حث رئيس سريلانكا، أمس الأربعاء، على رفض ما وصفه بمحاولة إثارة النزعات العنصرية، والتنافر الديني مع اندلاع اشتباكات في العديد من المناطق، احتجاجاً على تعامل الحكومة مع الأزمة الاقتصادية الطاحنة، بينما صدرت توجيهات للشرطة بإطلاق النار على كل من يدمر الممتلكات العامة أو يهدد بالقتل، فيما أعلن البنك المركزي أن اقتصاد البلاد سينهار، مؤكداً أن «المكابح لم تعد تعمل» بعد عنف الاثنين الماضي.

تنافر عرقي وديني

ولم تنجح استقالة الشقيق الأكبر للرئيس جوتابايا راجاباكسا من منصب رئيس الوزراء، وفرض حظر التجول في نزع فتيل الغضب الشعبي. وقال راجاباكسا على تويتر: «هذا وقت يتعين فيه على جميع أفراد الشعب السريلانكي أن يقفوا صفاً واحداً لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية».

وأضاف «أحث جميع السريلانكيين على رفض المحاولات التخريبية لدفعهم نحو التنافر العرقي والديني، تعزيز الاعتدال والتسامح والتعايش أمر بالغ الأهمية».

عنف منظم

ورغم حظر التجوّل والأوامر الصادرة لآلاف عناصر الأمن ب«إطلاق النار فوراً» لمنع وقوع مزيد من الاضطرابات، أضرمت النيران مساء الثلاثاء في فندق فخم قيل إنه مملوك لأحد أقارب راجاباكسا. وقال المسؤول الأمني الرفيع طالباً عدم الكشف عن هويته «لم تعد مسألة غضب عفوي، بل بات عنفاً منظماً». وتابع «ما لم تتم السيطرة على الوضع، فقد يتحوّل إلى فوضى عارمة».

وتحدى متظاهرون أمس حظر التجول وواصلوا اعتصامهم أمام مكتب الرئيس. وقال زعيم حزب المعارضة ساجيث بريماداسا على تويتر «يتم التحريض على العنف تحت غطاء العصابات الغاضبة لتأسيس حكم عسكري».

أسوأ أزمة اقتصادية

ويعاني السريلانكيون من نقص في المواد الأساسية والوقود والأدوية منذ أشهر، في إطار أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها عام 1948.

في الأثناء، حذر حاكم البنك المركزي في سريلانكا، أمس، من أن اقتصاد البلاد «سينهار إلى حد لا يمكن إصلاحه» ما لم تُشكل حكومة جديدة في غضون يومين لإعادة إرساء الاستقرار السياسي. وأفاد بأن موجة العنف الأخيرة تخرج خطط المصرف للتعافي الاقتصادي عن مسارها. ولفت إلى أن الاستقرار السياسي ضروري لتطبيق إصلاحات اقتصادية تهدف لمعالجة أزمة الديون التي تعانيها البلاد والنقص الشديد في العملات الأجنبية والواردات الأساسية. وقال الحاكم ناندلال ويراسينغه للصحفيين في كولومبو «ما لم تتشكل حكومة في اليومين القادمين، فسينهار الاقتصاد تماماً ولن يكون من الممكن إنقاذه». وأضاف «كانت البلاد تنزلق سريعاً على منحدر عندما تسلمت منصبي قبل أكثر من شهر بقليل. اعتقدت أنه سيكون بإمكاننا وقف ذلك، لكن مع أحداث الاثنين، لم تعد المكابح تعمل».

وقال «سينهار الاقتصاد تماماً في غضون أسبوع إلى أسبوعين. لن يكون بإمكان أحد أن ينقذ سريلانكا في هذه المرحلة. وجودي هنا كحاكم لن يساعد».

وأكد «سأستقيل ما لم يتم القيام بتحرك فوري لتشكيل حكومة». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version