وفي قلب هذا المشهد المعقّد، يقدّم النائب في الكنيست عن “الجبهة العربية للتغيير” أيمن عودة قراءة تحليلية عميقة لما يعتبره فشلا أيديولوجيا استراتيجيا لليمين الإسرائيلي، وانعكاساته على الداخل الإسرائيلي وعلى مستقبل القضية الفلسطينية.

أيمن عودة.. فشل أيديولوجي لليمين الإسرائيلي

أكد النائب في الكنيست الإسرائيلي عن “الجبهة العربية للتغيير” أيمن عودة، في حديثه إلى غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، أن الأزمة الجوهرية التي يواجهها اليمين الإسرائيلي اليوم تتجاوز الإنجازات العسكرية، وتتمثل في فشل أيديولوجي عميق.

وشرح عودة أن القضية الأساسية للتيار اليميني، المتمثلة في السيطرة على “أرض إسرائيل الكاملة”، تواجه اليوم تحديات غير مسبوقة.

وأضاف أن الحرب الأخيرة منذ 7 أكتوبر، التي تمت بدعم واسع من الولايات المتحدة وبغطاء شعبي يقارب 90% من اليهود الإسرائيليين، لم تحقق الهدف العسكري النهائي ولم تنه القضية الفلسطينية، ما يجعل الحل العسكري غير مجدٍ أيديولوجيا.

واعتبر أن هذا يشكل أزمة عميقة سيطارد اليمين الإسرائيلي في السنوات المقبلة، تماما كما واجه اليسار الصهيوني تداعيات أوسلو خلال العقود الثلاثة الماضية.

البقاء السياسي لنتنياهو.. القضية الأكثر مركزية

وأشار عودة إلى أن البقاء السياسي لرئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشكل المحرك الأساسي لتصرفاته واستراتيجياته، خاصة مع اقتراب الانتخابات.

وأوضح أن نتنياهو يقف عند مفترق طرق تاريخي، فإما أن يفوز وتستمر هيمنة التيار اليميني، بما في ذلك ما وصفه عودة بـ”الحكومة الفاشية”، مع سيطرة كاملة على مفاصل الدولة، أو يخسر الانتخابات، ما قد يؤدي إلى مواجهته للمساءلة القانونية.

وأوضح أن الانتخابات القادمة مفصلية تاريخيا، بسبب إمكانية تأثيرها الكبير على مسار الدولة ومستقبل الفلسطينيين.

وبين أن الوصول إلى الأغلبية البرلمانية الحاسمة قد يؤدي إلى تنفيذ ما أسماه “دورة الحسم” التي لن توقفها أي معارضة شعبية، وهو ما يعكس حساسية نتائج الانتخابات المقبلة على المنطقة بأكملها.

الرهانات الدولية وعلاقة نتنياهو بأميركا

أكد عودة أن أي قرار إسرائيلي يتعلق بإيران أو لبنان لن يتم إلا بموافقة أميركية، مشيرا إلى أن إسرائيل باتت اليوم مرتهنة بشكل شبه كامل للسياسة الأميركية، بعد تراجع الدعم الشعبي والدبلوماسي على المستوى الدولي.

ولفت إلى أن نتنياهو اعتمد في السنوات الأخيرة على بناء علاقته مع الولايات المتحدة، مع التركيز على إدارة العلاقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كجزء من استراتيجيته لتعزيز شعبيته داخليًا.

التهديد الوجودي للفلسطينيين في ظل استمرار حكومة نتنياهو

وحذر عودة من أن استمرار حكومة نتنياهو لفترة إضافية يشكل خطرا وجوديا مباشرا على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوضح أن سياسات الحكومة، بما في ذلك دمج مناطق بالضفة الغربية وتقويض السلطة الفلسطينية، ستقود إلى تعزيز سيطرة أجهزة الأمن الإسرائيلية بقيادة عناصر محسوبة على أيديولوجية “كاهانا”، ما يعكس تحول هذه الأجهزة نحو ما وصفه بآليات قمع فاشية تجاه الفلسطينيين.

واستشهد عودة باستطلاع جامعة حيفا الذي أظهر دعم غالبية المجتمع اليهودي لسياسات الطرد القسري، مؤكداً أن هذه العوامل تجعل استمرار الحكومة الحالية خطرًا استراتيجيًا على المجتمع الفلسطيني داخل إسرائيل وخارجها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version