إعداد: علي نجم
توج العين بلقب دوري أدنوك للمحترفين للمرة ال14 في تاريخه بعدما فرض نفسه زعيماً للمسابقة بفوزه على الجزيرة بخماسية نظيفة في ختام الجولة ال23 بعد قمة كان بطلها المدرب الأوكراني ريبروف ورجاله والجمهور الذي أضفى أجواء حماسية في مدرجات استاد هزاع بن زايد.

جاء تتويج العين في ليلة تاريخية بعد الفوز على الجزيرة بخمسة أهداف جميلة وعرض للتاريخ، ليؤكد «الزعيم» الذي اكتمل بدره ب«القمر 14»، زعامته للكرة الإماراتية في كل العقود، بعدما فاز باللقب الأول في السبعينات، موسم 1976-1977، ثم توج في الثمانينات مرتين، وفي التسعينات 3 مرات، ومن عام 2000 حتى 2010 ثلاث مرات ثم من 2010 حتى 2020 أربع مرات، ونال لقبه الرابع عشر في 2022.

سرب من العصافير

ضرب العين سرباً من العصافير بحجر واحد في ليلة تتويجه، بعدما حقق النقاط الثلاث التي أرادها من أجل ضمان الفوز باللقب الغالي، قبل 3 جولات من ختام الموسم.

وحقق العين سلسلة من الأرقام اللافتة التي تثبت أحقيته في الفوز بالدرع للمرة الرابعة عشرة في تاريخه.

وبرهن الزعيم أنه الأفضل دون منازع، والأجدر في تحقيق الإنجاز الكبير بعدما سطر أرقاماً قد تبقى محفورة في الذاكرة لحقبة من الزمن.

وشكل الفوز على الجزيرة بالخمسة ذهاباً وإياباً، صدمة كبيرة لعشاق الفريقين، حيث لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تؤول المواجهة بين البطلين بهذه الآلية وبهذا المستوى من عدم التكافؤ، حتى شعر البعض بالحزن على حالة المنافس الذي كان بطلاً سابقاً لكنه لم يظهر كذلك فوق أرضية الميدان.

أرقام وإحصاءات

وبلعة الأرقام حقق العين التالي:

1- أكثر فريق يحقق انتصارات هذا الموسم (18 فوزاً).

2- سجل للمباراة ال20 على التوالي على أرضه.

3- حقق العين بفوزه على الجزيرة فوزه العاشر هذا الموسم على أرض ملعب هزاع بن زايد، من بين 12 مباراة لعبها في الملعب التحفة، وقد تمكن العين من تسجيل 29 هدفاً في 12 مباراة بين جماهيره، بينما تلقى مرماه 8 أهداف فقط.

4- بلغ العين حاجز ال 51 هدفاً في 23 مباراة، ليكون صاحب أقوى خط هجوم وبفارق 6 أهداف كاملة عن الوحدة الوصيف.

5- امتاز العين بالصلابة الدفاعية، حيث لم يسكن مرماه سوى 16 هدفاً في 23 مباراة، بينما أنهى 11 مباراة بشباك نظيفة، علماً أن شباك الفريق تعرضت للاهتزاز 8 مرات في ملعب هزاع بن زايد، و8 مرات خارج «دار الزين».

6- احتل العين صدارة جدول الترتيب للدوري منذ الأسبوع الثاني ولغاية نهاية الموسم، دون أن يتنازل عن الصدارة التي عض عليها بالنواجذ حتى بلغ الحلم الكبير بالتتويج باللقب الرابع عشر له في تاريخ دورينا.

الرحلة

حقق العين سلسلة من 4 انتصارات متوالية في مستهل الموسم (من الأسبوع الأول ولغاية الرابع)، قبل أن يتعثر بالتعادل مرتين على التوالي أمام كل من العروبة (3-3)، والوحدة (1-1).

وذاق العين طعم الفوز الخامس في المرحلة السابعة، بفوزه على الوصل، قبل أن يعود ليقع في فخ التعادل أمام شباب الأهلي في استاد راشد.

واستشعر العيناوية خطورة الموقف، وشدة الصراع، فكشر الفريق عن أنياب هجومية، ليضرب المنافسين في 4 جولات توالياً، ليحقق الفوز على كل من الظفرة والجزيرة والنصر وعجمان.

مرارة أولى

وعرف العين مرارة الخسارة الأولى والوحيدة هذا الموسم، في ختام الدور الأول، حين حل ضيفاً على الشارقة في الإمارة الباسمة، ليتذوق طعم وعلقم الهزيمة بهدفين دون مقابل.

وكانت مباراة الشارقة هي الوحيدة التي سقط بها الفريق، كما كانت المباراة الوحيدة التي لم ينجح خلالها رجال المدرب الأوكراني ريبروف في زيارة مرمى المنافسين.

وكان العين قد هز شباك كل المنافسين دون رحمة حيناً، ورأفة أحياناً، ليسجل سلسلة رائعة من التسجيل في 11 مباراة توالياً ذهاباً، و10 إياباً حتى الآن.

بصمة الأوكراني

لا يمكن الحديث عن درع العين الرابعة عشرة دون التوقف عند بصمات ودور المدرب الأوكراني سيرجي ريبروف الذي برهن على مر منافسات الموسم أنه مدرب من طراز عال، ليس على مستوى النتائج أو اللقب الذي أعاد به العين إلى منصات التتويج، بل قياساً إلى مردود وأداء الفريق وأسلوب اللعب الذي بلغ حد اللعب على الطريقة الأوروبية العصرية.

وأسهم المدرب في إحداث نقلة كبيرة على مستوى لعب العين التكتيكي حيث بدا أن الفريق بلغ مستوى قد يكون أعلى من سائر المنافسين، دون كثير من الضجيج أو الصخب لرجل امتاز بالهدوء والصبر حتى بدا وكأنه نسخة عن مواطنه «الفيلسوف» الراحل لوبانوفسكي.

وخاض العين مع المدرب الأوكراني 31 مباراة على مستوى البطولات المحلية الثلاث، ليحقق الفوز في 20 منها، مقابل التعادل في 8 مباريات (فاز بواحدة منها بركلات الترجيح)، بينما خسر 3 مرات.

وعرف العين مرارة الهزيمة هذا الموسم، أمام كل من الإمارات في إياب الدور الأول من مسابقة كأس الرابطة، التي عاد وأكمل رحلتها ليتوج باللقب الغالي بعد أكثر من عقد من الغياب، كما ودع منافسات أغلى المسابقات كأس صاحب السمو رئيس الدولة بالخسارة من الوصل، بينما كانت الثالثة أمام الشارقة في الدوري.

هجوم مرعب

ولم يقتصر الخطر الهجومي والفعالية التهديفية للفريق على مستوى بطولة الدوري، بل إن الفريق سجل 64 هدفاً في 31 مباراة، وبمعدل تجاوز الهدفين في المباراة الواحدة في كل البطولات، وهو ما يمثل نسبة عالية لفريق عانى الكثير من المشاكل والعيوب الفنية في الموسمين الماضيين.

وباتت جماهير العين تترقب ما ستؤول إليه المفاوضات بين النادي والمدرب الأوكراني الذي قالها علانية في المؤتمر الصحفي عقب التتويج «العين أو لا أحد» في الإمارات.

وحفر المدرب الأوكراني اسمه في سجلات المدربين التاريخيين لنادي العين، بعدما أسهم في إحراز ثنائية من الألقاب في الموسم الأول له مع الفريق.

وكان العين قد توج في الرابع من مايو بلقب كأس الرابطة، قبل أن يضيف درع الدوري إلى سجلاته في 11 منه، ليكون أسبوع الفرح البنفسجي.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version