أعلنت الصين عن إطلاق خط ائتماني بقيمة 120 مليار دولار مخصص لمشاريع البنى التحتية، وفق ما ذكرته وسائل إعلام حكومية، في إطار سعي بكين لدفع عجلة اقتصادها المتعثر بسبب إجراءات مكافحة كوفيد-19.وتباطأ النمو في الصين بشكل حاد في الأشهر الأخيرة، مع تمسك القيادة الشيوعية باستراتيجية “صفر كوفيد” عبر فرض الاختبارات الجماعية وإجراءات الإغلاق، ما أجبر المصانع على وقف الإنتاج رغم ما يعنيه ذلك من اضطراب في سلاسل الإمداد.ودعا رئيس الوزراء الصيني لي كيبيانغ الأسبوع الماضي إلى تحقيق نمو “معقول” في الربع الثاني، مع تنامي المخاوف من عدم الوصول إلى الهدف الطموح الذي حددته الحكومة بتسجيل نمو يصل إلى 5.5%.

وضخ التمويلات لمشاريع البنى التحتية في المقاطعات المتضررة، هو بمثابة أداة رئيسية لخلق الوظائف ودفع النمو في الاقتصادات المحلية التي تعثرت بسبب الفيروس وانهيار إيرادات بيع الأراضي والتطوير العقاري.وأقر اجتماع لمجلس الدولة الصيني برئاسة لي، أمس الأربعاء، تخصيص تمويل ضخم جديد للبنى التحتية.وقالت قناة “سي سي تي في” الحكومية”، إن من الضروري زيادة خط ائتمان البنوك المنفذة للسياسات بـ800 مليار يوان (120 مليون دولار)”.والبنوك المنفذة للسياسات هي بنك التنمية الصيني، وبنك التنمية الزراعية، وبنك التصدير والاستيراد، والتي تعد عوامل استقرار رئيسية للاقتصاد، وغالبا ما تتم دعوتها لتقديم الدعم التمويلي للمشاريع الكبيرة بما في ذلك البنى التحتية.ويقول خبراء إن هذا الإعلان من المرجح أن يساعد حكومات المقاطعات على التماشي مع خطط بكين بشأن دعم النمو.وقالت بيتي وانغ وجاوبنيغ شينغ من مركز ابحاث “آي أن زد” في تقرير الخميس، إن خط الائتمان “سيؤمن دعما طويل الأمد لمشاريع بنى تحتية متعددة”، وبالتالي “يعزز نشاط الأعمال إلى جانب سلاسل الإمداد”.وأضافت مجموعة نومورا العملاقة للخدمات المالية في مذكرة، أن هذا التمويل يشكل “نحو نصف الـ1.65 تريليون يوان من القروض الجديدة للبنوك المنفذة للسياسات عام 2021”.وأشارت المذكرة إلى أن التمويل يمثل نحو خمس القروض الجديدة متوسطة وطويلة الأجل لقطاع البنى التحتية في عام 2021.ويقدر محللو نومورا أن لدى بكين فجوة تمويلية تبلغ ستة تريليونات يوان، ويرجع ذلك جزئيا إلى انهيار مبيعات الأراضي التي تعد مصدرا رئيسيا للتمويل جراء موجة أوميكرون.وكان أحدث تفش للفيروس في الصين الأسوأ منذ ظهور الوباء، حيث تسبب في إغلاق شنغهاي مركز الأعمال الرئيسي في الصين لمدة شهرين.وبينما خففت المدينة القيود منذ ذلك الحين مع انخفاض الإصابات، إلا أن الانتعاش سيكون تدريجيا مع قلق الشركات من أي اضطرابات مستقبلية وتكدس البضائع في الموانئ.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version