بيروت: «الخليج»
بدأ التحضير في لبنان، أمس الأربعاء، لانتخاب رئيس جديد للمجلس النيابي (البرلمان) مع نائب الرئيس، وهيئة مكتب المجلس، واللجان النيابية ورؤسائها، الأسبوع المقبل، فيما اعتبرت بعثة الجامعة العربية للمراقبة أن عملية الاقتراع يوم الأحد الماضي، تمثل مرحلة باتجاه التغيير والإصلاحات، في وقت عاد فيه مشهد طوابير السيارات أمام محطات البنزين لاسيما في صيدا، على الرغم من ارتفاع أسعار المحروقات بشكل جنوني تزامناً مع ارتفاع الأسعار عالمياً، وارتفاع سعر الدولار الأمريكي في السوق السوداء الذي لامس حدود 31 ألف ليرة، فضلاً عن بروز أزمة رغيف في الأفق.
اتصالات ومشاورات
وبدأت الاتصالات والمشاورات بين نواب القوى التغييرية والمستقلين مع بعض الأحزاب والقوى السيادية، بخصوص المباشرة بتشكيل آلية تواصل وتنسيق لإقامة نواة تجمع سياسي نيابي، للعمل معاً في المرحلة المقبلة، واتخاذ موقف موحّد في مقاربة الاستحقاقات الداهمة، لاسيما منها انتخابات رئاسة المجلس النيابي، في 22 مايو/أيار الجاري، وتأليف الحكومة الجديدة، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في الخريف المقبل.
وفي هذا السياق، أكدت بعثة الجامعة العربية لمراقبة الانتخابات اللبنانية في تقريرها التمهيدي، أن عملية الاقتراع يوم الأحد الماضي، جرت إلى حد بعيد، في نطاق احترام القانون والأنظمة، معربة عن تطلعها لأن تشكل مرحلة جديدة في العمل الوطني الهادف والبناّء، يضطلع فيها البرلمان اللبناني بدور كامل وفعّال في الدفع بمسار التغيير والإصلاحات، بما يتماشى مع الطموحات المشروعة للشعب اللبناني في الاستقرار والعيش الكريم.
وغرّدت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان، ومنسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي عبر حسابها على «تويتر»، وكتبت: «الانتخابات النيابية مكسب كبير لشعب لبنان! فنتائجها ليست مكسباً فردياً أو مكسباً لحزب سياسي ما؛ بل ربح حقيقي للبنان. آمل أن يؤدي ذلك إلى مكاسب إصلاحية قيّمة وإلى مستقبل أفضل للشعب، كما أتمنى أن يؤدي إلى استقطاب الأدمغة من جديد مقابل الآثار الفادحة لهجرة الأدمغة التي شهدها».
ارتفاع أسعار المحروقات
من جهة أخرى، عاد مشهد طوابير السيارات أمام المحطات على الرغم من ارتفاع أسعار المحروقات، وشهدت مدينة صيدا وغيرها من المدن والقرى زحمة سيارات عند مداخل محطات الوقود، في ظل الحديث عن شح في مادة البنزين وعدم توافر الاعتمادات اللازمة لاستيرادها، وصباحاً اصطفت السيارات في طوابير، فيما أقفلت محطات أبوابها. وأوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات الدكتور جورج البراكس، أن البنزين متوافر في مستودعات الشركات وفي بواخر في البحر، وقال: «لسنا في أزمة محروقات في لبنان؛ لأن الموضوع متعلق ببعض التأخير في إنجاز معاملات صرف الدولار للشركات المستوردة من قبل المصارف، وفقاً لمنصة صيرفة. ويجب أن يحل الموضوع سريعاً»، موضحاً أن الشركات توزع البنزين بكميات محدودة، وبعض المحطات انقطعت من المواد بسبب تأخر تسليمها مادة البنزين.
أزمة طحين تشتد
وعلى صعيد آخر، أكد نقيب أصحاب الأفران في لبنان علي إبراهيم، في حديث تلفزيوني، أمس، أن «أزمة الطحين ستزيد وسنشهد المزيد من الطوابير أمام الأفران» بعدما سبق أن أكد وزير الاقتصاد أمين سلام، أن الدعم سيستمر، ولن أقبل برفع الدعم عن الخبز بشكل عشوائي، وفتح اعتماد ب21 مليون دولار لدعم القمح. وفي جلسة يوم الجمعة سأطلب من وزارة المال دفع الأموال للبواخر، مشيراً إلى أن حماية المستهلك ستتحرك وتأخذ إجراءات بحق المطاحن التي ستحتكر الطحين المدعوم، موضحاً أن لبنان بلد يستورد 90% مما يستهلك، واتفقنا مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على وضع خطة وآلية بين وزارتي الزراعة والاقتصاد، وترشيدها على مدى سنوات قادمة، لكن تبقى العبرة في التنفيذ.