أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن التزاماً طويل الأمد للولايات المتحدة بمنطقة جنوب شرق آسيا في مواجهة الصين، وذلك خلال استقباله قادة دول المنطقة بأول قمة في واشنطن أول أمس الجمعة، وعرض بايدن مبادرات جديدة بنحو 150مليون دولار، وأعلن عن خطط لإرسال أول سفير أمريكي إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا منذ أكثر من خمس سنوات.
وتمثل تلك أول مرة يجتمع فيها زعماء آسيان كمجموعة في واشنطن، وأول اجتماع لهم يستضيفه رئيس أمريكي منذ عام 2016. وتأمل إدارة بايدن أن تظهر الجهود أن واشنطن لا تزال تركز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ والتحدي طويل المدى للصين على الرغم من الأزمة في أوكرانيا. وقال بايدن أمام قادة آسيان إن منطقة «حرة ومفتوحة ومستقرة ومزدهرة ومرنة وآمنة هي ما نسعى إليه جميعاً». وقال بايدن إنه سيعين يوهانس أبراهام، كبير موظفي مجلس الأمن القومي، سفيراً لدى الأمانة العامة لآسيان في جاكرتا.
وقالت نائبة الرئيس كمالا هاريس خلال لقائها قادة آسيان على غداء عمل إن الإدارة الأمريكية «تدرك الأهمية الاستراتيجية الحيوية لمنطقتكم». وأضافت «كدولة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ستكون الولايات المتحدة حاضرة وستستمر بالانخراط في جنوب شرق آسيا لأجيال مقبلة». وشددت على ضرورة الحفاظ على حرية البحار والتي تقول واشنطن إنها تواجه تحدياً من قبل الصين. وقالت إن «الولايات المتحدة وآسيان تشتركان في رؤية لهذه المنطقة، وسنعمل معاً على الحماية من التهديدات للقواعد والأعراف الدولية».
وفي بيان مشترك بعد القمة، أعلنت الولايات المتحدة ودول آسيان عن «إعادة تأكيد التزامنا بالسيادة والاستقلال السياسي ووحدة أراضي أوكرانيا». وقالت وزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مرسودي خلال لقائها نظيرها الأمريكي أنتوني بلينكن: «ندرك أنه إذا استمرت الحرب، سنعاني جميعاً». ولم توجه واشنطن دعوة للمجموعة العسكرية الحاكمة في بورما التي أطاحت حكومة الزعيمة المنتخبة أونغ سان سو تشي العام الماضي، والتي فرضت عليها عقوبات أمريكية. وجدد البيان المشترك دعم قادة آسيان لما أطلق عليها «نقاط التوافق الخمس» التي تم التوصل إليها في جاكرتا في نيسان/إبريل 2021 وتدعو إلى وقف العنف و«الحوار البناء» رغم انتقادات إزاء عدم تحقيق تقدم يذكر.
(وكالات)