أدلى اللبنانيون بأصواتهم، الأحد، في أول انتخابات نيابية في لبنان منذ الانهيار الاقتصادي في البلاد، لكن الاقتراع لم يمض في ساعاته الأولى كما كان مأمولاً، وشهدت مراكز الاقتراع بعض الإشكالات وصلت إلى الاشتباك بالأيدي في ظل نشر السلطات حوالي 100 ألف عنصر من قوات الأمن والجيش لتأمين الاقتراع. ورغم تأكيد هيئة الإشراف عن تسجيل «مئات المخالفات»، بدت نسب الإقبال متفاوتة من دائرة إلى أخرى، ودعا القادة السياسيون إلى التصويت بكثافة.وبعد الإدلاء بصوته، دعا الرئيس ميشال عون اللبنانيين إلى ضرورة الاقتراع، مؤكداً أن المواطن لا يمكنه أن يكون محايداً في قضية أساسية لاختيار نظام الحكم. ولفت عون انتباه اللبنانيين إلى أن هذه المناسبة تتكرر فقط مرة واحدة كل 4 سنوات، وتتيح فرصة للمواطن «أن يراقب خلالها عمل النواب ويميز ويختار».

ميقاتي متفائل 

وقال رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بعد الإدلاء بصوته في طرابلس «إن الدولة بكل أجهزتها مستنفرة لإنجاز هذا الاستحقاق الديمقراطي، وبإذن الله تسير الأمور على ما يرام». وأكد أن «نسبة الاقتراع الصباحية جيدة»، كما دعا اللبنانيين إلى «اختيار الأفضل ومن يرونه مناسباً» وقال إن «الدولة استعدت لهذا الاستحقاق وجندت 100 الف عنصر»، مثنياً «على كل الجهود التي بذلت وستبذل من القضاة والموظفين والأمنيين».وأكد وزير الداخلية، بسام مولوي، أن الوضع الأمني تحت السيطرة، وقد جرى وضع خطة أمنية محكمة لتأمين حماية مراكز الاقتراع وسلامة العملية الإنتخابية، مشيراً إلى أن هناك ثمانين ألف عنصر أمن لحماية الانتخابات. وبحسب المعطيات الأولية لم تتجاوز نسبة المقترعين بعد ساعتين من انطلاق عمليات الاقتراع 2%.

مئات المخالفات 

وكشفت هيئة الإشراف على الانتخابات عن حدوث «مئات المخالفات» بسبب «خرق الصمت الانتخابي من مختلف وسائل الإعلام والمرشحين والجهات السياسية». وأشارت الهيئة، من خلال التقارير التي تردها من غرفة العمليات التابعة لها ورصدها المباشر لمجريات العملية الانتخابية، إلى أنها «تعكف على دراسة التقارير عن هذه المخالفات، واتخاذ الإجراءات الفورية بشأنها، منها الإحالة إلى المراجع القضائية المختصة». وأكدت الهيئة «الاستمرار بمواكبة العملية الانتخابية حتى إغلاق صناديق الاقتراع»، وطالبت وسائل الإعلام كافة والمرشحين والجهات السياسية بـ«الالتزام الفوري بالصمت الانتخابي، وفقاً للأحكام المنصوص عليها في قانون الانتخاب». إشكالات وانقطاع للكهرباءوأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن العملية الانتخابية في مركزي الاقتراع في بلدة فنيدق ومركز آخر في البيرة العكارية، توقفت بسبب الفوضى والاشتباكات بين مندوبي المرشحين ومؤيديهم. وقال الجيش اللبناني إن «إشكالاً داخل أحد مراكز الاقتراع في منطقة البيرة- عكار، سرعان ما انتقل إلى خارج المركز، حيث قام أشخاص بالاعتداء على المركز».وأضاف: «تدخلت دورية من الجيش وأطلق عناصرها النار في الهواء لفض الإشكال وإعادة الوضع إلى ما كان عليه».وفي وقت سابق بعد انطلاق عمليات الاقتراع انقطع التيار الكهربائي في منطقة أحد مراكز الاقتراع بمدينة طرابلس، فيما صرحت وزارة الداخلية بأنها تعمل على حل هذه المشكلة. كما اشتكت بعض الدوائر الانتخابية من نقص في أوراق الانتخاب.وسجلت الانتخابات إقبالاً كثيفاً على المشاركة في الاقتراع في دائرتي بيروت الأولى والثانية وبلغت نسبة المشاركة حوالي 20% في حدود منتصف النهار. وانطلقت عمليات الاقتراع عند السابعة صباحا في المحافظات الخمس، في 15 دائرة انتخابية، وسط إجراءات أمنية مشددة.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version