وانضم إلى ستارمر عدد من كبار المسؤولين في الحكومة، من بينهم نائب رئيس الوزراء ديفيد لامي ووزيرة الخارجية إيفيت كوبر، في الترحيب بعودة عبد الفتاح إلى بريطانيا هذا الأسبوع.

تغريدة ستارمر

وقال ستارمر في منشور على منصة “إكس” إنه سعيد بعودة علاء عبد الفتاح إلى بريطانيا واجتماعه بأسرته، مشيراً إلى أن هذه اللحظة تجلب “راحة عميقة” لأحبّائه، وموجهاً الشكر لعائلته ولكل من عمل وناضل من أجل الإفراج عنه، ومؤكداً أن قضيته كانت ضمن أولويات حكومته منذ توليها السلطة.​

وأعرب ستارمر عن امتنانه للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على قراره منح العفو لعبد الفتاح، فيما كتبت والدته ليلى سويف عبر فيسبوك: “الحمد لله علاء وصل لندن بالسلامة”، مؤكدة وصوله إلى العاصمة البريطانية.

جدل واسع

في المقابل، واجهت تصريحات قادة حزب العمال انتقادات شديدة من المعارضة، حيث وجّه وزير العدل في حكومة الظل، روبرت جينريك، رسالة انتقد فيها ما وصفه بـ”خطأ جسيم في التقدير” من جانب الحكومة البريطانية.

وأشار جينريك إلى تعهد ستارمر الأخير بـ”استئصال معاداة السامية في المملكة المتحدة”، وذلك عقب هجوم إرهابي وقع على شاطئ بوندي في أستراليا وأسفر عن مقتل 15 شخصًا، معتبرًا أن الترحيب العلني بعودة عبد الفتاح يتعارض مع هذا التعهد.

وكتب جينريك: “لم يكن ما جرى دعمًا قنصليًا صامتًا، بل تأييدا شخصيًا علنيا من رئيس الوزراء، وبالنظر إلى سجل علاء عبد الفتاح في التصريحات المتطرفة، فإن ذلك يمثل خطأً فادحًا في التقدير”، بحسب تعبيره.

وقال زعيم حزب الإصلاح نايغل فاراج: “هذه الحكومة تزداد سوءًا. ولم يُذكر شيء عن تغريدات علاء عبد الفتاح العنيفة”.

إلى ذلك ذكرت وسائل إعلام بريطانية أنه قبل أيام فقط، وعد كير ستارمر بـ”القضاء على معاداة السامية في المملكة المتحدة”، ثم، هذا الأسبوع، فعل عكس ذلك تمامًا.

وأضافت: “كان ينبغي على الحكومة أن تقف صفاً واحداً مع ضحايا الكراهية والعنف. بدلاً من ذلك، يُبدي رئيس الوزراء ابتهاجاً ​​باستقبال رجلٍ له سجلٌ حافلٌ بالتحريض في هذا البلد، ويُقدم ذلك على أنه انتصارٌ شخصي”.

وتابعت: “لا يوجد سوى تفسيرين. إما أن السير كير لم يكن يعلم ما يُضخّمه – وهو ما يُعدّ إهمالًا جسيمًا من أعلى هرم الحكومة – أو أنه كان يعلم، ومع ذلك قرر النشر. وهذا أسوأ”.

تغريدات علاء عبد الفتاح

وكتب عبد الفتاح تغريدات بين عامي 2010 و2011، ويبدو أن بعضها قد حُذف. في إحدى تغريداته، قال: “أعتبر قتل أي مستعمر، وخاصة الصهاينة، عملاً بطولياً، علينا قتل المزيد منهم”.

وفي تغريدة أخرى، كتب: “لم تكن هناك إبادة جماعية لليهود على يد النازيين – ففي النهاية، لا يزال هناك الكثير من اليهود”.

وبعد ذلك بوقت قصير، غرد قائلاً: “أيها الصهاينة الأعزاء، من فضلكم لا تتحدثوا معي أبداً، فأنا شخص عنيف دعوت إلى قتل جميع الصهاينة بمن فيهم المدنيون، لذا ارحلوا”.

وقال أيضاً: “الشرطة ليسوا بشراً، ليس لديهم حقوق، يجب أن نقتلهم جميعاً”.

وفي 8 أغسطس 2011، بينما كانت لندن ترزح تحت وطأة أعمال الشغب، كتب الفتاح: “اذهبوا وأحرقوا المدينة أو داونينغ ستريت أو اصطادوا الشرطة أيها الحمقى”.

وقال أيضاً: “هل يعتقد البريطانيون حقاً أن الإرهابيين سيكشفون عن خططهم على تويتر؟”

من هو علاء عبد الفتاح؟

في وقت سابق من العام الجاري، أصدرت الحكومة المصرية عفوًا عن الناشط علاء عبد الفتاح (44 عاما)، الذي يحمل الجنسية البريطانية من خلال والدته أستاذة الرياضيات المولودة في لندن.

وقبل شهرين من إطلاق سراحه، أزالت محكمة جنايات القاهرة اسم عبد الفتاح من قائمة المشتبه بهم بالإرهاب.

وأوقف آخر مرة عام 2019 بعد مشاركته منشورا على فيسبوك يحض على العنف بحق الشرطة، وحُكم عليه في عام 2021 بالسجن 5 سنوات بتهمة “نشر أخبار كاذبة”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version