكياج الفراعنة القدماء، بخطوط الآيلاينر المجنح والمسحوب.

4. هدى المفتي:

شاركت النجمة المصرية، هدى المفتي، في هذا الحدث الضخم، حيث اختارت فستاناً أنيقاً مستوحى من الروح الفرعونية، وحمل تصميم اللبناني فؤاد سركيس، إذ جاء طويلاً بكمين مطرزين بخيوط ذهبية لافتة، وزُين بأحجار حمراء وخضراء؛ ليضيف لمسة تراثية فرعونية، وأكملت «اللوك» الفرعوني بالشعر الأسود الطويل المنسدل المُزين بحلقات ذهبية مع إكسسوار الرأس الذهبي، وحملت في يدها مفتاح الحياة، أحد أبرز رموز الحضارة الفرعونية المصرية القديمة.

5. الملكة رانيا:

من الإطلالات المميزة لضيوف حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، كانت إطلالة الملكة رانيا قرينة ملك الأردن، حيث تألقت بفستان طويل باللون الأحمر من توقيع دار «Dolce & Gabbana»، وتميز بالتصميم المستقيم الذي أبرز رشاقتها بأسلوب أنثوي وأنيق، واختارت معه حقيبة بيضاء وحذاء من نفس اللون من دار Christian Louboutin.

6. ياسمينا العبد:

خطفت النجمة المصرية الشابة، ياسمينا العبد، الأنظار بإطلالتها المُشرقة في الحدث الضخم الذي شهدته مصر والعالم، حيث اختارت فستاناً طويلاً أنيقاً باللون الكريمي، وتميز بالياقة المطرزة مع كمين يلامسان الكتفين، وخصر محدد من توقيع مصممة الأزياء المصرية نور عزازي، واختارت معه إكسسوارات ذهبية مستوحاة من الحضارة الفرعونية، واعتمدت تسريحة شعر ذيل الحصان العالي، التي تناسبت مع شعرها الطويل، الذي يعتبر من إحدى علامات الجمال الفرعونية.

7. شيرين أحمد:

صوت مميز وأداء أوبرالي ساحر.. بهذه المقومات أذهلت السوبرانو المصرية العالمية شيرين أحمد طارق، الحضور في الحفل، لكن إطلالتها كانت محور حديث الجمهور أيضاً، حيث اختارت فستان «سترابلس»، من توقيع مصممة الأزياء المصرية نور عزازي، جاء بتصميم الكورسيه بحواف سفلية مدببة، وغُطي الفستان بالكامل بالتطريزات اللامعة مع تنورة مستقيمة طويلة بقصة ضيقة، وتميز الفستان بكاب بفتحة ياقة مستديرة ينسدل من الخلف، وحافظت على شعرها المموج المعبر عن جاذبية شعر الفراعنة.