صعّدت القوات الروسية، أمس الثلاثاء، هجومها على آخر جيوب القوات الأوكرانية فى محيط لوجانسك الواقعة فى إقليم دونباس بشرق أوكرانيا في وقت دخلت العملية العسكرية الخاصة شهرها الرابع. واعترفت كييف بأن الوضع بالغ الصعوبة وقد يكون فات الأوان لتداركه، بينما قللت موسكو من شأن «مبادرات السلام» الأوروبية، مؤكدة أنها ليست سوى تيار هادر من التنظير يطلقه مولعون أوروبيون بالبيانات والمنحنيات.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك، أمس الثلاثاء، إن الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا دخلت أكثر مراحلها نشاطاً. وبعد 3 أشهر من بدء الهجوم العسكري، تحاول القوات الروسية محاصرة القوات الأوكرانية في مدينتين على جانبي نهر سيفرسكي دونيتس شرقي أوكرانيا، ولم تتوقف على محاولة عبور النهور، وفقاً لموتوزيانيك.

كما كثفت القوات الروسية عملياتها العسكرية في دونباس شرقي أوكرانيا، حيث تسعى لتطويق 3 مناطق في الإقليم الذي يشهد تقدماً روسياً واسعاً، وفق ما أعلنت الاستخبارات البريطانية، أمس الثلاثاء.

وضع صعب

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته اليومية إن «الأسابيع المقبلة من الحرب ستكون صعبة، وينبغى أن نكون مدركين لذلك».

وقال حاكم لوجانسك، في دونباس، إن روسيا استقدمت آلاف الجنود للاستيلاء على الإقليم بكامله وأن سيفيرودونيتسك تتعرض لهجوم مكثف، محذراً الأهالى من فوات الأوان للمغادرة. وقال سيرجى جايدى على تلجرام «في هذه المرحلة لن أقول: اخرجوا، غادروا. الآن سأقول: ابقوا فى ملجأ»، موضحاً «لأن كثافة القصف لن تسمح لنا بحشد الناس بهدوء والقدوم من أجلهم».

وأفاد أهالى باخموت، القرية الواقعة عند تقاطع محوري يمثل مركز قيادة لجزء كبير من الجهد الأوكراني في الحرب، بتعرضهم لقصف جوي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن قواتها قصفت مستودعاً للأسلحة في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا يستخدم لتخزين قذائف لمدافع الهاوتزر إم777 أمريكية الصنع، وهي نوع من المدفعية.

وألمح وزير الدفاع الروسي ورئيس مجلس الأمن القومي النافذ، أمس، إلى أنه قد يتعين على موسكو القتال لفترة أطول في أوكرانيا لتحقيق أهدافها المعلنة.

وقال الوزير سيرغي شويغو، خلال اجتماع عبر الفيديو مع نظرائه في دول كانت منضوية في الاتحاد السوفييتي السابق وبث التلفزيون مقاطع منه، «سنواصل العملية العسكرية الخاصة حتى تتحقق جميع الأهداف، بغض النظر عن المساعدات الغربية الضخمة لكييف وضغط العقوبات غير المسبوق». وأكد أن الجهود الروسية لتجنب وقوع ضحايا بين المدنيين «تؤدي بالطبع إلى إبطاء وتيرة الهجوم، لكن هذا الأمر متعمد».

ويأتي التصريح بعيد نشر مقابلة نادرة أجرتها صحيفة «أرغومينتي أي فاكتي» الأسبوعية مع رئيس مجلس الأمن القومي نيكولاي باتروشيف، قال فيها إن العمليات العسكرية ستستمر طالما دعت الحاجة إلى ذلك. وأوضح «نحن لا نهتم بالتفاصيل… الأهداف التي حددها الرئيس (فلاديمير بوتين) ستتحقق». وأضاف «لا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك، الحقيقة إلى جانبنا».

تنظير للسلام

من ناحية أخرى، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميترى مدفيديف، إن «مبادرات السلام» الأوروبية ليست سوى تيار هادر من التنظير يطلقه مولعون أوروبيون بالبيانات والمنحنيات، وذلك فى إشارة إلى خطة السلام التي اقترحتها إيطاليا خلال الأيام الماضية. وأشار ميدفيديف إلى أن الغرب قد أصابته حساسية إنشاء «خطط سلام» من شأنها أن تدفع نحو تسوية الوضع في أوكرانيا.

وأوضح ميدفيديف، كان الوضع ليكون مقبولًا إذا ما دار الحديث حول إعداد بدائل تأخذ في الاعتبار الحقائق على الأرض. إلا أن ذلك ليس الحال، وإنما تبدو تلك الخطط ك «تيار هادر من التنظير يطلقه مولعون أوروبيون بالبيانات».

وتابع: «يبدو أن الخطة لم تكن من إعداد دبلوماسيين، وإنما من قبل سياسيين محليين يواظبون على قراءة الصحف الإقليمية، ويستندون فقط إلى الأخبار المزيفة التى يفبركها الطرف الأوكراني». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version