إعداد: مصطفى الزعبي

تتوالى التطمينات الدولية من الحكومات والخبراء بشأن «جدري القردة»، مؤكدة أن مخاطر هذا المرض منخفضة. ومع تسجيل بعض الإصابات المحدودة في بعض الدول الأوروبية، أعلنت وزارة الصحة المغربية أن النتائج المخبرية للحالات الثلاث المشتبه في إصابتها بفيروس جدري القردة جاءت سلبية، فيما عزت دراسة بريطانية انتشار هذا المرض اليوم إلى توقف أخذ لقاح جدري القردة خلال سبعينات القرن الماضي.

وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة «فايزر» المختصة في إنتاج اللقاحات أنه «لن يقلق كثيراً» بشأن تفشي مرض «جدري القردة» الأخير الذي شهد زيادة حالات الإصابة في البلدان غير الموبوءة. وقال ألبرت بورلا لشبكة «سي إن بي سي»، على هامش منتدى دافوس: إنّ البيانات الحالية عن المرض تشير إلى أنه لا ينتقل بسهولة مثل الفيروسات الأخرى كفيروس كورونا، وإنه من غير المحتمل أن يؤدي إلى جائحة. وأضاف بورلا: «ليس لدي كل المعلومات أمامي، ومع كل ما أعرفه، فلن أقلق كثيراً. هذا لا يعني أنه يجب علينا الاسترخاء، وأعتقد أننا يجب أن نراقب أين يذهب الوضع».

ومجدداً قالت منظمة الصحة العالمية: إنه من غير المرجح أن يصبح جدري القردة جائحة عالمية مشابهة لفيروس كورونا، بحسب الوقائع الموجودة حالياً، مؤكدة أن المرض يتطور لكن لا داعي للقلق والذعر.

لا إصابات بالمغرب

وأكدت وزارة الصحة المغربية، أمس الأربعاء، عدم تسجيل أي حالة إصابة مؤكدة بمرض جدري القردة حتى الآن؛ وذلك بعد ظهور نتائج سلبية لاختبارات أجريت على ثلاثة أشخاص كان يشتبه في إصابتهم بهذا المرض المعدي.

وقالت الوزارة: إن النتائج المخبرية للحالات الثلاث المشتبه في إصابتها بفيروس «جدري القردة» جاءت سلبية، مشيرة إلى أن المعطيات الوبائية المسجلة في المغرب، حتى أمس الأربعاء، لم تسجل أي حالة مؤكدة بمرض «جدري القردة».

دراسة بريطانية

على صعيد آخر، أفادت دراسة أجراها باحثون في جامعة أدنبرة البريطانية، بأن توقف أخذ لقاح جدري القردة خلال سبعينات القرن الماضي، له دور في انتشار المرض اليوم؛ إذ تسهم اللقاحات في إنقاذ مليارات الأشخاص حول العالم من الموت، عبر تقوية جهاز المناعة ضد الفيروس أو الجرثومة حال اجتياحها الجسم.

وفي تقرير نشرته الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، طرحت سؤالاً مفاده «هل يحتاج الأطفال إلى كل اللقاحات التي يأخذونها، لاسيما مع ظهور أوبئة جديدة، وقاتلة مع النقاش الطويل حول فائدتها في المستقبل مثل فيروس كورونا وفيروس جدري القردة الذي يتفشى في العالم؟». وقال العلماء في الأكاديمية: «كان تطعيم الأطفال أحد أكبر قصص نجاح الطب الحديث؛ إذ حققت لقاحات الأطفال نجاحاً كبيراً لدرجة أنه لم يعد يمثل العديد من الأمراض خطورة، أو تسبب إعاقات دائمة، ولن يصاب معظم الأطفال، بفضل اللقاحات، على سبيل المثال بالسعال الديكي، أو الكزاز أو شلل الأطفال أو التهاب السحايا، وقد يتساءل الآباء عما إذا كان طفلهم يحتاج إلى جميع التطعيمات في جدول التحصين الموصى به، أم لا؟.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version