أكد تقرير سنوي لخبراء الأمم المتحدة حول ليبيا، والذي قُدّم مؤخراً إلى مجلس الأمن، أن حظر الأسلحة الأممي على ليبيا المفروض منذ عام 2011 لا يزال غير فعال، مشدداً في الوقت عينه على أن وجود مقاتلين أجانب يشكّل خطراً على أمن المنطقة، فيما اندلعت اشتباكات مسلحة، أمس السبت، بين ميليشيات في منطقة زاوية الدهماني وسط العاصمة طرابلس، في حين أكد مدير مكتب شؤون جهاز دعم الاستقرار عقيد عبدالسلام المسعودي، أن الجهاز لن يمنح الحصانة لأي مجرم، أو يسمح لأي من منتسبيه بممارسة أي سلوك خاطئ.

وأفاد التقرير بأن دولاً أعضاء في الأمم المتحدة تواصل انتهاكه مع إفلات تام من العقاب بإرسالها أسلحة، مؤكداً أن القسم الأكبر من الأراضي الليبية لا يزال تحت سيطرة جماعات مسلحة، وفق ملخص حصلت عليه وكالة الصحافة الفرنسية.

وشجب الخبراء ما وصفوه بالانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي على نطاق واسع، وفي ظل إفلات تام من العقاب، مشيرين إلى أنهم رصدوا حالات قرصنة بحرية ضد سفن تجارية.

حظر السلاح نقطة جوهرية

من جهة أخرى، قالت الأمم المتحدة إن إعداد النازحين في ليبيا انخفضت إلى 168 ألفاً بحلول 31 يناير الماضي مقابل 179 ألف شخص في نوفمبر الماضي، بفارق 11 ألف نازح.

وكشف تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، حول بعثة المنظمة للدعم في ليبيا، عن تباطؤ وتيرة العودة بسبب عقبات الافتقار إلى السكن، ومحدودية الخدمات الأساسية، والمخاوف المتعلقة بالأمن الشخصي والتماسك الاجتماعي، مضيفاً: «ظل النازحون داخلياً معرضين لخطر النزوح المتكرر».

إلى ذلك، اندلعت اشتباكات مسلحة، أمس السبت، بين ميليشيات في منطقة زاوية الدهماني وسط العاصمة طرابلس.

وقالت مصادر ليبية، في تصريحات مقتضبة، إن اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة اندلعت في حي زاوية الدهماني بالقرب من مبنى الإذاعة الوطنية ونادي الشط، بين ميليشيات النواصي وميليشيات أخرى. وفيما لم تكشف المصادر أسباب اندلاع تلك الاشتباكات، أكدت أن هناك استنفاراً أمنياً في محيط وزارة الخارجية بالعاصمة والمناطق المجاورة.

انتهاء المهلة

وتأتي الاشتباكات بعد يومين من انتهاء مهلة منحها مدير المخابرات العسكرية السابق أسامة الجويلي، الذي أطيح به بعد محاولة فتحي باشاغا الدخول إلى طرابلس، لرئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، لتسليم السلطة.

وتحولت طرابلس إلى ثكنة عسكرية مغلقة، بعد أن انتشرت ميليشيات اللواء 444 قتال في مناطق قصر بن غشير ووادي الربيع والسايح وسوق الخميس والسبيعة والهيرة وصلاح الدين وخلة الفرجان بطرابلس، إضافة إلى ترهونة وبني وليد والعربان، في الغرب الليبي، تحسباً لأي هجوم من قبل قوات الزنتان التابعة للجويلي.

أرتال مسلحة

في الجهة المقابلة، كشفت مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، عن تحرك أرتال مسلحة مدججة بالأسلحة الثقيلة تابعة للجويلي، من مدينة الزنتان إلى طرابلس. ومع التحشيدات والتحشيدات المضادة، عبرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا عن قلقها، مؤكدة أنها قد تكون بادرة تنذر بتصعيد جديد لأعمال العنف والاشتباكات المسلحة، والتي تُشكل تهديداً وخطراً كبيرين على أمن وسلامة وحياة المدنيين وأمنهم وممتلكاتهم.

وطالبت اللجنة جميع الأطراف والكيانات المسلحة بضبط النفس والوقف الفوري لأي تصعيد مسلح وتجنب مزيد من العنف والاقتتال، محذرة من مغبة جر البلاد إلى حرب أهلية جديدة.

لا حصانة لمجرم

في السياق، أكد مدير مكتب شؤون جهاز دعم الاستقرار عقيد عبدالسلام المسعودي، أن الجهاز لن يمنح الحصانة لأي مجرم، أو يسمح لأي من منتسبيه بممارسة أي سلوك خاطئ.

ونوه المسعودي في كلمة له خلال الاجتماع التعبوي الذي عقده بخريجي الدفعة الأولى من منتسبي الجهاز بأن المسؤولية الملقاة على ضباط ومنتسبي جهاز دعم الاستقرار كبيرة في حفظ الأمن والنظام، وضمان استتباب الأمن للمواطنين والمؤسسات في كافة ربوع البلاد.

استئناف عمل السفارة الروسية

على صعيد آخر، بحث مدير الإدارة العامة لحماية البعثات الدبلوماسية لواء وسام بن جامع مع وفد روسي، الآليات والترتيبات الأمنية لإعادة فتح مقر السفارة الروسية في طرابلس.

وناقش الاجتماع إجراءات توفير الحماية والحراسة من قبل الإدارة العامة لحماية البعثات الدبلوماسية، إضافة إلى عدة مسائل المتعلقة بالتعاون بين الجانبين. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version