استقر لقب دوري أبطال افريقيا لكرة القدم في العاصمة الاقتصادية للمغرب الدار البيضاء، إذ حسم الوداد البيضاوي «النهائي الأحمر» على حساب ضيفه الأهلي المصري بفوزه عليه 2-صفر الاثنين على ملعب محمد الخامس أمام زهاء 45 ألف متفرج، محرزاً اللقب للمرة الثالثة في تاريخه.
وسجل الفريق المغربي الهدفين في الدقيقتين 15 و48 عبر زهير المترجي الذي قال بعد تسلمه جائزة أفضل لاعب في النهائي «حققنا الأهم وأسعدنا جماهيرنا. استحقينا اللقب نظراً الى ما قدمناه طوال البطولة».
وحرم «وداد الأمة» ضيفه «نادي القرن» من كتابة التاريخ والتتويج باللقب للمرة الثالثة توالياً والحادية عشرة في تاريخه، وأكد هيمنة الأندية المغربية على المسابقتين القاريتين لهذا الموسم بعدما كان نهضة بركان قد توج بلقب كأس الاتحاد (الكونفدرالية) الأسبوع الماضي.
وهذا النهائي الثاني الذي يخسره النادي المصري أمام الوداد بعد 2017 حيث فاز الفريق المغربي في الملعب عينه بهدف وليد الكرتي اثر تعادلهما ذهاباً في القاهرة 1-1. ومُني الأهلي بخامس خسارة في النهائي بعد 1983 و2007 و2017 و2018.
وهذا النهائي الثالث بين الفرق المغربية والمصرية، فعوضاً عن نهائي 2017، كان الزمالك توّج على حساب الرجاء البيضاوي في 2002 لفوزه 1-صفر بمجموع المباراتين.
وفشل المدرب الجنوب إفريقي للأهلي بيتسو موسيماني في احراز اللقب للمرة الرابعة بعدما توج مع ماميلودي صنداونز (2016) والأهلي في الموسمين الناضيين، ليبقى الرقم القياسي مسجلاً باسم مدرب الفريق المصري السابق البرتغالي مانويل جوزيه بأربعة ألقاب.
اللقب السابع للمغرب
وفي المقابل، بات وليد الركراكي ثاني مدرب مغربي يحرز اللقب مع الوداد بعد الحسين عموتة عام 2017، فيما رفع المغرب رصيده إلى سبعة ألقاب في البطولة التي توج بها الجيش الملكي (1985) والرجاء (1989 و1997 و1999) والوداد (1992 و2017 و2022).
ولم تطل فترة جس النبض، وتأخر الأهلي في الدخول في أجواء المباراة، مقابل استغلال الفريق المغربي لعاملي الارض والجمهور، إذ بادر الوداد بالهجوم عبر ثنائي الهجوم أيمن الحسوني والكونغولي غي مبينزا الذي أصاب العارضة من تسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء (11).
وفضل المدرب وليد الركراكي اللعب بدفاع متقدم مع وجود يحيى جبران إلى جانب جلال الداودي في وسط الملعب، أمام رباعي الدفاع أشرف داري وأمين فرحان الى الظهيرين أيوب العملود والدولي يحيى عطية الله، مع ثلاثي الهجوم الحسوني ومبينزا وزهير المترجي، فيما غاب عن الفريق الجناح الليبي مؤيد اللافي بسبب إصابته بقطع في الرباط الصليبي.
وتحقق مراد أصحاب الأرض من خلال تسديدة صاروخية أخرى للجناح المترجي استقرت في شباك الحارس الدولي المصري محمد الشناوي (15).
أربك الهدف حسابات «نادي القرن»، وأنقذ المدافع محمد هاني فريقه من الهدف الثاني اثر اختراق وكرة قوية من رضا الجعدي (19).
ودانت السيطرة للفريق المصري حيث كثف موسيماني العدد في الوسط مع وجود المالي أليو ديانغ الى جانب حمدي فتحي كلاعبي ارتكاز وأمامهما أحمد عبد القادر وحسين الشحات وطاهر محمد طاهر والمهاجم الجنوب افريقي بيرسي تاو كرأس حربة.
وافتقد موسيماني لأوراق مهمة لا سيما دفاعياً إذ حرمته الإصابة جهود محمد عبد المنعم والموزمبيقي لويس ميكيسوني والمدافع المغربي بدر بانون، كما اضطر لإراحة لاعب الوسط الدولي عمرو السولية لعدم جاهزيته البدنية.
وحاول الفريق المصري القيام برد فعل سريع عبر تاو الذي تسبب بالقلق للدفاع المغربي بقيادة الثنائي أشرف داري وأمين فرحان، واثر مرتدة سدد جلال الداوي كرة قوية من بعيد مرت فوق مرمى الشناوي (20).
وأهدر ياسر إبراهيم فرصة التعادل بعدما مرت رأسيته بجانب المرمى المغربي اثر ركنية من الدولي التونسي علي معلول (24).
وشكلت الكرات الثابتة مصدر الخطورة من الجانب المصري، ومرت رأسية طاهر محمد طاهر بجانب المرمى اثر ركنية أخرى من معلول (34) الذي سدد بعدها كرة قوية من ركلة حرة مباشرة صدها الحارس الودادي أحمد رضى التكناوتي بقبضتيه (42).
ووجه المترجي تصويبة قوية من ركلة حرة مباشرة مرت بجانب المرمى (45+1) ومعها انتهى الشوط الأول بتفوق للوداد.
وكان سلاح المرتدات السريعة ناجعاً من ناحية «وداد الأمة»، فقاد الجعدي هجمة خاطفة ومرر كرة بالعرض بعد وصوله الى منطقة الجزاء فانسل المترجي قبل ياسر إبراهيم وسدد كرة صدها الشناوي وتابعها الأول في الشباك، مسجلاً هدفه الشخصي الثاني ومفجراً أفراح الجماهير (48).
وسريعاً قام موسيماني بتبديلات هجومية حيث أشرك محمد شريف كرأس حربة إضافي ومحمد مجدي «أفشة» بدلاً من الشحات وعبد القادر، ثم أدخل السولية بدلاً من حمدي فتحي لكن دون جدوى رغم سيطرة الفريق المصري على الكرة التي بلغت 66%.