قابل مسؤولون في الرئاسة الروسية ووزارتي الخارجية والدفاع بالسخرية أمس «فوات» الموعد المزعوم الذي توقعته حكومات وأجهزة استخبارات غربية لغزو روسي لأوكرانيا. وتراوح رد الفعل الروسي بالضحكات المجلجلة والابتسامة على وجه مسؤولين لا يعرف عنه مجرد افترار الثغر.
فقد أفاد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، الصحفيين أمس الأربعاء، بأن العاملين في الكرملين ناموا الليلة قبل الماضية بسلام وفي صباح أمس بالمثل شرعوا في ممارسة أعمالهم بهدوء.
وأكد أن الإدارة الرئاسية الروسية لم تقم بتعديل عملها بسبب التقارير التي تحدثت عن خطط روسيا ل «غزو» أوكرانيا يوم الأربعاء 16 فبراير.
وقال المتحدث باسم الكرملين رداً على سؤال بهذا الشأن: «على أساس تقارير من الصحافة الغربية، خاصة في الآونة الأخيرة وحول موضوع معروف، نحن لا نجري تعديلات على عملنا». وأوضح أن البارحة «مرت بشكل طبيعي كما المعتاد»، مضيفاً قوله: «لقد نمنا بسلام. وفي الصباح، بدأنا بهدوء يوم العمل، وهو كما ترون، مكثف للغاية».
ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك أي اتصالات دولية في ليلة الثلاثاء/ الأربعاء قال بيسكوف: «في الليل، لسنا معتادين على الدخول في اتصالات مع دول أجنبية».
من جهة أخرى، عكست ملامح صورة لوزيري الدفاع الروسي سيرجي شويجو والخارجية سيرجي لافروف، التقطت صبيحة أمس الأربعاء، مزاج القوتين الروسيتين الرئيستين، الدفاع والخارجية بعد فوات «ساعة الصفر». ونشرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا صورة التقطت أمس الأربعاء 16، ظهر فيها شويجو ولافروف وهما مستغرقان في ضحكتين واسعتين، وذلك بعد أن مرت بسلام «ساعة الصفر» التي روج لها الغرب وضرب لها موعداً، بل ونسج لها تفاصيل متكاملة، بعد أن دق طبول الحرب معلناً عن «غزو روسي وشيك لأوكرانيا».
وكانت وسائل الإعلام الغربية تحدثت بلهجة يقينية، وحاولت إقناع العالم بأن هذه الحرب المتخيلة قائمة لا محالة، فأرعبت الأوكرانيين ودفعت حلفاءها إلى تزويد كييف بالأسلحة، حتى أن الكثيرين بما في ذلك ساسة دوليون، صدقوا «الكذبة» وترقبوا حرباً مزيفة معلنة بشكل مسبق.
من جهته فجر لافروف عاصفة من الضحك بين الصحفيين والحضور، عندما قام بالغمز وبلغة الإشارة فقط وبطريقة كوميدية وتهكمية بما يوحي بنعم سنقوم بالغزو، وذلك رداً على سؤال من أحد الصحفيين حول هل تنوي روسيا غزو أوكرانيا.
ووصف لافروف، ما يتردد عن أن التدريبات الروسية البيلاروسية تم افتعالها لغزو أوكرانيا بأنها مجرد تكهنات. وقال لافروف، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البولندي، الرئيس الدوري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، زبيغنيو راو، إن «القول بأن التدريبات الروسية البيلاروسية قد بدأت من أجل مهاجمة أوكرانيا من جهة الشمال والاستيلاء على كييف هي مجرد تكهنات». وأضاف: «إن كل هذه السيناريوهات الجنونية نُشرت مرات عديدة من قبل وسائل إعلام ذات وزن، للأسف، ولكن الإثارة التي يشعر بها قادة الجوقة وكتاب السيناريو لكل هذه الإجراءات تضغط على وسائل الإعلام نفسها أيضاً».
وتابع: «ما هو موقف الغرب الآن؟ سيقول في الغالب إن الرئيس (الأمريكي جو) بايدن قد ضغط علينا، ومن ثم خُفنا على الفور وامتثلنا لمطالبه، هذه تجارة هواء وينجح زملاؤنا الغربيون في هذا كثيراً».
أما المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا فقد طلبت في نبرة ساخرة، من «وسائل التضليل الإعلامي الغربية» أن تحدد موعداً «للغزو الروسي» بالنسبة للعام المقبل. وكتبت زاخاروفا على قناتها في موقع «تيليجرام» قائلة: «طلبٌ موجّهٌ إلى وسائل التضليل الإعلامي الأمريكية والبريطانية، بلومبيرج ونيويورك تايمز وذا صن وغيرها، أعلنوا الجدول الزمني ل«غزونا» للعام المقبل. نود أن نخطط لإجازاتنا!».
على صعيد آخر، نصح نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة الزعماء الغربيين بزيارة أطباء مختصين بمرض «البارانويا» أو «جنون الارتياب» بسبب مخاوفهم وشكوكهم المتعلقة باحتشاد مئة ألف جندي روسي على حدود أوكرانيا.
وقال ديمتري بوليانسكي «أعتقد أنهم بحاجة إلى استشارة طبيب جيد، أوصيهم القيام بذلك، وأن يكون الطبيب مختصاً في حالات البارانويا»، نافيا أن يكون لدى روسيا أي نية لمهاجمة جارتها الجمهورية السوفييتية السابقة. وأضاف «جنودنا يوجدون على أرضنا ولا يشكلون تهديداً لأحد».(وكالات)