سجلت العملة الإيرانية (التومان) أمس الثلاثاء، انهيارا تاريخيا لم تسجله منذ أكتوبر/تشرين الأول لعام 2020، وسط تضاؤل آمال رفع العقوبات الأمريكية.
وذكرت مواقع إيرانية معنية بصرف العملات في طهران، أن الدولار الأمريكي بلغ 31.250 ألف تومان فيما توقفت شركات الصرافة عن بيع الدولار، الأمر الذي آثار مخاوف الإيرانيين من مواصلة تدهور العملة.
وذكر موقع “التجارة نيوز” الإيراني، إن الدولار بلغت قيمته اليوم أكثر من 31 ألف تومان ، فيما غابت الوعود التي أطلقها رئيس البنك المركزي الإيراني “صالح آبادي” في وقت سابق من أن البنك المركزي لديه احتياطيات كبيرة من العملات الأجنبية و الاضطراب الحاصل في سوق العملات سينتهي.

وهاجم موقع “آفتاب نيوز” المقرب من معسكر الإصلاحيين، وزراء الاقتصاد والتجارة  والعملووصفهم بالفاشلين في حكومة رئيسي.

كما هاجم الموقع سياسة رئيس البنك المركزي صالح آبادي، واصفاً إياه بأنه “شاب قليل الخبرة في الشؤون الاقتصادية والمالية”.
وبحسب التقارير الإيرانية فقد ارتفع الدولار نحو 25 بالمئة منذ تولي حكومة إبراهيم رئيسي السلطة في أواخر آب/أغسطس من العام الماضي.
ووفق موقع “اقتصاد نيوز”، انهيار العملة الإيرانية يعود سببه إلى تعليق محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية وتقليص الآمال في رفع العقوبات الأمريكية.
وتوقفت المحادثات النووية بين إيران والقوى الدولية في فيينا منتصف مارس/آذار الماضي، دون تحديد موعد لاستئناف المحادثات التي أصبحت محاولة العودة إلى فيينا بالبعيدة بسبب مطالب تقدمت بها إيران إلى الولايات المتحدة.
وبالعودة إلى ساحة فردوسي التي تعد المركز الرئيسي لبيع العملات الأجنبية في وسط العاصمة طهران، أفادت تقارير صحفية أنه “مع استمرار صعود الدولار، أصبحت مكاتب الصرافة والمشاركين في سوق الصرف الأجنبي يميلون إلى شراء الدولار أكثر من بيعه”.
ووصف موقع “اقتصاد نيوز”،  عملية شراء العملة الأمريكية من ساحة فروسي بالصعبة  ولا يمكن تحقيقها بسهولة بسبب مخاوف لدى أصحاب مراكز الصرافة من مواصلة الدولار بالارتفاع في الأيام المقبلة.
كما أشار الموقع في تقرير ميداني له إن “العديد من محال الصيرفة أزالت لوحات كتابة قيمة العملات الأجنبية من المحال”.
وفي سياق آخر، أشار الموقع إلى أن العديد من الإيرانيين الراغبين بالسفر للخارج اصطفوا اليوم خلف مراكز الصيرفة الحكومية بهدف الحصول على الدولار الأمريكي بقيمة أقل من السوق الحرة.
وكانت الحكومة الإيرانية قالت في وقت سابق إنها سوف تمنح الإيرانيين الذين يريدون السفر إلى العراق أو تركيا عملة الدولار بقيمة 26 ألف تومان أي أقل من الأسواق الحرة.
ولا تقدم مراكز الصيرفة الحكومية أكثر من 2200 دولار أمريكي للشخص المسافر إلى البلدين (العراق أو تركيا)، كما يشترط عليه تقديم جواز نافذ مع بطاقة سفر. 
وألقى مسؤولون في حكومة إبراهيم رئيسي باللوم عليها على “الظروف التي خلفتها الحكومة السابقة” في إشارة إلى حكومة حسن روحاني.
وقال وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي، إن “الاقتصاد يحتاج إلى الاستقرار والقدرة على التنبؤ حتى ينمو”
تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي وعد فيه إبراهيم رئيسي وفريقه الاقتصادي مرارًا وتكرارًا “بتغيير الوضع الراهن لصالح الشعب” والقضاء على التضخم والفقر المدقع. 


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version