إعداد: معن خليلكان زين الدين زيدان لاعب منتخب فرنسا لكرة القدم السابق والسويدي هنريك لارسون والهولندي داني بليد من النجوم الكبار الذين اتجهوا للتدريب وجمعتهم الصدف مع أحد أبنائهم في فريق واحد، أي أن المدرب هو الأب واللاعب هو الابن، وهي ظاهرة قديمة جداً في عالم اللعبة امتدت حتى إلى المنتخبات الوطنية، لكنها بقيت ضمن حالات نادرة كما هو الوضع في ألعاب رياضية أخرى.ودرب نجم الكرة الهولندية ونادي أياكس السابق داني بليند، ابنه دالي في منتخب هولندا، وسار أسطورة أمريكا بوب برادلي، على خطاه حين درب ابنه مايكل في منتخب أمريكا، في حين درب زين الدين زيدان أولاده الثلاثة.اختار زين الدين زيدان الجزائري الأصل والذي يعد أسطورة في كرة القدم الفرنسية بعدما قاد منتخب «الديوك» للقب كأس العالم لعام 1998، الاتجاه للتدريب بعد اعتزاله، وهو بدأ مشواره بالعمل مساعداً للإيطالي كارلو أنشيلوتي في تدريب فريق ريال مدريد الأول، ثم عين مدرباً للفريق الثاني للنادي الملكي الذي يطلق عليه «كاستيا مدريد»، ثم الفريق الأول على فترتين انتهتا عام 2021.وكان أولاد زيدان الثلاثة إنزو ولوكا وثيو يلعبون في فريق كاستيا ثم الفريق الأول، وقد دربهم والدهم وإن كانوا لم يظهروا كثيراً في المباريات الرسمية.هنريك وجوردانأما هنريك لارسون فهو بدوره غني عن التعريف، وقد كان أحد أبرز من أنجبتهم الكرة السويدية ولعب في صفوف المنتخب 106 مباريات دولية، كما احترف في برشلونة الإسباني وسلتيك الاسكتلندي.وبعد اعتزاله اتجه لارسون إلى التدريب وهو درب فريق هلسينغبورج السويدي، الذي لعب في صفوفه أيضاً نجله جوردان،، والذي لعب في صفوف النادي الذي سبق لوالده أن تألق معه على فترتين ( 1992-1993) و(2006- 2009 ) وسجل 88 هدفاً.وبدأت شهرة هنريك لارسون في هلسينغبورج قبل أن يبدأ مسيرته الاحترافية خارج بلاده والتي لعب خلالها لسلتيك وبرشلونة وفاز خلالها بعدد من الألقاب قبل أن يعود إلى النادي الذي بدأ فيه مسيرته.وفي 18 فبراير / شباط 2013 شهدت الملاعب الإنجليزية حالة مماثلة عندما عين النجم السابق لمانشستر يونايتد بول إينس مدرباً لفريق بلاكبول من الدرجة الأولى، ليصبح مدرباً لنجله توم لنحو سنة كاملة، قبل أن يقال الأب من منصبه، وهو ما أثر في قرار الابن الذي فضل اللعب آنذاك في ناد آخر حيث تمت إعارته إلى كريستال بالاس.وعلى خطى والده، برز الابن توم في مركز الجناح، وهو لعب لاحقاً الدوري الممتاز مع نادي هال سيتي، ومع فرق أخرى ويلعب منذ يناير الماضي مع ريدينج، وسبق أن اختير أفضل لاعب في دوري الدرجة الأولى عام 2013.وسبق لستيف بروس المدرب الإنجليزي المعروف والذي لعب إلى جوار بول إينس في صفوف مانشستر يونايتد في الفترة بين أعوام 1989 و1995، أن درب ابنه المدافع إليكس في فريق بيرمنجهام عام 2005، لكن بعد هبوطه إلى درجة أدنى نصح الوالد ابنه بالانتقال إلى فريق آخر بعدما كثر الحديث على أن الأب يفضل ابنه على مصلحة الفريق.وشاءت الصدف أن يلتقي الاثنان مجدداً، لكن مع فريق هال سيتي الذي دربه ستيف بروس من 2012 حتى 2016، ولعب له اليكس، لكن مع فارق أن الحديث عن «الواسطة» لم يعد موجوداً بسبب تألق الابن في الخط الخلفي للفريق.مالديني الأبرزتاريخياً، فإن أبرز حالة سجلت في ظاهرة المدرب الأب واللاعب الابن كانت تلك التي حبك قصتها الراحل شيزاري مالديني ونجله باولو الذي يعد إحدى الأساطير الكروية في إيطاليا والمدافع الأيمن الأكثر شهرة في العالم بعد تألقه اللافت مع نادي ميلان ومنتخب بلاده.وكان الأب شيزاري من مشاهير كرة إيطاليا عندما كان لاعباً في صفوف ميلان وأحرز معه لقب دوري أبطال أوروبا عام 1963، وعندما تحول إلى التدريب كان ابنه باولو يرافقه كلاعب أينما حل، حيث دربه في صفوف منتخب إيطاليا للشباب تحت 21 سنة من عام 1986 حتى 1988، ثم تواجدا معاً كمدرب ولاعب في صفوف منتخب إيطاليا الأول في مونديال عام 1998 في فرنسا، وكان من المفارقات أن باولو كان كابتن«الأزوري» الذي خرج في ذلك الوقت من الدور ربع النهائي بعد خسارته أمام فرنسا الدولة المنظمة.

كما عمل الأب شيزاري والابن باولو معاً في نادي ميلان عام 2001 بعدما حل الأول مدرباً بديلاً للتركي فاتح تريم، وبعدها لم يلتقيا في فريق واحد، بل تواجدا في مونديال 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية عندما كان الوالد مدرباً لمنتخب الباراجواي والابن كابتن إيطاليا.وإذا كان شيزاري من الأوائل الذين دربوا أبناءهم في المنتخبات الوطنية، فإن آخرين ساروا على نفس النهج مثل بوب برادلي الذي أشرف على ابنه لاعب الوسط مايكل في الفريق الأمريكي، حيث اجتمعا معاً خلال تصفيات ونهائيات كأس العالم عام 2010 في جنوب إفريقيا.كما درب زلاتكو كرانيكار ابنه نيكولاس في منتخب كرواتيا خلال تصفيات ونهائيات كأس العالم عام 2006 في ألمانيا، ثم افترقا بعد أن استلم مهمة دفة المنتخب بيليتش.ومن المشاهير الذين دربوا أبناءهم الاسكتلندي اليكس فيرجسون المدرب التاريخي لمانشستر يونايتد الإنجليزي، حيث أشرف على نجله دارين منذ عام عام 1990 في صفوف فرقة «الشياطين الحمر»، وقد لعب الابن على مدار ثلاث سنوات 15 مباراة تحت قيادة والده، والمثير أن براين رغم محدودية مستواه إلا أنه كان ضمن القائمة التي أحرزت لقب الدوري في موسم 1992-1993، قبل أن ينتقل بعدها إلى نادي ولفرهامبتون.وبالنسبة لأسطورة نادي ليفربول كيني دالجليش الملقب بـ«الملك» بالنظر إلى ما قدمه من إنجازات لفريق «الحمر»، فقد اتجه بعد اعتزاله للتدريب وكانت له تجربة عام 1997 مع فريق نيوكاسل يونايتد الذي كان يلعب له نجله بول والذي كان صاحب مستوى عادي أيضاً، وهو خاض 14 مباراة فقط مع «الماجبايز» قبل أن ينتقل إلى صفوف فريق نوريتش سيتي مقابل 300 ألف جنيه فقط.ورغم الشهرة الواسعة ليوهان كرويف الجناح الطائر في الكرة الهولندية، إلا أن نجله جوردي كان أقل سمعة، وهو لعب مثل والده مع أياكس أمستردام ثم برشلونة عام 1994 الذي كان مدربه وقتها يوهان نفسه، وبعدما ترك الأب الفريق الإسباني عام 1996 انتقل الابن إلى مانشستر يونايتد.وفي بعض الحالات يكون الأب مدرباً عظيما والابن لاعباً مميزاً، كما هي حال عائلة كلاف التي كان فيها براين أسطورة على صعيد مهنة التدريب وصنع مجد نادي نوتنجهام فوريست خلال فترة الثمانينات، وتألق إلى جانبه ابنه نايجل الذي لعب في الفريق الإنجليزي تحت قيادة والده 400 مباراة مسجلاً ثاني أعلى أهداف في تاريخ النادي والبالغ 131 هدفاً، كما أحرز معه كأسي المحترفين عامي 1989 و1990، وترك براين وابنه نايجل النادي معًا في 1993 بعد هبوطه إلى الدرجة الثانية، ليتقاعد الوالد وينتقل الابن إلى ليفربول العريق.ويعد المدرب هاري أحد الذين صنعوا مجد ابنه جايمي ريدناب وشهرته، حيث كان الأخير ما زال في السادسة عشرة من عمره عندما منحه والده فرصة اللعب لفريق بورنموث عام 1992، لينتقل بعدها إلى ليفربول مقابل 350 ألف جنيه في أغلى صفقات اللاعبين المراهقين في ذلك الوقت، وبعد عشر سنوات مع ليفربول وثلاث سنوات مع توتنهام، اجتمع الأب والابن للمرة الثانية كمدرب ولاعب في صفوف فريق ساوثهامبتون، لكن هذا التلاقي لم يكن ناجحاً بعدما هبط الفريق إلى الدرجة الأدنى.وما لايعرفه البعض أن المدرب الشهير البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب روما الإيطالي الحالي لعب تحت قيادة والده فيليكس في فريق ريو أفي البرتغالي في عام 1980، وقد افترق الثنائي عندما غادر جوزيه إلى فرق أخرى قبل أن يعتزل الكرة ويركز على التدريب.

نقمة

لكن هذه الظاهرة، قد تتحول أحياناً إلى نقمة بدلاً من أن تكون نعمة كما حدث عام 2009 في بوليفيا عندما قرر نادي أوروا الاستغناء عن خدمات المدرب خوليو سزيار بالديفييسيو بسبب إصراره على إشراك ابنه ماوريسيو في تشكيلة الفريق.وأصبح ماوريسيو عام 2009 أصغر لاعب في العالم يشارك في مباراة ضمن دوري للمحترفين لكرة القدم بعدما دفع به والده المدرب في التشكيلة لمدة تسع دقائق في لقاء أمام لاباز بالبطولة رغم أن عمره كان 13 عاماً فقط، وبعد فترة تدخلت إدارة النادي وطلبت من الأب عدم إشراك نجله، وعندما رفض تمت إقالته فوراً.يذكر أن الأب بالديفييسو كان لاعباً مميزاً ويلقب في بوليفيا بـ «ايل امبرادور» وتعني الإمبراطور، وهو لعب في صفوف 17 فريقاً في بوليفيا والأرجنتين وإسبانيا واليابان والسعودية وقطر وفنزويلا والإكوادور.

 


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version